رئيس التحرير
عصام كامل

من نار إثيوبيا إلى «جنة تل أبيب».. كيف خدع الاحتلال يهود الفلاشا؟

يهود الفلاشا
يهود الفلاشا

يهود الفلاشا أو بيتا إسرائيل تعبير يعني اليهود من أصل أفريقي أو يهود إثيوبيا.. فبعد الحرب الدائر رحاها في أديس أبابا تعالت الأصوات في دولة الاحتلال لضم يهود إثيوبيا "الفلاشا" إلى إسرائيل. 

 

فطالب حاخامات إسرائيل بسرعة نقل اليهود من جحيم إثيوبيا إلى ما أطلقوا عليها “جنة إسرائيل” حرصًا على حياتهم من الخطر الداهم جراء الحرب الأهلية القريبة من العاصمة أديس أبابا.. فهل بالفعل حياة يهود الفلاشا في إسرائيل جنة؟

 

يهود الفلاشا

على مدى سنوات طويلة، استقدمت إسرائيل الآلاف من يهود الفلاشا الإثيوبيين الذين بلغ عددهم حتى نهاية عام 2017 نحو 148 ألفًا، من بينهم 87 ألفًا ولدوا في إثيوبيا و61 ألفًا في إسرائيل، بحسب أرقام رسمية.

 

واعتمدت إسرائيل في تصرفاتها على ما يعرف بقنون حق العودة فكيف عاش اليهود السود في دولة الاحتلال الإسرائيلي. 

 

وكان كشف تقرير نشره مكتب الإحصاء المركزي في إسرائيل عام 2017 مجموعة من الحقائق المتعلقة بالحالة الاجتماعية والاقتصادية ليهود الفلاشا.

 

وبداية يبلغ عدد الإسرائيليين من أصل إثيوبي حوالي 140 ألف شخص، أي قرابة 2% من إجمالي التعدد السكاني لإسرائيل، ولد أكثر من 85 ألف منهم في إثيوبيا.

 

وتشير معطيات المركز إلى الانغلاق والانعزال النسبي لمجموعة اليهود الإثيوبيين، ورصد أن 88% من حالات الزواج تعقد ضمن الجالية الإثيوبية.

 

تعليم الفلاشا بإسرائيل 

فيما يحصل 55.4% فقط من طلاب المدرسة المنحدرين من إثيوبيا على الشهادة الثانوية، ينال 39% منهم الشروط اللازمة للالتحاق بالجامعات.

 

وأظهرت دراسة أعدها مركز "توبة" للبحوث الاجتماعية العام 2015 أن متوسط الدخل الشهري لعائلات اليهود الإثيوبيين أقل بنسبة 35% بالمقارنة مع المجموعات الأخرى في إسرائيل.

 

كما أن غالبية يهود الفلاشا يزاولون أعمالا منخفضة الأجور لا تحتاج إلى تأهيل علمي، مثل النظافة وقطاع الأغذية.

 

وتشير تقارير إعلامية إلى أن الفلاشا القادمين خلال الموجة الأولى من هجرتهم وحتى موجات تالية لا يتقنون اللغة العبرية ولم يتمكنوا من التأقلم مع المجتمع رغم برامج الاندماج التي أطلقتها الحكومة.

 

مواطنون الدرجة الثانية

يعتبر أبناء الجالية أن الإسرائيليين لا يزالون ينظرون إلى المهاجرين الإثيوبيين نظرة فوقية لدواعي شتى، أحدها لون البشرة.

 

ويتهم الإثيوبيون الإسرائيليين البيض بممارسة التمييز العنصري النظامي الممنهج بحقهم وحرمانهم من حقوقهم الشرعية رغم أن إسرائيل تقدم نفسها أنها تسترشد بقيم الديمقراطية والتعددية والمساواة.

 

ويرى الإثيوبيون أن الشرطة تتعامل معهم بالعنف التعسفي وتستخدم القوة المفرطة ضدهم.

 

إضافة إلى ذلك، يؤكد الإثيوبيون أنهم يعانون التفرقة العنصرية في التعاملات اليومية، مشيرين إلى أن العنصرية والتمييز يعيقان تطور مجتمعهم ككل، ويبقيانهم عند مستوى اجتماعي اقتصادي منخفض.

 

ويقول الفلاشا إنهم يتعرضون للاضطهاد على غرار الأمريكيين من أصول أفريقية، رغم أن أسلافهم لم يكونوا أبدًا عبيدًا لدى ذوي البشرة البيضاء، بل قدموا إلى إسرائيل طبقًا لـ"قانون العودة" مثلما وصل اليهود من أي بلدان أخرى. 

 

ويختلف اليهود من الأصل الإثيوبى عن بقية اليهود في العالم فلا تعطي القوانين الإسرائيلية يهود الـ "فلاشا" الحق المباشر في الحصول على الجنسية بشكل آلي بمجرد وصولهم أراضيها ولا يحظى يهود الفلاشا حتى بنفس الحقوق التي يحظى بها أقرانٌ لهم إثيوبيون كانوا قد سبقوهم في الإجلاء إلى إسرائيل.

 

التشكيك في يهودية أسلافهم

وبحسب القانون اليهودي، لا يستوفى يهود الفلاشا معايير الحصول على حق المواطنَة الإسرائيلية بسبب التشكيك فى يهودية أسلافهم.

 

ويحافظ يهود إثيوبيا داخل اديس ابابا، على تقاليدهم الخاصة، رغبة منهم في "العودة" يوما ما إلى إسرائيل، متمسكين بمعتقدهم عن "أرض الميعاد".

 

وفي معبد صغير بحي "لام بيرت"، المجاور للسفارة الإسرائيلية في العاصمة أديس أبابا، يتم لنقل آلاف الإثيوبيين المخدوعين بحلم دولة الاحتلال الإسرائيلي القائمة على جثث العزل من أبناء الشعب الفلسطيني. 

14 مليون لإحضار 77 من إثيوبيا 

وكانت كشف القناة "13" الإسرائيلية في تقارير أن الحكومة السابقة برئاسة بنيامين نتنياهو قامت بعملية سرية بالتعاون مع الموساد والتي كلفت 14 مليون شاقل، لإحضار 77 شخصًا من إثيوبيا، بعد ضغوطات مارستها وزيرة الهجرة والاستيعاب بنينا تمنو - شاتا، حيث قالت إن هذه المجموعة تمكث في معسكر للاجئين وإنهم يواجهون خطرًا يحدق بحياتهم وصحتهم.

 

بعد وصول المجموعة إلى إسرائيل، ممثلون عن وزارة الداخلية قاموا بإجراء مقابلات معهم وسجلوا بعدها تقريرا ذكروا فيه أن الأشخاص الذين أجروا الحوار معهم يعرفون كيفية تلاوة أسماء عائلاتهم في إسرائيل، لكنهم لا يعرفون توضيح العلاقة العائلية التي تربطهم معهم. جزء منهم اعترفوا أنه لا يوجد خطر حقيقي يهدد حياتهم إنما خافوا من أن تصل الحرب إلى منطقتهم وجاءوا بهدف البحث عن معيشة جيدة وعمل.

الجريدة الرسمية