رئيس التحرير
عصام كامل

احذروا أهل الضلال

عندما طالب السيد الرئيس حفظه الله تعالى بحفظه بتجديد الخطاب الديني أعتقد أنه كان يقصد تصحيح المفاهيم المغلوطة الخاطئة، وخاصة المتعلقة بالجهاد في سبيل الله تعالى والتفريق بين الجهاد المشروع في الإسلام  وبين الإرهاب البغيض الذي يروع الآمنين ويسفك دماء الأبرياء ويفسد الحياة ولا يجنى منه سوى القتل والدمار والخراب والإفساد في الأرض.. وللأسف على وتر تجديد الخطاب الديني طلع علينا العلمانيين والمأجورين لمحاربة الإسلام والمسلمين والذين يعملون لصالح مؤامرة الربيع العربي بأقوال وفكر وأراء مسمومة، منها ضرب ثوابت الدين والتشكيك في الأئمة وفقههم وأقوالهم وإستنباطهم للأحكام والتشكيك في الأئمة رواة الأحاديث النبوية الشريفة تمهيدا لإنكار السنة النبوية المطهرة والتقليل من شأنها. 

 

فكر من يسمون أنفسهم بالقرآنيين الذين ينكرون السنة النبوية المطهرة. وضرب رموز الإسلام والإساءة والتطاول على أزهرنا الشريف منبر الوسطية ومنارة العلم في العالم العربي والإسلامي وشيخه الجليل والإستهزاء بعلماءه الأجلاء.. وهذا يتنافى تماما مع مفهوم تجديد الخطاب الديني وما يقصده السيد الرئيس. 

 

مؤامرة صهيونية

 

هذا ومعلوم أن هؤلاء الضالين المضلين والمضللين يعملون لحساب المؤامرة الصهيونية الأمريكية الغربية المحاكة ضد العالم العربي والإسلامي. يا سادة.. إن منهج الله تعالى وشريعته الغراء من كتاب لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وسنة نبوية مطهرة بوحي من الله عز وجل مفصلة ومترجمة ومبينة لما في كتاب الله تعالى هي صالحة لكل زمان ومكان. 

 

وعن كتاب الله تعالى ودستوره إلى العباد يقول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وعلى آله: (كتاب الله فيه نبأ ما قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم. هو الفصل ليس بالهزل. من تركه من جبار قصمه الله. ومن إبتغى الهدى في غيره أضله الله. وهو حبل الله المتين. وهو الذكر الحكيم وهو الصراط المستقيم. هو الذي لا تزيغ به الأهواء ولا تلتبس به الألسنة. ولا تشبع منه العلماء. ولا يخلق على كثرة الرد. ولا تنقضي عجائبه. هو الذي لم تنتهي الجن حتى قالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به. من قال به صدق. ومن عمل به أجر. ومن حكم به عدل. ومن دعى إليه هدي إلى صراط مستقيم)..

 

من هنا ولأجل ذلك يجب الإيمان به والإذعان له والإنقياد لحكمه والتسليم لأوامره ونواهيه وعدم تفسيره على الأهواء، والرجوع إلى أهل العلم فيه ولا يجوز اطلاقا بأي شكل من الأشكال العبث بأحكامه وحدوده والتجرأ عليه وإدعاء أنه كان يتوائم مع الزمن السابق في صدر الإسلام ولا يصلح مع متغيرات ومتطلبات العصر الآن. لا شك أن هذا القول  بهتان وكذب وإفتراء وضلال وتضليل وتطاول على الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم وعلى آله.  

 

يا سادة. إن رسالة الإسلام رسالة تامة كاملة صالحة لكل زمان ومكان حتى تقوم الساعة فالذي وضعها وأنزلها وأمر بها هو الإله الخالق سبحانه وتعالى العزيز العليم بعباده وخلقه. الحكيم. يقول عز وجل: (الر ۚ كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ) ويقول سبحانه وتعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا). ويقول عليه الصلاة والسلام: (تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا. كتاب الله وسنتي). وفي رواية أخرى (كتاب الله وعترتي)..

 

هذا ولقد كان من كمال الإسلام أنه دين حياة. دين لم يهمل أي جانب من جوانب الحياة ولا أي شأن من شئون الإنسان وهو الدين الذي حقق المعادلة بين الجانب المادي والغرائزي  والجانب الروحي في الإنسان.. هذا ومنهج الإسلام ليس بألعوبة يعبث به مرضى القلوب والنفوس وليس محلا لتلاعب أصحاب الأهواء والعقول المريضة وأصحاب الأراء المعطوبة المغرضة أعداء الدين والحياة.. 

 

 

هذا ولقد حذر النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وعلى آله من المتوهكون: (أي الذين يقولون في الدين برأيهم وأهوائهم بلا هدى وبلا كتاب منير) حيث قال صلى الله عليه وسلم وعلى آله: (يا أيها الناس إني قد أوتيت جوامع الكلم وخواتيمه واختصر لي إختصارا ولقد أتيتكم بها بيضاء نقية فلا تتهوكوا ولا يغرنكم المتوهكون). وفي الختام أسأل الله تعالى أن يحفظنا من أهل الفتن والتضليل وإن يجعل كيدهم في تضليل..

الجريدة الرسمية