رئيس التحرير
عصام كامل

محافظ قنا: ثقافة المواطنين مع الثأر تغيرت.. وشكاوى نقص المياه النقية انتهت ( حوار )

خلال الحوار
خلال الحوار

خدمة المواطن القنائى أولوية.. وقطعنا شوطا كبيرا بمحاربة الفساد 
 

نسارع الزمن لإنهاء أزمات المواطن القنائي
 

سقف الاستثمارات فى المحافظة مليار و158 مليون جنيه
 

لا يوجد لدينا أي إصابات بفيروس كورونا
 

حياة كريمة نفذت 87 مشروعا خدميا بـ32 قرية
 

المشروع القومى لتنمية الريف هو الأعظم فى العالم
 

قنا فى صدارة المحافظات استجابة لشكاوى المواطنين 
 

أطلقنا مبادرة "قنا بلا خصومات ثأرية" لترسيخ مبدأ السلام الاجتماعى
 

المحافظة تستثمر فى 270 مصنعا بتكلفة استثمارية 3 مليارات جنيه

 

إدارة محافظات الصعيد ليست بالأمر الهين، فالمحافظ - ممثل السلطة السياسية- يدير ملفات معقدة بشدة، خدمات مهملة على مدار عقود، مؤسسات طالها الفساد بشكل أو بآخر وترهلت وأصبح الروتين وإهمال مصالح المواطنين شعارها الحقيقى.

 
ثأر ومصالحات، وتنمية مجتمعية وثقافية، وتنفيذ خطة الدولة لإحياء الموارد ومن ثم الاستثمار لجلب أموال لخزينة المحافظة والحفاظ على الأيدى العاملة وإنهاء العوامل الطاردة لأبناء الصعيد إلى العاصمة.


لكل هذا كان حوار «فيتو» مع اللواء أشرف الداودى محافظ قنا، الذى يرى أنها فى حالة حرب مع الفساد بالمحافظة، ويسابق الزمن للانتهاء من تنفيذ مشروعات الدولة بمختلف القطاعات الخدمية بالمحافظة باستثمارات تصل إلى 30 مليار جنيه.

 

*وسألناه مباشرة: حدثنا عن مبادرة حياة كريمة وحجم المشروعات المنفذة بالمحافظة؟


كما نعلم، الرئيس عبد الفتاح السيسى أطلق هذه المبادرة الإنسانية فى يناير من عام 2019 بهدف تحسين أوضاع القرى الأكثر فقرا فى مصر وتطويرها وتقليل الفجوة بينها وبين المدن المتطورة، وهى سابقة لم تشهدها الدولة المصرية على مدار تاريخها، حيث بدأت الحكومة المرحلة التجريبية لها باستهداف 375 قرية من القرى الأكثر احتياجا على مستوى الجمهورية منها 32 قرية بمحافظة قنا شهدت تنفيذ 87 مشروعا خدميا بإجمالى استثمارات مليار و158 مليون جنيه.


وفى ديسمبر 2020 وجه الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية بإطلاق "المشروع القومى لتنمية قرى الريف المصرى"، وأعتبره المشروع الأعظم فى العالم وليس فى مصر فقط، حيث تجتمع فيه جميع أهداف التنمية المستدامة 2030 التى أعلنتها منظمة الأمم المتحدة.


وفى منتصف يوليو 2021 تم تدشين المشروع بشكل رسمى فى مؤتمر جماهيرى ضخم بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسى كمرحلة جديدة ضمن مبادرة حياة كريمة لتنمية وتطوير أكثر من 4500 قرية فى شتى مراكز الجمهورية على ثلاث مراحل تستغرق ثلاث سنوات، تشمل المرحلة الأولى 52 مركزا يضم حوالى 1400 قرية باستثمارات تتجاوز 700 مليار جنيه، نصيب محافظة قنا منها 5 مراكز تضم 19 مجلسا قرويا و87 قرية رئيسية و٧٢٢ نجعا وعزبة يتم بهم تنفيذ 964 مشروعا خدميا فى مختلف القطاعات الخدمية باستثمارات تصل إلى 30 مليار جنيه، يستفيد منها حوالى 1.5 مليون مواطن يقطون الريف أي ما يعادل 43% من تعداد سكان محافظة قنا.


