لماذا قبلت يدها؟!
دخلت القاعة بخطوات هادئة وواثقة، ثم طافت بعينيها بين الحضور لتحدد المكان الذي تجلس فيه، لمحتها.. فهممت بالاعتدال في جلستي، ثم هرولت إليها لأقبل يدها، واصطحبها إلى مقعدها بين نجوم، جلست فكانت نجمتهم، عدت إلى مقعدي لتسألني إبنتي..من هذه التي ابتهجت لرؤيتها وقبلت يدها؟
فأجبتها..هي أحد أعمدة الإعلام المصري والعربي، هي تاريخ حافل بالإنجارات، هي من وقفت أمام باب مكتبها وأنا في نفس سنوات عمرك وأحمل نفس حلمك لأختلس نظرة إليها، هي من حلمت بالعمل تحت قيادتها ثم طمعت في العمل معها، هي الوجه المشرق دومًا، والواجهة المشرفة ؟ إنها سناء منصور يا إبنتي؟
سناء منصور.. سفيرة الإعلام المصري
عرفتها، أليست مقدمة برنامج السفيرة عزيزة في قناة دي إم سي؟ بل هي السفيرة سناء منصور، كانت سفيرة الإعلام المصري والعربي في اليونيسيف فأثرت بفكرها عقول كل من أنتج للأطفال برامج، وكانت سفيرة للإعلام المصري في إذاعة مونت كارلو لفترة طويلة، وسفيرة للإعلام المصري عندما نقل أثير إذاعة الشرق الأوسط صوتها إلى خارج حدود مصر، وسفيرة للإعلام المصري عندما أطلت على شاشة الفضائيات المصرية.
سناء منصور يا إبنتي هي من أثقلت موهبتها عندما بدأت صحفية في وكالة أنباء الشرق الأوسط، وتذكري أنني نصحتك بأن تسلكي نفس المسلك، وهي من تتلمذت على يد الرواد فكانت إمتدادًا لهم، وهي من تخرج في مدرستها نجوم في الإذاعة والتليفزيون والتمثيل والإخراج، وهي من أثرت مكتبة ماسبيرو بأبرز البرامج الإذاعية والتليفزيونية مثل أوسكار والظل الأحمر وأبجد هوز والاحتياط واجب.
وهي الإعلامية الوحيدة التي تواصل عطاؤها لأكثر من نصف قرن، ففي الإذاعة تشكل وجداننا بصور رسمتها بصوتها، فأفسحت لنا المجال لنتخيل ونتفاعل، وفي التليفزيون كانت تجربتها متفردة، جرأة في الطرح وبساطة وشياكة في الآداء، وإحترام لرسالة الإعلام ولعقلية المتلقي.
سناء منصور كنز من كنوز ماسبيرو، أدرك من يعرف قيمته أهميته فدفع به إلى الشاشة ليستفيد المتلقي، ويتعلم من كان حلمه الإعلام.
غابت إبنتي عني دقائق.. ثم عادت بصورة لها وهي تقبل رأس سناء منصور.
besheerhassan7@gmail.com