رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

أطباء اقتصاد لا يعالجون!

المرضى يذهبون للأطباء ليحصلوا على علاج لاوجاعهم وأمراضهم، وليس مجرد أن يصف الأطباء لهم أمراضهم ويفسرون لهم أوجاعهم.. فإن الأطباء تعلموا للمساعدة في شفاء المرضي وليس فقط تشخيص أمراضهم.. لكن للأسف بعض أطباء الاقتصاد لدينا لا يدركون ذلك.. يملئون الدنيا حديثا عن مظاهر وتداعيات الأزمة الاقتصادية التى نعانى منها ولا يقدمون لنا علاجا ولو غير ناجح لهذه الأزمة حتى نتجاوزها بسلام أو حتى نتخلص من آلامها ونظفر بالشفاء منها! والمثير أن الذين يستضيفونهم للحديث على شاشات التليفزيون لا يسألونهم عن هذا العلاج لأزمتنا الاقتصادية الذي يقترحون أن نتناوله فورا! 


نعم إن العلاج الصحيح والسليم والناجح لأى مرض يقتضى أولا تشخيصا سليما وصحيحا للمرض.. لكن المريض بعد التشخيص يحتاج للعلاج فورا، وأحيانا كثيرة فإن تأخر العلاج يفاقم المرض وربما يودى بحياة المريض.. لذلك على السادة أطباء الاقتصاد في بلدنا ألا يكتفوا كما يفعل بعضهم الآن في وصف المرض الاقتصادى الذي نعانى منه وشرح أبعاده وأعراضه، وإنما يقدمون روشتة علاج لهذا المرض حتى وإن اختلفت مع روشتات أخرى تقدم بها أطباء اقتصاد آخرين غيرهم.. 

 

ألا يفعل ذلك الطبيب الجديد الذى يلجأ إليه المريض بعد أن فقد ثقته في طبيبه السابق؟! إن الطبيب الجديد لا يكتفى فقط بوصف المرض أو الطعن في علاج الطبيب السابق وإنما يقدم للمريض علاجا جديدا بديلا للعلاج الذى كان يتناوله من قبل. 

 


أما السادة الاعلاميين الذين يستضيفون أطباء الاقتصاد لدينا للحديث عن أزمتنا الاقتصادية فإن عليهم أن يذكروهم بتقديم روشتة لعلاج هذه الأزمة إذا نسيوا أو تجاهلوا ذلك، فهذه ابجديات الإعلام مهنيا.. وهذه مسؤوليتهم أمام المشاهدين والمستمعين والقراء.. فضلا عن إننا في مناخ حوار الآن يحثنا على التنافس فيما بِيننا على تقديم أفضل وأنجح الحلول لكل مشاكلنا وفي الصدارة منها مشاكلنا الاقتصادية بالطبع التى تستأثر بالاهتمام الأول الآن من قبل الرأى العام بسبب معاناة الأغلب الأعم من المواطنين منها.       

Advertisements
الجريدة الرسمية