رئيس التحرير
عصام كامل

مؤامرة أردوغان الجديدة في رمضان.. تركيا تدق طبول الحرب في ليبيا ..وتحركاتها تربك المشهد.. والجيش الليبي يستعد للرد على مرتزقة الميليشيات

أردوغان
أردوغان

تحركت عدد من الطائرات التركية تشمل طائرات تزويد وقود من القواعد الجوية العسكرية التركية في «قونية وإنجرليك» إلى البحر المتوسط منذ أيام، وفقا لبرامج تعقب الملاحة الجوية، حيث انطلقت الطائرات الخاصة بتزويد الوقود على طول سواحل ليبيا، في أمر أثار العديد من علامات الاستفهام حول نية الجانب التركي لشن هجوم محتمل على مراكز تابعة للجيش الوطني الليبي.

 

مناورة عسكرية

أم أن الأمر مجرد مناورة عسكرية فقط كنوع من أنواع التهديد الغير مباشر، في الوقت الذي حقق فيه الجيش الليبي تقدما واسعا وكاد يحرر أراضي طرابلس من المليشيات التابعة لحكومة الوفاق لولا عمليات الدعم التي لا تتوقف من جانب تركيا للمليشيات.

وأكد ما سبق المقال الذي نشرته صحيفة «نيزافيسيمايا جازيتا» والذي جاء فيه أن تركيا تحضر لعملية جوية في ليبيا، في الوقت الذي تشعر فيه قوات الوفاق أن جسور الدعم اللوجيستي الخاصة بها محاصرة.

مع المحاولات المتكررة من جانب النظام التركي لإثارة الشائعات والأكاذيب وتزوير الحقائق، من أجل تقديم مبررات واهية للخسائر التي يتعرض لها في سوريا، وتشويه قوات الجيش السوري وإظهارها بمظهر المعتدي رغم أنه هو المعتدي الأول على أراضيها.

وكذلك الأمر بالنسبة لليبيا عن طريق إطلاق شائعات حاول من خلال إلحاق تهم باطلة بالجيش الليبي والتصوير للعالم بأنه يستخدم غازات سامة في محور صلاح الدين، لاستخدام الأمر كحجة من أجل تدخل مقاتلات جوية تركية واستهداف مواقع الجيش الليبي.

الجيش الليبي

فيما رفض الجيش الليبي تلك الإتهامات ووصفها بأنها «أكاذيب» تستخدمها تركيا للتغطية على تدخلاتها في القضايا العربية، واستخدام الغازات السامة لاستهداف مواقع الجيش الليبي، وطالب بضرورة وجود مراقبة أممية للأوضاع حتى لا تستغل تركيا انشغال العالم بفيروس كورونا من أجل ممارسة أفعالها الإجرامية.

ونقل المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مصادر موثوقة في وقت سابق، أن المخابرات التركية أجبرت فصيلين يتبع جزء كبير من مقاتليهما إلى المنطقة الشرقية، حتى يقدمون المئات من الأسماء ليتم إرسالهم إلى ليبيا من أجل محاربة الجيش الوطني الليبي.

وبالفعل أقبل فصيلي «أحرار الشرقية وجيش الشرقية» على تقديم قائمة تشمل 500 من أسماء المقاتلين، وعلى الفور نقلت المخابرات التركية العديد من تلك العناصر من منطقة تل أبيض السورية إلى الأراضي التركية، حتى يتم نقلهم في وقت لاحق إلى ليبيا، في الوقت الذي تضيق فيه المخابرات التركية وتضغط على الفصيل الذي يسمى بـ«الجبهة الشامية» بعد إعلان رفض نقل مقاتليه إلى ليبيا، فيما يتواصل وقف عمليات التمويل المادي الموجهة لـ« فيلق الرحمن».

العاصمة الليبية

وسيطر الجيش الليبي بإحكام على مداخل العاصمة وأغلق المدينة، وأصبحت الشحنات التركية الواردة عن طريق البحر في مرمى الجيش الليبي، في ظل توقعات قائمة على معطيات على الأرض، حددها الجيش الوطني الليبي بأن أنقرة تسعى خلال شهر رمضان المبارك إلى توسيع نشاطها في ليبيا.

