رئيس التحرير
عصام كامل

السوشيال ميديا والمسكوت عنه (1)

هوس الشهرة وعدد المتابعين وشارة التحقق الزرقاء أو التوثيق بالعلامة الزرقاء صارت هوسًا للشباب، وحلمًا يطمح له الكثيرون دون أي موهبة أو محتوى حقيقي يقدمه صاحب حلم التوثيق، ولكنها فقط شهوة الشهرة إذا سيطرت على صاحبها، أصبح أداة في يد الشهرة وليست الشهرة أداة في يديه.


فالشباب يتطلعون إلى أن يطلق عليهم لقب "أنفلونسر" أو "مؤثر"، وكأنها وظيفة يطمحون لها، دون تقديم أي محتوى يكونون بالفعل مؤثرين من خلاله، سواء محتوى قيم، أو فن هادف أو أي شيء من هذا القبيل.. 

 

كل ما يطمحون له فقط أن يكون عدد متابعيهم بمئات الآلاف أو أكثر ليجنوا أموالًا من وراء تلك الشهرة الزائفة من خلال إعلانات أيضًا لأماكن تفتتح حديثًا أو حتى شير لشباب أيضًا يبحثون عن الشهرة مثلهم.


أنصاف الموهوبين

ربما ما استوقفني بحق هو أن الأضواء تنجذب نحو هؤلاء الذين ليسوا موهوبين أو أنصاف الموهوبين في أي شيء حتى لو كانت ضد قيمنا وضد أخلاقنا أو حتى مجرد كلام لا طائل منه، أصبح الكثير من المواقع الإلكترونية الخبرية والاجتماعية تتعامل مع أخبارهم مثل أخبار الشخصيات العامة والمهمة، وهم بالفعل كذلك ولكن في حدود منزلهم ليس أكثر تقريبًا، مما ساعد على نمو واستفحال هذه الظاهرة.


أتذكر منشورا نشره الكاتب الصحفي الأستاذ محمد عبد الرحمن كتبه عن بعض الشخصيات التي ينشر لها أخبار دون إشارة إلى ماهيتهم أو ذكر لتأثيرهم الحقيقي في المجتمع أو الشيء الإيجابي الذي قدموه للمجتمع، وهذا ما جعلني أتعجب حينما يطلق على بعض من يقومون بتحريك شفاهم فقط على تطبيق التيك توك لقب فنان

 حتى صرت أسأل نفسي من هو الذي على الطريق الصحيح؟ هل هم أصحاب المواهب الحقيقية والذين أفنوا أعمارهم وطاقاتهم لسنوات حتى يطلق عليهم لقب فنان أو كاتب بحق، أم هؤلاء الذين اكتفوا بأن يحركوا شفاهم في الفيديوهات ليطلق عليهم لقب فنان أو يسرقوا كتابات غيرهم حتى يقال عنهم كُتاب وشعراء بالزيف؟!

 


عزيزي الباحث عن الشهرة، تأكد إن ظللت تبحث عن الشهرة لن تجدها وستضل طريقك بالتأكيد، لكن حينما تبحث عن هدف حقيقي وتعيش بموهبة حقيقية بداخلك، حينها فقط لن تبحث عن الشهرة لأنك ستكون وجدت ما هو أسمى وهو التأثير الفعلي في نفوس الناس.
twitter: @PaulaWagih

الجريدة الرسمية