رئيس التحرير
عصام كامل

لا أعرف الخطأ!

لم ولن يولد الإنسان الذى لا يخطئ.. الإنسان غير معصوم من الخطأ.. والكمال لله وحده عز وجل كما نردد دوما.. وكل الأديان تمنح البشر فرصة لتصحيح أخطاءهم، ولذلك تفتح الأديان باب التوبة على مصراعيها أمام البشر حتى ولو تكررت أخطاؤهم وخطاياهم.. وبالتالى لا يعيب حكومة أو مسئول الوقوع في الأخطاء أثناء العمل.. إنما يعيب  فقط الإصرار على الخطأ وإنكار وقوعه ورفض تصحيحه، والطعن في الذين يتحدثون عن الأخطاء.  


إن الخطأ وارد ومحتمل دوما خلال أعمالنا.. لذلك المسئول الشاطر هو من يستفيد من الانتقادات التى توجه له فيما يقوم به من أعمال هو أو الجهة أو الجهات والمؤسسات التى يترأسها ويديرها أو يشرف عليها، بدلا من أن يغضب من أصحاب هذه الانتقادات ويشغل نفسه بالتشكيك في نواياهم ومقاصدهم.. فهذه الانتقادات تمنح عادة المسئول، أى مسئول كبير أو صغير، فرصة لمراجعة الأعمال وتصحيح الأخطاء والمثالب والعيوب،  حتى تأتى تلك الأعمال فى أفضل وجه، وتتم الإنجازات في أحسن صورة، وبالتالى تتيح له كسب رضا الرأى العام والحفاظ على ثقته، ولسنا نحتاج للقول أن ثقة الرأى العام مهمة جدا للمسئولين خاصة الكبار منهم. 


إن الإنصات جيدا لما يقوله الناس حول أى عمل أو نشاط أمر مهم جدا لأنه ليس كل ما يقال عادة مغرض أو يريد أصحابه تشويه الإنجازات والانتقاص من قدرها وقيمتها والإساءة للمسئولين، إنما هناك كثير مما يقال هو نتيجة تجربة وخلاصة خبرات عملية ولا يصح تجاهله.. فالأعمال والإنجازات تتم من أجل الناس، وبالتالى هم  وحدهم الذين لهم الحق في تقييم هذه الأعمال والإنجازات، ولهم الحق في المطالبة بمراجعتها لعلاج أية أخطاء حدثت فيها.. 

 

 

لذلك يتعين أن يؤخذ  في الاعتبار من قبل المسئولين إذا ابتغوا النجاح أراء الناس فيما يقومون به من الأعمال، وأن يتقبلوا بصدور رحبة كلامهم وحتى انطباعاتهم عن الأعمال التى يشرفون عليها.. فلن ينجح عمل  لا يستوعبه ولا يفهمه ولا يدرك أهميته الناس ويصدقون انه مفيد  لهم وسوف يحقق لهم مصالحهم، ويكون قابلا لإصلاح أية عيوب به.   

الجريدة الرسمية