وإنشاء جسر جوي موثوق بين تركيا وليبيا يتجاوز طوق «إيريني» الذي تقيمه قوات الناتو في البحر المتوسط، حتى يتمكن من ضمان مواصلة عمليات الدعم والإمداد بالمقاتلين والعتاد لمليشات حكومة الوفاق، إلا أنه وبحسب المقال فإن شن هجمات جوية يتطلب وجود قاعدة على اليابسة في أراضي مجاورة سواء في الجزائر وتونس، ولكنه من الواضح أن تلك الدول لن تسمح لتركيا باستخدام أراضيها للتدخل في ليبيا.

اتفاق الصخيرات

وفي تطور ملفت، أطلق المشير خليفة حفتر، قائد الجيش الوطني الليبي، دعوة إلى إسقاط اتفاق «الصخيرات» الموقع بالمغرب في نهاية عام 2015، وضرورة إسقاط حكومة الوفاق، الذي ارتكب جرائم ترتقي إلى الخيانة العظمى، والاستهانة بكرامة الليبيين والتفريط في سيادة الدولة وتدمير اقتصادها.

وتسخير موارد النفط من أجل دعم المليشيات وجلب المرتزقة، والتفاخر بالعمليات الإجرامية التي وقعت من جانب مليشياتها في صبراتة وصرمان، موضحًا أن فراحة السراج لن تدوم، داعيًا الليبيين إلى تفويض مؤسسة لإدارة شئون البلاد، واختيار الجهة التي يرونها مناسبة لقيادة المرحلة، على أن تكون قوات الجيش الليبي هي الضامن في حماية اختياراتهم.

كما اقترح عقيلة صالح رئيس مجلس النواب الليبي، تشكيل مجلس رئاسي بالتوافق أو التصويت بين ممثلي أقاليم ليبيا وبإشراف الأمم المتحدة، وأعلن خريطة طريق، قال إنها تهدف لإنهاء الأزمة في البلاد التي يتصاعد فيها الصراع بين الجيش الوطني والميليشيات التي تسيطر على العاصمة طرابلس، وتشمل الخارطة تشكيل لجنة من الخبراء والمثقفين لوضع وصياغة دستور للبلاد يتم بعده تنظيم انتخابات رئاسية وبرلمانية.

هدنة إنسانية

وفي سياق آخر، أطلق وزراء خارجية ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وكبير دبلوماسيي الاتحاد الأوروبي، دعوة مشتركة إلى هدنة إنسانية في ليبيا، وأكدوا خلالها ضرورة التزام كل الأطراف استئناف محادثات السلام.

وجاء في البيان الذي أطلقو خلاله الدعوة: «نود ضم أصواتنا إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيرش، والقائمة بأعمال مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى ليبيا ستيفاني توركو وليامز في دعوتهما إلى هدنة إنسانية في ليبيا،» مؤكدين على جميع الأطراف الليبية ضرورة استلهام روح شهر رمضان المبارك واستئناف المحادثات في سبيل وقف حقيقي لإطلاق النار».

استغلال كورونا

من جانبه، أكد مصدر مطلع أن تركيا تعمل على استغلال انشغال العالم بالحرب على فيروس كورونا، من أجل مواصلة وتعزيز مليشياتها في سوريا وليبيا، وتجلى الأمر بشدة خلال الأيام الماضية، من خلال تكثيف دعم مليشيات حكومة الوفاق بالسلاح والمعدات العسكرية؛ لاستخدامها ضد قوات الجيش الوطني الليبي.

الأمر الذي دعا المشير خليفة حفتر إلى التحرك في ظل صمت دولي على انتهاكات مليشيات الوفاق المدعومة من تركيا والتغاضي عن مطالب الشعب الليبي.

وعلى صعيد التوصل لاتفاق سياسي، أوضح المصدر صعوبة التوصل لأي اتفاق في الوقت الحالي وذلك لانشغال الأطراف الفاعلة في الأزمة وخاصة الأوروبية في مكافحة فيروس كورونا، مشيرًا إلى أن قادة عسكريين أتراك أشرفوا على العمليات العسكرية التي خاضتها مليشيات الوفاق في صبراتة وصرمان، ولكن على الجهة الأخرى استكمل الجيش الوطني الليبي استعدادته من أجل الرد بقوة، ودعم عمليات وقف الإمدادت التركية لتلك المليشيات.  

نقلًا عن العدد الورقي...،

الجريدة الرسمية