رئيس التحرير
عصام كامل

أحب الروس لأنهم وقفوا دائما معنا؟!

18 حجم الخط

منذ فتحت عيني فى الستينات، وأسمع أن الاتحاد السوفييتى يدعم مصر والقضية الفلسطينية، والحق العربى في تحرير فلسطين، وبالتالى أحببت هذه الدولة التى تدعمنى، وعرفت أن هناك قوتين في العالم، الشرق وتقوده روسيا أو الاتحاد السوفييتى، والقوة الأخرى الغرب بقيادة الولايات المتحدة الامريكية. 

 

وربما من الصور التى لا أستطيع نسيانها هو القيادة الجماعية، التى كانت في ذلك الوقت، لونيد بريجنيف زعيم الحزب، وكوسيجين رئيسا للوزراء وكنت أحبه جدا، وبودجورنى (أتمنى أن تكون الأسماء سليمة كما تذكرتها)، وأذكر بعد رحيل الزعيم جمال عبدالناصر، قال الرئيس السادات في أحد خطبه، إن الاتحاد السوفيتى بعد وفاة جمال عبدالناصر، وقف مع مصر موقف الصديق الوفى..

زى ما يحدث في الفلاحين في العزاء يقدم الأصدقاء الدعم لبعض، السوفيت قدموا لنا الدعم زى الفلاحين بيقدموا صنية فى العزاء! طبعا السادات تراجع في لهجته وقراراته تجاه السوفيت، من أبرزها أنهاء عمل الخبراء الروس في مصر بطريقة غير لائقة، مما جعل السوفيت يمتنعون عن إرسال الأسلحة التى تم الإتفاق عليها مع الزعيم جمال عبدالناصر.. 

 

وأذكر أن الراحل الدكتورعزيز صدقى أبو الصناعة المصرية، ورئيس الوزراء الذى أعد مصر للحرب، قال لى فى مكتبه: السوفيت والسادات لا يثقون في بعض، ولكن عندما تجاهل السوفيت طلبات السادات إرسال ما إتفق معهم عبدالناصر عليه، سألنى السادات: ماذا نفعل؟ خاصة أنه بدون هذه الأسلحة لن نستطيع الحرب؟ طلبت من السادات بأن أسافر إلى موسكو، ووافق السادات وقال ربما يسمعون منك! 

 

ويكمل الدكتور عزيز صدقى قائلا: استقبلنى السوفيت بحفاوة كعادتهم، فقد تعاملنا كثيرا في بناء المصانع، وعندما طرحت لهم مدى حاجة مصر للأسلحة المطلوبة لخوض الحرب، تم الموافقة فورا على جميع طلباتنا على أن يتم الإرسال فورا! ولم يصدق السادات عندما عدت وأخبرته بأن الأسلحة في الطريق! ومن المعروف أن مصر حاربت بالسلاح السوفيتى، وهو كان المصدر الرئيسي للتسليح لمصر وكافة دول المواجهة

 

أعود إلى حبى وعشقى للسوفيت الذين ساعدونا في بناء النهضة الصناعية، وبناء السد العالى، وكانوا لسان العرب في مجلس الأمن في مواجهة أمريكا والغرب لسان حال العدو الصهيوني، وبعيدا عما حدث من الرئيس السادات، إلا أن مكانة السوفيت لم تغادرني، وأذكر هنا في عام 1993 كنت ضمن وفد مصرى إلى السودان، وكان الوفد يضم الكاتب الكبير محمد عودة والمفكر الكبير عادل حسين، وما علم السفير السوفيتى بوجود الاستاذ محمد عودة، فسارع إلى الحضور إلى الفندق، وتم دعوتنا إلى بيته على العشاء.. 

المفاجأة ليست في فخامة العشاء، ولكن في السفير السوفيتى الذى كان يتحدث العربية بلهجة مصرية 100 %، ليست اللهجة فقط ولكن كافة الحياة اليومية المصرية، فقد عاش سنوات في القاهرة وكان صديقا للمصريين وخاصة المثقفين، وقال إنه منذ عمله في السودان فلابد عند سفره من وإلى موسكو من قضاء عدة أيام فى القاهرة.. 

 

ومن هذه الروح في لقاء مع الدكتور شريف جاد الأمن العام لجمعية الصداقة المصرية الروسية تحدث عن عاشق مصر والاسكندرية، المستشرق جينادى جورياتشكن أستاذ التاريخ العربى الحديث والمعاصر بمعهد اللغات الشرقية بجامعة موسكو، هذا الرجل وهب حياته في مد جسور التواصل بين روسيا والشعوب العربية بشكل عام ومع مصر بشكل خاص.. 

وكان يعمل مترجما عسكريا مع الخبراء السوفيت في مصر ونال نوط الواجب العسكرى من الدرجة الأولى، وله العديد من الكتب عن ذكرياته عن مصر، منها تاريخ مصر والعالم العربى، روسيا في عيون مصرية، مذكرات مترجم سوفيتى على الجبهة المصرية، مصر فى الارشيفات الروسية، وعشق الاسكندرية وعين مديرا للمركز الثقافى الروسى بها، وقدم كتابه "الاسكندرية الروسية"، هذا بجانب المئات من المقالات عن مصر والاسكندرية..

 

مازلت أحب الإتحاد السوفيتى أو روسيا، فهذه الدولة وهذا الشعب وقف مع مصر في الوقت الذى تحالفت قوى الاستعمار الغربى لتحطيم ثورة 23 من يوليو، وقفت هذه الدولة بالرغم من تصرفات السادات مع الخبراء الروس في حرب أكتوبر، وبالرغم من تعرض السوفيت إلى حملات اعلامية غبية لتبرير إبتعاد السادات عن السوفيت والذهاب إلى حضن أمريكا والغرب.. وأذكر هنا نبل السوفيت عندما تنازلوا عن الدين الخاص بثمن الأسلحة الذى حصلت عليه مصر بعد إنتصار أكتوبر 73.. 

 

 

لماذا أذكر كل هذا الان؟ لكى نتعلم من التاريخ، لكى نعرف الفرق بين دولة تقف معنا وقت الحاجة ولا تشترط علينا شيئا، وأخرى لم يبق إلا أن تشطرت علينا قيودا في الأكل والشرب وربما ننام على أى جانب، ويكفى أن نعرف أن الكيان الصهيونى فرض علينا منع 1200 أغنية وطنية بعد كامب ديفيد، ومازالت القيود الأمريكية تطاردنا من الحكومة الامريكية تارة، وتارة أخرى من صندوق النقد الدولى.. وللحديث بقية 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية