رئيس التحرير
عصام كامل

مصطفى عزام يكتب: الحافز الرياضي في ظل أزمة كورونا

مصطفى عزام
مصطفى عزام

منذ سنوات عديدة بدأ تطبيق نظام الحافز الرياضى لطلاب الثانوية العامة من خلال إضافة درجات للمجموع وفقا للمركز المحقق، ونظم ذلك قرارات وزارية متعددة كانت آخرها عام 2016 والذى وضع مجموعة من المعايير والضوابط تطبق على بطولة الجمهورية للمدارس وكذا بطولات الاتحادات الرياضية. 

وخلال هذه السنوات كانت هناك دائما أصوات مؤيدة ومعارضة لنظام الحافز الرياضى وكل منهم كانت لديه حجته ومنطقية التأييد أو الرفض لاستمرار أو الغاء هذا النظام، ولكن من المؤكد أن الطلاب المشاركين فى مسابقات الاتحادات الرياضية حتى نهاية مسابقات بطولة الجمهورية أو المشاركين فى البطولات الافريقية والعالمية لم يكن الامر بالنسبة لهم مجرد نزهة وانما سنوات من التدريب و المعسكرات والمباريات حتى يصل لهذه المرحلة من مستوى البطولة وهو فى مرحلة الثانوية العامة.

مصطفى عزام يكتب.. أولمبياد طوكيو 2021

وتكمن مشكلة الحافز الرياضى هذا العام فى ظل الظروف الراهنة التى يمر بها العالم أن بطولة الجمهورية للمدارس وبطولات الاتحادات الرياضية لم تستكمل حتى الان ومن غير المتوقع الانتهاء منها قبل بدء الامتحانات بداية يونيو القادم الأمر الذى سوف يخل بحقوق الطلاب والطالبات ومبدأ تكافؤ الفرص خاصة ان بعض البطولات قد تم الانتهاء منها ، وعدم استكمال المسابقات سوف يحرم البعض من درجات الحافز الرياضى والأمر يتطلب من صناع القرار فى وزارتى التربية والتعليم والشباب والرياضة سرعة دراسة المشكلة الاستثنائية فى هذا الوقت الاستثنائى والذى تفاعلت معه الدولة بقرارات استثنائية فى كافة مجالات الحياة. 

الحقيقة أن الحافز الرياضى طالما كان يبحث عن الثقة المفقودة فى هذا النظام من متخذى القرار وكان يرى البعض انه لا يحقق مبدأ تكافؤ الفرص مع المواهب فى كافة المجالات ولكن ظل النظام صامدا حتى الان مع مزيد من الضوابط ، واتذكر أن زملائى الباحثين بوزارة الرياضة قد توصلو فى بحث منشور على عينة من الحاصلين على الحافز الرياضى فى الثانوية العامة ومدى استمرارهم فى اللعب فى الاندية او المسابقات بعد التحاقهم بالجامعة وكانت النتائج مخيبة للامال اذ ان نسبة قليلة جدا من الذين استفادو من الحافز الرياضى هم من استمر تواجدهم فى الملاعب والمسابقات وأن الغالبية انقطعت علاقتهم بالرياضة مما يشير الى ان ارتباطهم بالرياضة فقط كان للحصول على الدرجات التى قد تساعدهم فى الالتحاق بكليات محددة.

وهنا ادعو الى التفكير فى الاخذ بما يطبق عالميا وبعض الجامعات الخاصة بمصر والذى قد يساهم فى تنمية الرياضة والرياضين وفى نفس الوقت يساعد الطلبة على الالتحاق بالكليات التى يرغبون بها بعد تطبيق معايير التنسيق وهو نظام المنح الدراسية للرياضيين scholarships وهو يعتمد بالاساس على تخفيضات كبرى فى مصاريف الدراسة تصل لحد الاعفاء من المصروفات للطلبة المتميزين رياضيا وساعات دراسة تتناسب مع ظروف التدريب و المباريات والبطولات وسوف يحقق هذا النظام تحفيز الطلبة الرياضيين على الانخراط فى الرياضة بشكل كبير فى مرحلة التفوق الرياضى من سن 18 الى 22 سنة وصولا الى مسابقات جامعية تحقق من خلالها العديد من اهداف الدولة وتحظى بالمتابعه الجماهيرية ووتحول الى منتج رياضى يجذب الرعاة.

يجب مناقشة كافة مشكلاتنا المتوقعة بعد انتهاء هذه الازمة وان نجعلها فرصة و نقطة انطلاق بالحلول والفكر الابداعى والابتكارى هذا وقت الدراسة والتفكير خارج الاطار التقليدى لاعادة صياغة مستقبلنا فى كافة المجالات قريبا باذن الله سوف يعود العالم الى ممارسة حياته ولكن سوف تكون التنافسية فى كافة المجالات وترتيب اقتصاد العالم اشرس من ذى قبل حتى يعوض الجميع خسائره الفادحة فهل نحن مستعدون؟.

الجريدة الرسمية