رئيس التحرير
عصام كامل

"زي النهارده" 53 هجرية، موت الداهية زياد بن أبيه، وُلِد مجهول النسب وتبناه معاوية

زياد بن أبيه.. وُلِد
زياد بن أبيه.. وُلِد مجهول النسب وتبناه معاوية، فيتو
18 حجم الخط

"زي النهارده"، 4 رمضان، من عام 53 من الهجرة، مات "داهية العرب" زِيَادُ بْنُ أَبِيهِ، وهو قائد عسكري، كان من أعلام عهد الخلافة، والدولة الأموية.

لم يُعرف اسم أبيه ونسبه، فقيل إنه زياد بن عبيد الثقفي، وقيل إنه ابن أبي سفيان بعد أن استلحقه معاوية بن أبي سفيان بأنه أخوه.. رغم أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال: "من ادعى إلى غير أبيه، فليتبوأ مقعده من النار".

أسلم أيام أبي بكر الصديق، وساهم في تثبيت الدولة الأموية، وكان واحدًا من دهاة العرب وساستهم البارزين.

مولده 

ولد في الطائف في السنة الأولى للهجرة، أمه سمية كانت جارية عند الحارث بن كلدة الثقفي الطبيب الشهير.

عمل كاتبًا لأبي موسى الأشعري، ونبغ في عهد ثاني الخلفاء الراشدين عمر بن الخطاب، وقيل فيه إنه كان يمكن أن يسوق الناس لولا نسبه المجهول.

فقيل إن أبا سفيان بن حرب أقر ببنوته، وقال لأحد الطاعنين فيه: "ويحك، أنا أبوه".

في عهد الخليفة الراشد علي بن أبي طالب، كَرَّم اللهُ وجهه، تولى زياد ولاية فارس وكرمان، فلما تنازل الإمام الحسن لمعاوية عن الخلافة بعث معاوية يطالبه بالمال، فكتب إليه: "صرفتُ بعضه في وجهٍ واستودعتُ بعضه للحاجة إليه، وحملتُ ما فضل عليَّ أمير المؤمنين رحمه الله". 

فكتب إليه معاوية بالقدوم إليه لينظر في ذلك فامتنع زياد. 

فلما ولى معاوية بسر بن أبي أرطأة على البصرة أمره باستقدام زياد، فجمع بسر أولاد زياد في البصرة وحبسهم، وهم: عبد الرحمن وعبد الله وعباد، وكتب إلى زياد، قائلا: "لتقدمن أو لأقتلن بنيك". فامتنع زياد واعتزم بسر على قتلهم، فسار أبوبكرة (وهو أخو زياد لأمه) إلى معاوية، فلما قدم عليه قال: "إن الناس لم يبايعوك على قتل الأطفال وإن بسرا يريد قتل بني زياد". فأمر معاوية بسرًا بالإفراج عنهم، فأطلق سراحهم.

زياد بن أبي سفيان

وخاف معاوية منه فلجأ إلى الحيلة وذكر ما كان من أمر أبيه يومًا، ومقالته في زياد، فأرسل إليه أنه سيقر بنسبه إلى أبيه، ويصبح اسمه “زياد بن أبي سفيان”، فوافق زياد، فصالحه واستقدمه إلى الشام واستلحقه بنسب أبيه أبو سفيان، وكان ذلك سنة 44 هـ.

وروى محمد بن سيرين أن زيادا نفسه كشف لأخيه أبي بكرة، أنه ابن "عبيد الثقفي"، وليس "أبي سفيان".

وكان الحسن البصري ينكر هذا الاستلحاق، ويقول: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: "الولد للفراش، وللعاهر الحجر".

وعن سعد بن أبى وقاص قال: سمعت أذني رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يقول: "من ادعى أبا فى الإسلام غير أبيه وهو يعلم أنه غير أبيه فالجنة عليه حرام". فقال أبو بكرة: وأنا سمعته من رسول الله، صلى الله عليه وسلم. ومع ذلك فقد نسبه معاوية لأبيه.

ولم يعجب هذا العمل السياسي خصوم معاوية، فتمسكوا بتسمية زياد بن أبيه وهاجموا معاوية، وعايروه بالشعر، بأنه رضي أن يكون "أبو سفيان" زانيا.

حكمه للبصرة

ولاه معاوية في سنة 45 هـ البصرة وخراسان وسجستان، فقدم البصرة آخر شهر ربيع الأول (سنة 45)، والفسق ظاهر فاش فيها فخطبهم خطبته الشهيرة بالبتراء، وإنما قيل لها ذلك لأنه لم يحمد الله فيها، وهي:

أما بعد: فإن الجهالة الجهلاء، والضلالة العـمياء، والغي الموفي بأهله على النار، ما فيه سفهاؤكم، ويشتمل عليه حلماؤكم، من الأمور التي يشب فيها الصغير، ولا يتحاشى عنها الكبير.

كأنكم لم تقرؤوا كتاب الله ولم تسمعوا ما أعد من الثواب الكريم لأهل طاعته، والعذاب الأليم لأهل معصيته.

قربتم القرابة وبعدتم الدين، كل امرئ منكم يذب عن سفيهه صنع من لا يخاف عاقبة ولا يرجو معادًا، ما أنتم بالحلماء، وقد اتبعتم السفهاء.

عملات سكها زياد، فيتو
عملات سكها زياد، فيتو

حرام عليَّ الطعام والشراب، حتى أُسويها بالأرض هدمًا وإحراقًا.. إني رأيت آخر هذا الأمر لا يصلح إلا بما صلح به أوله، لين في غير ضعف، وشدة في غير عنف.

وإني أقسم بالله لآخذن الولي بالمولى، والمقيم بالظاعن، والمقبل بالمدبر، والمطيع بالعاصي، والصحيح بالسقيم، حتى يلقى الرجل منكم أخاه فيقول: "أنج سعد، فقد هلك سعيد". أو تستقيم قناتكم.

قتل الساهرين

وإياي ودلج الليل، فإني لا أوتى بمدلج إلا سفكت دمه، وإياي ودعوى الجاهلية فإني لا أجد داعيًا بها إلا قطعت لسانه، ولقد أحدثتم أحداثًا لم تكن، ولقد أحدثنا لكل ذنب عقوبة، فمن غرَّق قومًا غرّقناه، ومن أحرق قومًا أحرقناه، ومن نقب بيتًا نقبنا عن قلبه، ومن نبش قبرًا دفناه فيه حيًا. وأيم الله إن لي فيكم لصرعى كثيرة، فليحذر كل منكم أن يكون من صرعاي.

وفي سنة 50 هـ مات المغيرة بن شعبة أمير الكوفة فألحقت ولايتها بالبصرة، فجُمعت الكوفة والبصرة إلى زياد، فكان يقيم ستة أشهر في الكوفة وستة أشهر في البصرة. 


فأقام سمرة بن جندب على البصرة، ثم ضم إلى زياد خراسان وأضاف إليه سجستان ثم جمع له البحرين وعمان. فثبت زياد دعائم الملك لمعاوية.

ولايته للكوفة

في سنة 46 للهجرة ولي زياد الكوفة لبضع شهور ثم ولاه معاوية على ولايتي الكوفة والبصرة.

مات 4 رمضان، 53 هجريا، حيث دعا عليه عدد من الصحابة والصالحين، بعد أن عانوا من ظلمه.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية