رئيس التحرير
عصام كامل

اللواء باقي زكي يوسف "الباقي"

بحكم إني مقيم في روسيا مش في مصر، مخدتش بالي إن امبارح كان ذكرى حرب أكتوبر المجيدة إلا لما بصيت في موبايلي علشان أنقل التاريخ في دفتر المحاضرات الخاص بي، ووقتها ابتسمت لأني افتكرت بطل من أبطال حرب أكتوبر، وبالنسبة لي يعتبر أيقونة من أيقونات حرب أكتوبر، واللي كان سبب رئيسي في النصر.

 

اللواء باقي زكي يوسف، انتقل من عالمنا سنة 2018 واللي كان رئيس فرع المركبات بالجيش الثالث الميداني وقت حرب أكتوبر، وصاحب الفكرة الأعظم في الحرب، واللي على أساسها اتهدمت أسطورتهم العظيمة "خط بارليف المنيع" واللي كانوا بيرعبوا العالم منه أنه مستحيل يتم تدميره حتى لو بقنبلة نووية.

 

 

لكن اللواء باقي زكي يوسف كان له رأي تاني، والرأي ده كان أنهم هيدمروا الخط المنيع ده باستخدام مضخات المياه والخراطيم، تخيل أنت يكون بيتقال لك قنبلة نووية وحاجات كبيرة كدا -يمكن أنا وأنت منفهمهاش وآخرنا في المعلومات عنها أفلام الخيال العلمي- ويجي سيادة اللواء بفكرة بسيطة، يقول لك إن أسطورتهم دي ملهاش لازمة وهنهدمها.

الإمكانيات والقدرات

 

كأن القصة بالظبط أشبه بقصة "حجر داؤد النبي" أو بمعنى أدق، الطوبة اللي قتلت جليات اللي كان بيعاير شعب الله وقت الحرب وكان ضخم جدًا لدرجة كل الناس كانت خايفة أنها تواجهه، حتى الملك شاول قرر يعمل مكافأت كبيرة للي هيواجه جليات ويقتله، لدرجة أن المكافآت وصلت لأنه هيتجوز بنت الملك شاول.

 

وقتها اللي قرر يخوض الحرب ضده هو داؤد اللي كان شاب صغير وقتها، وخرج "بالنبلة" بتاعته واختار أصغر حجر ورماه في دماغ جليات علشان يقع جثة هامدة قدامه، وده نفس اللي عمله اللواء باقي بفكرته العبقرية، خراطيم مياه صغيرة كانت سبب في هدم سد منيع وأسطوري من وجهة نظر العدو الإسرائيلى.

 

ويمكن الدرس الأهم في القصة دي كلها، أن الموضوع مش بالإمكانيات الضخمة ولا في فكرة أنت عندك إيه؟، المهم أنت هتستخدم اللي عندك ده إزاي علشان توصل بيه للي أنت عايزه، وفعلًا تحقق الحاجة اللي أنت بتتمناها، وقبل ما تبص على الإمكانيات، بص وإعرف نفسك الأول، وإعرف قدراتك صح، لأنك أكيد أكبر مما تعتقد عن نفسك.

Twitter: @PaulaWagih

الجريدة الرسمية