رئيس التحرير
عصام كامل

فضيلة إنصات المسئول !

البعض يتصور أنه بمجرد أن صار مسئولا عن أمر أنه من صلاحياته أن يأمر وينهى فقط وعلى المرؤوسين أن يطيعوا وينفذوا التعليمات أو يقبلوا بما يقول ويعمل، وبالتالى يغلق أذنيه عما يقال حوله.. لكن هذا أكبر خطأ يقع فيه المسئول أيا كانت مسئوليته صغيرة أم كبيرة.. فإن أهم فضيلة يتعين أن يتحلى بها المسئول هى فضيلة الإنصات للناس حوله والاستماع جيدا لما يقولونه خاصة حول أعماله وقراراته. 


فالإنصات للناس مهم للمسئول لأكثر من سبب.. من جهة فهو يؤكد للناس أن هذا المسئول مهتم بهم ويكترث بما يقولون ولا يتجاهلهم ولا يفرض عليهم ما لا يقبلون به أو يتحفظون عليه.. ومن جهة أخرى فإن الإنصات للناس يمنح  المسئول  فرصة لاتخاذ قرارات تلقى قبولا منهم وانتهاج سياسات يرضون عنها.. 

 

ومن جهة ثالثة فإن الإنصات للناس يمنح المسئول فرصة أخرى لتصحيح الأخطاء ومراجعة القرارات وتصويب الأعمال، أى يمنح المسئول فرصة للنجاح في عمله وفي كسب ثقة الناس، ولذلك فان العلاقة بين المسئول والنَّاس يجب أن تكون علاقة في اتجاهين.. 

 

اتجاه يشرح لهم قراراته وسياساته ولماذا اتخذ هذه القرارات أو انتهج هذه السياسات، واتجاه آخر يسمع فيه بإنصات واهتمام آراء الناس ويفكر فيها لأنها سوف تتضمن بالتأكيد ما هو سمين مثلما تتضمن أيضا ما هو غث، والذكاء أن يستفيد مما هو سمين.

 
أقول هذا بمناسبة مزدوجةَ.. من ناحيةَ أن هناك ما يقوم به مسئولون هنا وهناك، يقومون بأعمال ويتخذون قرارات دون إيضاح أو إعلام مسبق للناس الذين يهمهم الأمر ابتداء من صندوق قناة السويس وحتى تطوير حديقة الحيوان.. 

 

 

وهناك مسئولون لا يهتمون كما ينبغى بما يقوله الناس، خاصة حول الأحوال الاقتصادية أو لا يمنحون الناس انطباعا أنهم مهتمون بكلامهم وشكاويهم حول إرتفاع الأسعار بينما تجاوز الأزمة يحتاج كما يقال إلى سياسة (خذ وهات) المعروفة في لعبة كرة القدم! 

الجريدة الرسمية