علي جمعة يكشف حكم الدين في معالجة صور الموتى بالذكاء الاصطناعي

تناول الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، ومفتي الجمهورية الأسبق، في حلقة اليوم من برنامج "نور الدين والدنيا"، إحدى أهم القضايا في عصرنا الحديث، وهي الذكاء الاصطناعي "AI"، وتأثيراته على حياتنا اليومية، وتعاملاتنا مع الآخرين.

مخاطر الذكاء الاصطناعي

وقال الدكتور علي جمعة: نتيجة للتطورات الهائلة في التكنولوجيا الحديثة، والتقدم العلمي، تغير كثيرا معيار تقويم الأشياء، بل والحكم عليها من الخير والشر؛ مما أحدث فجوة في العرف العام لدى الناس، وظهر الذكاء الاصطناعي، فأصبحت وسائل التوثيق التي كنا نقول فيها زمان: كفى بالمرء إثما أن يحدث بكل ما سمع، وهو حديث نبوي شريف يمنعنا من الشائعات ومن الكذب ومن تناقل الأخبار دون توثيق ودون تأكد، أصبحنا اليوم بعد الذكاء الاصطناعي والتطور الشديد لا نثق حتى فيما نراه، فنرى إنسانا يتكلم ويتحرك ولكنه في الحقية لم يتكلم هذا الكلام، ولم يتحرك هذه الحركة، وكثير، خاصة في مجال السياسة والفنون والمشاهير، ما تلفق لهم هذه المصائب.

وبسبب الذكاء اصطناعي خاف بعضهم حتى على النصوص المقدسة أن تحرف عن طريقه، فهو يستطيع الآن أن ينشئ نصا بمخزون ما فيه من نصوص سابقة، ويكون هذا النص لم يؤلفه إنسان أو لم يرتبه عالم.

معالجة الصورة بالذكاء الاصطناعي

وسألته فتاة من الحاضرات: شخص ميت عزيز أحضرت صورته وعالجتها بالذكاء الاصطناعي خليتها كأنها حية، بتتحرك.. حرام وللا حلال؟

ورد الدكتور علي جمعة: هل هذا التحرك سيستعمل في توثيق حاجة؟.. هاديلك أمثلة، هاخليه يتكلم، رغم كونه ميتا، بأنه أوصى بوصية.. وهو لم يوصِ.. يعني فيه كذب وأكل مال الناس بالباطل، لأن هذا تزوير ممنوع.. هل هذا فيه منفعة.. نتأمل ونفكر مع بعض، لأن الإجابة إنه لو كان فيه منفعة نعمله، ولو مكانش فيه منفعة ما نعملوش.. ودي حاجة جديدة علينا وعليكم كمان.. لسة الجيل اللي هايتولد وهايشوف الحاجات دي من ساعة الولادة هايعتبرها شيء طبيعي، لكن أنتم دخلت عليكم لسة دلوقتي، فاتعلموتوها الآن.

فنسأل أنفسنا: هو إيه هو الهدف إني أخللي المتوفى العزيز، أحركه بالشكل ده.. هل أنا باعمل كدة تحدي أو جيم وتقضية وقت يعني.. وللا باستأنس به كـ"ونس"؟

إثارة الشجون وزيادة الحزن

هل هذا سيؤثر في إثارة الشجون وزيادة الحزن، وعدم نسيان الفراق.. اللي ربنا خلقه مفيش فيه حكاية التحريك بعد الموت، هو ليه ربنا ما خلقش لنا كدة من الأول.. من طبع الإنسان أن ينسى الحزن، ولذلك نهى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، عن أن نقيم الحداد على الميت فوق ثلاث ليالٍ، حتى مفيش عزاء بعد 3 ليالٍ.. ولو فيه حالة وفاة.. بنتقابل ونتكلم:  الله يرحم أبوك.. الله يرحم أخوك، بنتكلم عن شيء ماضي، فيزول الحزن.. لكن لو أنا فضلت في الحزن ده، باشعلل فيه.. كل ما يهدى أوقده، هل ده مناسب للإنسان.. للصحة العقلية والنفسية بتاعته؟ هل ده مناسب لسعادة الإنسان.. عايزين نفكر، مش ضروري نعرف دلوقتي هو صح وللا غلط لأن أي حاجة صح هاتبقى حلال، وأي حاجة غلط هاتبقى حرام؛ لأنه لا ضرر ولا ضرار.. بس عايزين نفكر مع بعض.. عايزين نعمل عصف ذهني.. غنتي تفكري وتتخيلي بالتصور المبدع إنه ده هايعمل إيه في الإنسان.. يبقى أولا: المناقشة.. ثانيا: التخيل.. ثالثا: التجربة.. ياللا نجرب.. ونخللي اللي ميت بيتحرك ويتكلم، ويروح وييجي، ونشوف أثر ده عليا وعلى غيري، ما هو ممكن تعمليها في صورة Fine.. حلو وشيء لطيف يعني، وغيرك يتضرر بسببها.. جدو ده اللي عملناه بهذه الكيفية عايزة جدك يبقى معاكي، علشان كنتي بتحبيه، بس مامتك اللي هي بنته، ممكن تتأثر جدا، فالعلماء قالوا عن هذا الحديث: لا ضرر لنفسك، ولا ضرار لغيرك.. يعني واحنا بنبحث ونناقش عايزين العقلية العلمية اللي تبحث وتحلل التجربة.. تعمل Analyzes.. ونشوف هل ياترى اللي باعمله ده نافع لي وضار لغيري؟، وللا ضار لي ولغيري؟ أو نافع لي ولغيري؟

نطلب النفع ونرفض الفساد

وبناء عليه يبقى فيه نية علشان أنفع الناس.. من استطاع منكم أن ينفع أخاه بشيء فليفعل.. يبقى احنا طالبين كل النفع، وكل الفساد احنا رافضينه. 

طالبة تسأل: ينفع أصلي بمكان عام وفيه أولاد متواجدين؟، علي جمعة يرد

لو معنديش إقبال على الصلاة، إزاي أخلق لنفسي الدافع؟ على جمعة يجيب

بيقى دي إجابة السؤال وما يشابهه، ما موقفنا من الحاجات الحديثة.. أن نطلع عليها، ونفهم ما وراءها، ازاي اتعملت.. أن نفهم ازاي تقاوم، لو احنا حبينا نعمل لها قفل، نعمل لها بلوك، "نبلكها" ازاي؟.. عايزين نتعمق في هذا.. وبعدين نشوف هي نافعة وللا ضارة عن طريق التفكر والمناقشة والتجربة.. وبعدين نقرر ساعتها كيف نتعامل مع هذا الوافد الجديد.. إما نقبله أو نرفضه أو هناك شروط له.. إما إنه وحش جدا، أو حلو جدا، أو فيه شروط، ونحدد الشروط، ونقول ما تعملوش كذا.
ده نوع من أنواع التعامل مع كل ما هو جديد من هذه التطورات الرهيبة التي يعيشها بنو الإنسان.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.