ويجرى العمل بتلك المشروعات على قدم وساق للانتهاء منها وفقا للجدول الزمنى المحدد، حيث وصلت نسبة التنفيذ الإجمالية إلى 75%، وتم حتى الآن الانتهاء من تنفيذ أكثر من 250 مشروعا.

*متى سيتم الانتهاء من كافة مشروعات حياة كريمة؟
بالنسبة للمشروعات التى يتم تنفيذها ضمن المرحلة الأولى من المبادرة الرئاسية تم بالفعل الانتهاء من عدد كبير منها والبدء فى التشغيل التجريبى لعدد من المبانى الخدمية التى تم إنشائها ضمن المبادرة، وجار إنهاء التشطيبات النهائية بالمشروعات المتبقة سواء كانت مشروعات بنية تحتية أو مشروعات مبانى خدمية.

*وماذا عن مشروعات مستشفيات أبو تشت ونجع حمادى ودشنا؟


بدأت وزارة الصحة مشروع إحلال وتجديد مستشفيات نجع حمادى ودشنا وأبو تشت ضمن المشروع القومى لإحلال وتجديد 32 مستشفى عاما ومركزيا على مستوى الجمهورية، ولكن نظرا لضعف المخصصات المالية استغرق هذا المشروع وقتا أطول، وحاليا تم اختيار مستشفى أبو تشت العام، ودشنا المركزى ضمن المشروعات التى يتم تنفيذها ضمن المرحلة الأولى من مبادرة حياة كريمة وبلغت نسبة تنفيذ مستشفى أبو تشت العام 50% ونسبة تنفيذ مستشفى دشنا المركزى 70%، ومن المقرر الانتهاء من كافة مشروعات المرحلة الأولى خلال أشهر قليلة، أما بالنسبة لمستشفى نجع حمادى العام فالعمل يجرى بها على قدم وساق وبلغت نسبة تنفيذها 90% ومن المتوقع انتهاء الأعمال بها نهاية العام الجارى.

*كيف أصبح الوضع الصحى بالمحافظة خلال الفترة الأخيرة بعد جائحة كورونا؟
الوضع الصحى الآن مستقر تماما، المستشفيات تعمل بكامل طاقتها لاستقبال حالات الطوارئ وإجراء العمليات وتوفير إقامة للحالات التى تستدعى ذلك، وحاليا لا توجد أي إصابات مسجلة بفيروس كورونا المستجد.

*هل يعنى ذلك نجاح منهجية التعامل الرسمى للمحافظة مع الفيروس منذ بدايته وحتى الآن؟


نعم نجحت المحافظة بجهود الفرق الطبية فى رعاية المصابين بفيروس كورونا والحد من انتشار الفيروس من خلال عدة إجراءات تم تطبيقها وصولا إلى إعلان المحافظة خالية من فيروس كورونا كما أن مديرية الصحة نجحت فى تطعيم مليون و8 آلاف و861 مواطنا بالجرعة الأولى من اللقاح المضاد لفيروس كورونا المستجد ونفس العدد تقريبا تم تطعيمهم بالجرعة الثانية، وتم ذلك من خلال 64 مركزا ثابتا لتلقى اللقاح، بالإضافة إلى 40 فريقا متحركا.

*إذا تحدثنا عن الصعيد برزت مشكلة الثأر.. كيف تواجه المحافظة هذه المعضلة التاريخية فى قنا؟


ملف الخصومات الثأرية من أهم الملفات التى تركز عليها الأجهزة التنفيذية والأمنية بالمحافظة ذلك لتأثيرها المباشر على أعمال التنمية، لذا تسعى المحافظة جاهدة بالتعاون مع الأجهزة الأمنية ولجنة المصالحات فى إنهاء كافة الخصومات الثأرية، وأطلقنا مبادرة "قنا بلا خصومات ثأرية" لتوعية المواطنين بأهمية القضاء على هذه العادات السيئة وتغيير الفكر والموروث الثقافى والوعى بمخاطر الثأر وترسيخ مبدأ الامن والسلام الاجتماعى.


كما أن هناك تنسيقا دائما مع مديرية الأمن وأعضاء لجنة المصالحات من عمد ومشايخ القرى لحل الخصومات الثأرية القائمة وما زالت هناك جهود تُبذل لإنهاء كافة الخصومات إيمانا منا بأن الامن والسلم الاجتماعى هما أساس التنمية المستدامة والسبيل لتوفير حياة كريمة للمواطنين.


