رئيس التحرير
عصام كامل

صموئيل فاروق وسر المليون

تعلمت في صغري أن لغة السماء هي التسبيح، وأن كما الملائكة تقف في محضر الله تسبحه، هكذا يجب علينا نحن البشر أن نحيا حياة التسبيح في الأرض لنسبح إسم الإله الذي خلق كل شيء من أجلنا وأخضعه من أجلنا لذلك تحيا قلوبنا تسبح اسمه الرائع.

ورغم اختلاف الأديان في مصر، إلا أن هناك أشياء ربما تجمعنا ببعض مثل التسابيح ومنها أدعية النقشبندي التي أسمعها أحيانًا، أو ترانيم لماهر فايز أو صموئيل فاروق الذي أستوقفني فيديو له بالأمس على منصات تواصل الاجتماعي وتجاوز المليون مشاهدة ولكن حينما شاهدته عرفت سر تخطيه المليون.

ربما صموئيل فاروق من أكبر المرنمين في مصر وخارج مصر وأكثر ما يميزه هو أسلوبه الصعيدي في الترنيم وطريقته التي تجذب القلوب، لكن رغم عفوية الفيديو كونه مصور في القطار دون هندسة صوتية من استديوهات أو تصوير محترف بكاميرات قنوات فضائية، أو حتى دون تدريبات مسبقة، استطاع أن يجعل الكل يتحد معه ويقول: "أيوه الهي صالح".

فحتى ولو اختلفنا في اعتقادنا، فنحن متحدون في اعتقادنا بأن الله صالح والله هو رمز الجمال وسره في حياتنا، فلولا صلاحه لهلكنا كما قال المزمور: "لولا أن الرب كان معنا عندما قام الناس علينا لابتلعونا ونحن أحياء"، فهو معنا لأنه صالح، وهو معنا لأنه أمين.


وحينما أشاهد مثل تلك الفيديوهات، أعلم أن في أصلنا المصري الطيب محبة لا تستطيع بعض الأفعال المشينة التي تصدر من البعض، أو بعض الكلمات الجارحة التي تخرج من البعض أن تفرقنا، مادامت قلوبنا متحدة كما أظهرها صموئيل فاروق وتنظر إلى الله بارع الجمال الذي تدبيره هو صالح.
Twitter: @PaulaWagih

الجريدة الرسمية