رئيس التحرير
عصام كامل

تعلم أن تقول لا

من الجيد أن تكون إنسانًا يحافظ على مشاعر الآخرين، وأن تكون بجانبهم حينما يحتاجونك، والأجمل عندما تكون هناك ليس لانتظار مقابل لمحبتك ولكن من باب الحب فقط، ولكن من الأروع ألا تحمل نفسك فوق استطاعتها أو مقدرتها، لأنك في النهاية إنسان لك قدرة تحمل لا تستطيع أن تتخطاها أبدًا.

ولكن عندما تتحول حياتك كلها وتكرسها بالكامل لتلبية آراء الناس فقط، تتحول إلى سجن دون أن تدرك أو تشعر، ولكن ما ستشعر به حقًا بمرور الوقت، هو أنك أصبحت شخصًا آخر، شخصًا غير ذلك الإنسان الذي عاهدته أو كنت عليه في حياتك من قبل تمامًا، نتيجة استهلاكك، ونتيجة عدم قولك “لا” في بعض الأحيان.

 

 

فأحيانًا وأنت تساعد الآخرين، تنسى أن تساعد نفسك، تنسى أن لك أنت أيضًا على نفسك حقا، عليك أن تدرك أن لحياتك أيضًا حقا في أن تستمتع وأن تشعر بحبك لها مثلما تقدم تلك المشاعر النبيلة للآخرين في كل خدمة وفي كل شيء تقدمه لهم.

 

فمن الجيد أن تكون كريمًا في مشاعرك مع الناس، ولكن ماذا عن نفسك؟، أليست نفسك هي أيضًا تستحق المحبة والإكرام؟، أليست تستحق أن تشعر بخوفك عليها؟، فمن النبل أن تقدم المحبة للآخرين، ولكن من الحكمة ألا تستهلك نفسك طوال الوقت وتغفل عنها وكأنها ليست موجودة من الأساس، أو كأنها وجدت فقط من أجل الآخرين.

 

فأحيانًا نتنازل ونوافق على أشياء كثيرة للناس دون أن ندرك أن بموافقتنا تلك، نكون قد حكمنا على نفسنا بالمشقة والتعب، ومع كل مرة تؤجل فيها قول "لا" حتى لا تكون شريرًا في رواية أحدهم، تكون قررت أن تكون السيء في رواية نفسك دون أن تشعر، قدم الحب للكل، ولكن لا تنسى أن تقدمه لنفسك أيضًا.

الجريدة الرسمية