رئيس التحرير
عصام كامل

مصر من اللادولة إلى الدولة!

كان الرئيس مهذبا جدا وهو يصف مصر التي تسلمها بأنها "شبه دولة" وكان كريما عندما مدح من سبقوه رفضا التجريح في أحد!

 

لكن الحقيقة خلاف ذلك.. لا توجد دولة حقيقية تزور إرادة مواطنيها في أغلب الانتخابات والاستفتاءات التي أجرتها.. ولا توجد دولة حقيقية تترك كل الملفات المزمنة بلا حل.. من أطفال الشوارع إلى حقوق أصحاب الاحتياجات الخاصة..

 

ومن مستحقات أهل النوبة إلى تملك أهالي سيناء للأراضي.. ومن بناء الكنائس إلى مخالفات البناء وتدمير الأرض الزراعية!

 

اقرأ أيضا: وزيرة الصحة الي الصين.. اكثر من عصفور بزيارة واحدة!

 

لا توجد دولة تفرط في ممتلكات شعبها وثروته التي بناها بالدم والعرق والدموع.. ولا توجد دولة تذهب أغلب ـ أغلب- إمكانياتها علي فئة دون غيرها فتتساوى القرى السياحية ومنتجعات الساحل الشمالي في سعر الكهرباء والمياه مع السعر المخصص للفقراء والبسطاء..

 

ولا توجد دولة تصدر تشريعات مجالسها المزورة لخدمة مجموعة من قيادات الحزب الحاكم تحمي مصالحهم وتحميهم.. ولا توجد دولة ـ بالمعنى العلمي والاصطلاحي واللغوي وكل معاني الدول ـ تتحجج بأزمة زيادة النسل بدلا من مواجهتها.. فالحكومات والأنظمة توجد أساسا لتخليص الشعوب من مشاكلها وليس للتلكك بها!

 

لا توجد دولة في العالم تقتسم ما يمنح لها من منح ومعونات مع لصوص فكرة حقوق الإنسان، وعصابات منظمة ارتبطت بأعداء الوطن، ولا توجد دولة في العالم تسترد 61 ألف كيلومتر ولا تعمرها ولا توجد دولة في العالم يموت الناس فيها في طوابير الخبز، ولا توجد دولة في العالم يمنع المتفوقين الفقراء من الحصول علي ما يستحقون من كليات ووظائف..

 

اقرأ أيضا: المخطط الخطير!

 

ولا توجد دولة في العالم تصدر الأحكام فيها ولا تنفذ، ولا يوجد دولة في العالم يكون الإنحراف هو الأصل والشرف هو الاستثناء حتى بلغ بنا الحال.. وبلغ الحال بنا.. أن نحتفي بالمسئول الشريف ونشير إليه بالبنان وبالكلام وبكل أدوات الإشارة!

 

لا توجد دولة تنتظر السيول لترسل الإغاثات والإعانات.. الدول تتحرك قبل الأزمات لتهيمن عليها وتسيطر عليها فيما يسمى "إدارة الأزمات"!

 

مصر - بعد إختبارات أزمات المصريين في الخارج ونقل المصريين من الصين، وأزمة سيول الأمس وغيرها- تنتقل بأمان الله ليس من شبه الدولة إلي الدولة.. بل من اللادولة والتي استمرت أربعين عاما.. إلى الدولة.. الدولة بالمعنى العلمي والاصطلاحي واللغوي والموضوعي وبكل تعاريف ولغات العالم!

الجريدة الرسمية