قنعرة المواطن!
في إطار النقد الذى تعرض له وزير التموين في البرلمان بسبب الغلاء استنكر أحد النواب أن يصف الوزير مواطنا يشكو من عدم نقاء زيت التموين بالقنعرة وهو يحصل على دعم!..
وذكر النائب أن معالى الوزير يحصل على راتبه الشهرى هو وبقيةً زملائه الوزراء من أموال دافعى الضرائب وهم المواطنون ومنهم هذا المواطن الذى يطلب نقاء زيت البطاقات التموينية!.. لكن هل مثل هذا الطلب يعد بمثابة قنعرة من المواطن المدعوم؟!
الإجابة بالطبع لا.. لأن الدعم الذى تقدمه الدولة للمواطنين، سواء كان دعما سلعيا من خلال بطاقات التموين أو دعما نقديا كما هو الحال في تكافل وكرامة هو حق للمواطن وواجب على الحكومة الملتزمة بحكم الدستور أن توفر الحياة الكريمة للمواطنين.. كل المواطنين..
وعندما يطالب مواطن بحقه فهو هنا لا يمارس قنعرة لا سمح الله على وزير أو على الحكومة كلها، أما كون هذا المواطن مدعوما فهذا لا يعنى أن يخجل من المطالبة بحقه، خاصة وأن المواطن في تلك الحالة التى عرضت في البرلمان لا يطالب إلا ببعض، وليس كل حقه وهو الحصول على زيت نقى.. وبالتالى لا مبرر هنا أن يشعر بالضيق معالى الوزير من طلبه المشروع هذا ويعتبره نوعا من القنعرة!
وهكذا تثير تلك المناقشة التى جرت تحت القبة ما هو أهم من تذكير معالى الوزير أنه يحصل على راتبه من أموال المواطنين دافعى الضرائب، وهو أن المطالبة بالحياة الكريمة لا تعد قنعرة بأى شكل من الأشكال كما قال معالى الوزير.. وحتى لو كانت قنعرة فإن مخاطبة المواطنين من قبل المسئولين تحتاج لبعض الفطنة خاصة وقت الازمات..
ووزير التموين معروف أنه من الوزراء السياسيين الذين يختارون كلامهم بعناية للناس، ولكن يبدو أنه لم يفعل ذلك هذه المرة التى استنكر فيها طلب مواطن نقاء زيت التموين الذى يقدم له لمجرد أنه مدعوم، ووصف طلبه هذا بالقنعرة!