وفى الحقيقة أن ثقافة الشعب القنائى تغيرت ويثبت ذلك حجم المصالحات التى تم انهائها خلال الفترة الماضية وتخطت 135 مصالحة، كما أن المحافظة تكثف من جهودها التوعوية من خلال عقد ندوات تثقيفية بقصور الثقافة ومراكز الشباب ومؤسسات المجتمع المدنى والمدارس والجامعة أيضًا.

*مشكلات المياه من الملفات الصعبة بالمحافظة.. كيف تصديتهم لهذا الوضع الشائك؟


نجحت المحافظة مؤخرا فى القضاء على مشكلات مياه الشرب إلى حد كبير، حيث لم نعد نتلقى شكاوى بشأن عدم توافر المياه النقية بالقرى والنجوع، كما كنا نتلقاها فى السابق، ولعل ذلك يعود إلى حجم الاستثمارات التى ضختها الدولة فى قطاع مياه الشرب داخل المحافظة وإنشاء محطات مياه جديدة وعمل توسعات ومضاعفة الطاقة الإنتاجية للمحطات القائمة، بالإضافة إلى مد شبكات مياه جديدة وإحلال وتجديد الشبكات القائمة.


كما أسهمت مبادرة حياة كريمة وبرنامج التنمية المحلية بصعيد مصر فى توصيل مياه الشرب إلى العديد من النجوع والمناطق المحرومة ومن المقرر أن يتم تغطية جميع القرى والنجوع فى المحافظة بخدمة مياه الشرب النقية بحلول عام 2023 لنتغلب بذلك على أكبر المشكلات التى كانت تؤرقها وتؤرق المواطنين على مدار عقود طويلة مضت.


*تؤمن بأهمية عمل لقاء مفتوح مع الأهالى.. كيف تدير الحوار وأى مكاسب للمحافظة من التواجد وسط الناس؟
منذ قدومى إلى محافظة قنا وضعت خدمة المواطن القنائى أولوية أولى ذلك تنفيذا لتوجيهات القيادة السياسية، لهذل تم تنظيم لقاءات جماهيرية فى جميع مراكز المحافظة بحضور جميع وكلاء الوزارة ومسئولى شركات المرافق بهدف الوصول إلى المواطن فى المركز الذى يقيم فيه لتخفيف أعباء الانتقال عن كاهلهم، وتم خلال تلك اللقاءات الاستماع إلى شكاوى ومشكلات المواطنين والاستجابة للكثير منها وحلها.


لكن عقب انتشار فيروس كورونا فى مارس 2020 تم وقف تنظيم هذه اللقاءات وبدأت ومعى قيادات المحافظة فى استقبال المواطنين بمكاتبنا للاستماع إلى شكاواهم والاطلاع عليها تمهيدا للعمل على حلها وعقب انحسار أزمة كورونا وإعلان المحافظة خالية من فيروس كورونا المستجد تم استئناف تنظيم اللقاءات الجماهيرية بالمراكز مرة أخرى.


وإلى جانب استقبال الشكاوى خلال اللقاءات اليومية واللقاءات الجماهيرية فإن المحافظة تستقبل الشكاوى أيضًا من خلال بوابة الشكاوى الحكومية الموحدة، وكذلك من خلال مكتب خدمة المواطنين بالديوان العام للمحافظة وقد أسفر اهتمامنا بشكاوى المواطنين وإيجاد حلول فورية لها وتلبية احتياجاتهم فى نجاح قنا بأن تأتي فى صدارة المحافظات التى حققت نسب عالية فى الاستجابة لشكاوى المواطنين وفقا للتقارير الشهرية التى يصدرها مجلس الوزراء.

*ما هى آخر مستجدات المشروعات الاستثمارية الجديدة فى المحافظة خلال الفترة المقبلة؟
تتمتع محافظة قنا بالعديد من الفرص الاستثمارية التى تمثل عامل جذب للمستثمرين المصريين والأجانب، وهى متاحة لمن يريد الإطلاع عليها من المستثمرين على موقع خريطة مصر الاستثمارية حيث تضم حاليا منطقتين صناعيتين هما (هوّ بمركز نجع حمادى – الكلاحين بمركز قفط) تتوافر بهما البنية الأساسية وتضم كلتا المنطقتين 270 مصنع ما بين مصانع منتجة ومصانع جار إنشائها بتكلفة استثمارية تخطت 3 مليارات جنيه وتساهم فى توفير حوالى 15 ألف فرصة عمل لأبناء المحافظة من الجنسين.

