رئيس التحرير
عصام كامل

ليو الرابع عشر.. بابا من شيكاغو!

مهمة بريفوست الصعبة.. هل يصمد بابا الفاتيكان الجديد في وجه العواصف السياسية ويعيد للكنيسة دورها كضمير أخلاقي عالمي؟

بابا الفاتيكان، فيتو
بابا الفاتيكان، فيتو
18 حجم الخط

فى ساحة القديس بطرس، حيث يختلط صوت الأجراس بنشيد الطمأنينة، وتتناثر الأدعية من أفواه الزائرين كما يهمس النسيم بأسرار السماء، أطل وجه جديد على شرفة التاريخ، كان الضوء يتكثف فوق عينيه كأنما حمل معه من شيكاغو وميض المدن الكبرى، ومن بيرو سكينة الغابات وأصوات المساكين.

البابا ليو الرابع عشر فى مواجهة صراع التدين والسلطة

البابا ليو الرابع عشر، أو روبرت فرنسيس بريفوست، ليس فقط الحبر الأعظم للكنيسة الكاثوليكية الجديدة، بل وجه يختزن فى قسماته الصراع الدائم بين التدين والسلطة، بين الخلاص الأرضى والقلق الكوني، بين أمة تريد أن تبنى الجدران، وعقيدة لا ترى الخلاص إلا ببناء الجسور.

 

من على شرفة الفاتيكان، وبملامح رجل يدرك أن العالم لم يعد يسير على خط واحد، رفع يده ليمنح البركة، وألقى أولى كلماته: “فلنتحد، نمضِ معًا، يدًا بيد، مع الله، ومع بعضنا البعض”. بدا صوته أشبه بنداء صلاة فى قلب إعصار، فى زمن تتكسر فيه الإنسانية على شواطئ الهجرة، ويختزل الإيمان فى شعارات انتخابية.

 

روبرت بريفوست، هو أول أمريكى ينتخب بابا فى تاريخ الكنيسة الكاثوليكية، ولد عام 1955 فى مدينة شيكاغو لأب فرنسى وأم إيطالية، وتعلم فى مدارس الرهبنة الأوغسطينية قبل أن ينطلق مبشرا إلى البيرو، هناك، فى تلك الأرض التى لطالما كانت منسية على خرائط السياسة الغربية، اكتشف عالم المقهورين والمظلومين، وتبلورت نظرته التى ستحملها اليوم أعظم سلطة روحية فى العالم الكاثوليكي.

سر اختيار بابا الفاتيكان اسم ليو الرابع عشر

اختياره لاسم “ليو الرابع عشر” يشى بتوجهاته: استحضار لزمن البابا ليون الثالث عشر، الذى عرف بمناصرته للعدالة الاجتماعية ورفضه للاستغلال الرأسمالي، وهكذا، فإن لاون الجديد لا يحمل فقط تاريخا كنسيا، بل مشروعا روحيا فى مواجهة السياسة الشعبوية التى تتسلل إلى الكنيسة من أبواب خلفية.

 

فى أولى كلماته، وجه البابا الجديد “نداء سلام إلى جميع الشعوب”، داعيا إلى “بناء الجسور” بدل الجدران، وهى عبارة ذات دلالة واضحة فى ظل الشعارات القومية والانغلاق الذى يتبناه الرئيس الأمريكى الحالي، دونالد ترامب.

 

رغم أن ترامب هنأ البابا الجديد بحرارة عبر منصته “تروث سوشيال”، مشيدا بكونه أول بابا أمريكي، إلا أن مواقف ليو الرابع عشر سرعان ما أثارت استياء تيار “أمريكا أولا”، إذ لم تمر ساعات حتى بدأت الانتقادات تظهر من حلفاء ترامب، أبرزهم ستيف بانون، الذى وصف البابا بأنه “أسوأ اختيار للكاثوليك المؤيدين لترامب”، معتبرا أن انتخابه “رسالة مضادة” لنهج ترامب القومي.

 

الخلاف الجوهرى بين البابا الجديد والإدارة الأمريكية لا يقتصر على الجنسية، بل يمتد إلى الرؤية الأخلاقية والإنسانية للعالم، فبينما يدعو ترامب إلى الحد من الهجرة وترحيل غير الشرعيين، لطالما عارض بريفوست هذا النهج، وهو ما ظهر جليا فى تغريداته ومشاركاته السابقة على منصة “إكس”، حيث أعاد نشر انتقادات لاتفاقيات الترحيل التى عقدها ترامب مع بعض الدول اللاتينية.

 

رغم كل الجدل، يدرك البابا ليو الرابع عشر أن مسئوليته لا تتوقف عند السياسة، فهو اليوم مسئول عن توجيه أكثر من 1.4 مليار كاثوليكى حول العالم، وإعادة اللحمة إلى كنيسة تعانى من انقسامات حادة بين تيارات تقليدية وحديثة، بين قضايا إيمانية وأخرى دنيوية.

 

فهل يصمد البابا ليو الرابع عشر فى وجه العواصف السياسية المقبلة، وهل يستطيع أن يعيد للكنيسة الكاثوليكية دورها كضمير أخلاقى عالمي؟

نقلا عن العدد الورقي،،،

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية