رئيس التحرير
عصام كامل

كيف حصن بوتين روسيا ضد عقوبات الغرب؟

توترات روسية اوكرانية
توترات روسية اوكرانية

يمضي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قدما بخطته في اجتياح أوكرانيا متجاهلا المجتمع الدولي وتهديداته بالعقوبات التي تنهال عليه منذ نحو شهر، فما السبب وراء ذلك؟، وهل نجح الرئيس الروسي في تحصين بلاده ضد تلك العقوبات؟.

ومنذ أن بدأ بوتين في حشد قواته، التي تخطى عددها الـ100 ألف جندي، على حدود أوكرانيا منذ أسابيع، حتى بدأت التهديدات الأمريكية والأوروبية بتطبيق عقوبات "غير مسبوقة" على روسيا، لكن دون جدوى، إذ مضى الرئيس قدما بمخططه، رغم إنكاره علنا نية التدخل العسكري.


وأثارت جرأة الرئيس الروسي علامات استفهام كثيرة، خاصة فيما يتعلق بالجانب الاقتصادي، إذ بدا أنه قد "حضَّر" نفسه وبلاده لمثل تلك العقوبات، وقام بـ"التحصينات اللازمة".

وقال الخبير الاقتصادي ومقدم برنامج " Overhoot"، ماثيو كلاين، إنه منذ بدء الأزمة الروسية الأوكرانية عام 2014، أظهر بوتين "فهما شجاعا" لحقيقة أن الغرب "لن يقابل القوة بالقوة، وإنما بالعقوبات"، مما دفع موسكو خلال السنوات الثماني الماضية، للعمل على تقليل تأثير العقوبات.

وأوضح أن "الشعب الروسي قبل بانخفاض مستويات المعيشة، وخفض استهلاكه من الواردات بأكثر من الربع، فيما دفعت الشركات الروسية المبالغ المستحقة للدائنين في الخارج، مخفضة ديونها الخارجية بمقدار الثلث، وشددت الدولة الروسية إجراءاتها، مما سمح لها بتكوين احتياطيات من الذهب والعملات الأجنبية".

ومن خلال تبني هذه "التضحيات"، حصنت روسيا نفسها ضد أسلحة الغرب الاقتصادية، إذ يملك البنك المركزي الروسي صندوقا بـ630 مليار دولار "للأيام المضطربة".

وحتى إذا منعت العقوبات 100 بالمئة من الصادرات الروسية لمدة عام كامل، فستستمر البلاد بالاستيراد بوتيرتها الحالية، وسيتبقى لديها احتياطيات من النقد الأجنبي.

وكان رد الرئيس الأمريكي، جو بايدن، الأولي على توغلات بوتن، هو منع المستثمرين الأمريكيين من شراء السندات الروسية، لكن روسيا ليست بحاجة إلى الاقتراض من الأميركيين، حسب ما ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.

وتساءلت الصحيفة، أنه في غضون ذلك، كيف استعد الغرب لأزمة اليوم؟، لافتة إلى أنه بدلا من تقليل احتياجهم لإمدادات الطاقة الروسية، زاد الأوروبيون اعتمادهم عليها.

ففي عام 2013، استورد الاتحاد الأوروبي حوالي 135 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي الروسي؛ وبحلول عام 2019، أي العام الذي سبق جائحة كورونا التي أثرت على الأرقام، استورد 166 مليار متر مكعب، بزيادة قدرها الربع تقريبا. كما ارتفعت صادرات الفحم الروسي إلى أوروبا.

الجريدة الرسمية