*كيف يتم التعامل مع ملفات الفساد بالمحافظة حال وجودها؟
الفساد له صور كثيرة منها المالى ومنها الإدارى ولعل الصورة الذهنية لدى المواطنين بكثرة انتشار الفساد فى المحليات يعود إلى أنها المسئولة عن التخطيط العمرانى والحفاظ على خطوط التنظيم وإصدار تراخيص البناء والهدم للعقارات والمبانى العامة والخاصة وكذلك إصدار تراخيص المحال التجارية والورش الصناعية مما يتيح فرصا أكبر للفساد.


ولذلك فمنذ أن توليت منصبى كمحافظ أعلنت الحرب على الفساد وبالفعل قطعنا شوطا كبيرا فى حربنا على الفساد سواء كان ماليا أو إداريا، ولعل أكبر دليل على ذلك هو أعداد الموظفين الكبيرة التى تم ضبطها فى قضايا فساد وتم وقفهم عن العمل وتحويلهم للتحقيق أو النيابة الإدارية والنيابة العامة، حتى أنه تم فصل بعضهم نهائيا من الخدمة بعد ثبوت تورطهم فى قضايا فساد، كم تم نقل العديد من الموظفين من أماكن عملهم ومنع تعاملهم مع الجمهور لمنع استغلالهم للمواطنين وقد نجحت سياسة الحرب على الفساد فى الحد بشكل كبير من انتشاره بين العاملين.


كما نجحت المحافظة فى تطوير 8 مراكز تكنولوجية لتقديم الخدمات للمواطنين إلكترونيا وذلك فى إطار تنفيذ خطة الدولة نحو التحول الرقمى وقد أسهم ذلك بشكل كبير فى زيادة الموارد للمحافظة، وكذلك الحد من الفساد من خلال فصل مقدم الخدمة عن طالبها، وهو ما لاقى استحسان المواطنين، لا سيما أن المراكز التكنولوجية ساهمت أيضًا فى تقليل مُدد الحصول على الخدمات، أما بخصوص خطة المحافظة لتنظيم ملتقيات توظيفية خلال الفترة المقبلة فإنه يتم التواصل مع عدد من الشركات والمصانع والفنادق السياحية ونسعى إلى تنظيم ملتقى فى أقرب وقت ممكن.

*ماذا عن أزمة شوارع منطقتى نجع سعيد والمنشية؟
هذه المناطق تم إدراجها ضمن مشروع تطوير المناطق غير المخططة بمدينة قنا والذى استهدف تطوير 5 مناطق تشمل منطقة عزبة سعيد وأرض الدقينى، ومنطقة نواحى الحاكم العسكرى وعزبة البوصة والنحال ومنطقة نواحى الزبيدى والحصواية والعبابدة ومنطقة نواحى مركز شباب الكنوز، ومنطقة نواحى المنشية وعزبة خليفة، وذلك طبقا لبروتوكول التعاون الموقع مع صندوق تطوير العشوائيات بتكلفة 200 مليون جنيه وتشمل أعمال التطوير إحلال وتجديد شبكات المياه بطول 111 كم بمواسير بلاستيكية "PVC" لتتواكب مع متغيرات الحياة كما أنها صحية وتدوم لفترة أطول بالإضافة إلى تغيير خطوط الصرف الصحى فى بعض تلك المناطق.


وقد نجحت الشركة المنفذة فى الانتهاء من التوصيلات المنزلية وإحلال وتجديد خطوط المياه بالشوارع فى منطقتى نجع سعيد والمنشية، وجار العمل على قدم وساق فى باقى المناطق المستهدفة وعقب انتهاء الشركة من أعمالها سيتم إدراج مشروع إعادة رصف شوارع منطقتى نجع سعيد والمنشية ضمن خطة الرصف للعام المالى الحالى 2022/ 2023.

 

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"

الجريدة الرسمية