رئيس التحرير
عصام كامل

في ذكرى وفاتها.. لماذا رفض نجيب محفوظ كتابة مذكرات برلنتي عبدالحميد

نجيب محفوظ وبرلنتي
نجيب محفوظ وبرلنتي عبدالحميد

تحل اليوم الأحد 1 ديسمبر، الذكرى التاسعة لوفاة الراقصة الاستعراضية برلنتي عبد الحميد، زوجة المشير عبد الحكيم عامر، أحد رموز الحقبة الناصرية، والصديق المقرب من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، والتي شهدت العديد من خبايا وأسرار تلك الفترة المليئة بالأحداث، والتي ألقت بظلالها على مستقبل مصر بعدها.


ولم تكتفِ برلنتي بخبايا السياسة، بل حظيت أيضا بمجاورة الأديب العالمي نجيب محفوظ بمسكنه في حي العجوزة، لتكون حياتها شاهده على جانبا من أسرة أديب نوبل.

الانتقال لمجاورة الأديب العالمي
انتقلت برلنتي عبد الحميد للسكن بالعجوزة بعمارة الأديب الراحل نجيب محفوظ، حيث قطنت بالطابق العلوي عام 1962 م، وتحكي برلنتي في مذكراتها "المشير وأنا"، عن الطريقة التي انتقلت بها للعيش في العمارة التي يعيش فيها أديب نوبل، قائلة: "في إحدى السهرات بمنزل سفير الهند، شاهدها رجل مخابرات والتف حولها عدد من سفراء الدول الأجنبية وقناصلها.. ثم تلقت اتصالًا من رجل مخابرات طلب منها المساهمة في حماية الوطن.. كل ما نريده منك أن تؤدي خدمةً للوطن وحمايةً للثورة، فأنت بالنسبة لنا وجه نادر لمعرفتك العميقة برجال السلك الدبلوماسي".

وتابعت: وبعد أيام من المكالمة جاءها اتصال آخر من شخص مهم يطلب زيارتها.. استقبلته في شقتها، وكان صلاح نصر مدير المخابرات العامة، الذي كرر الكلام السابق ثم دار بعينيه في أنحاء المكان، وقال: "هذه الشقة صغيرة ولا تناسبك، سوف نعطيكِ شقة كبيرة ونؤثثها لك بشكل فاخر، حتى تكون صالحة لنشاطك، ولائقة لاستقبال الضيوف"، فكانت تلك الشقة في الطابق العلوي للأديب العالمي.

محاولة الاستيلاء على العمارة وشهادة محفوظ
حاولت برلنتي عبد الحميد، أن تفرض نفسها على عائلة نجيب محفوظ، والذي انزعج من ذلك كثيرا، كما أعطى تعليمات لأسرته بعدم السماح لها بأن تدخل حياتهم.

وفي واقعة شهيرة، وبعدما قطنت برلتني شقة حي العجوزة، أرادت أن تمتلك العمارة كلها، حيث طلبت من مالكها أن يبيعها لها، ولكنه رفض بشدة، لتبدأ رحلة في المحاكم، حيث قدمت برلنتي أوراقا تثبت انتقال ملكية العمارة إليها، وأوراق أخرى لصاحب العمارة يثبت أن هذه الأوراق مزورة، وأنه لا يزال المالك.

وفصل مدير البنك الذي اقترض منه المالك لشراء العمارة الأمر في المحكمة، حيث قال إنه لا يحق أساسًا للمالك أن يبيع لأنه لم يسدد حتى الآن بقية الأقساط، وكان لابد أن يذهب السكان للشهادة، ولم يكن أمام محفوظ سوى الذهاب ليشهد في المحكمة لصالح صاحب العمارة، ويؤكد أنه يدفع شهريًّا إيجاره إلى الرجل لا لبرلنتي.

مذكراتها
قررت برلنتي عبد الحميد أن تكتب مذكراتها نهاية سبعينيات القرن الماضي، حيث ذهبت إلى جارها نجيب محفوظ، عرضت عليه أن يكتب المذكرات، ولكنه اعتذر لها لأنه يكتب بأسلوب أدبي روائي، وهذا لا يصلح في كتابة شهادات تعتمد على حقائق، كما نصحها بأن تكتب شهادتها بنفسها.

وذكر الكاتب إبراهيم عبد العزيز في كتابه "نجيب محفوظ في شبرد"، أن "محفوظ" فوجئ بجارته غاضبةً بعد أن اعتذر عن كتابة مذكراتها، حيث أرسلت إليه بواب العمارة تتهمه بكسر زجاج سيارتها وتطلب مائة جنيه تعويضًا، ليدفعها الأديب العالمي بالفعل.

زلزال 92
يحكي الأديب الكبير جمال الغيطانى، في إحدى كتاباته السابقة عن موقف جمعه بمحفوظ، فيقول: "سألته في جلستنا الأسبوعية عن شعوره لحظة وقوع زالزال 92؟".

فرد محفوظ: "كنت جالسًا في الصالة بينما وقع الزلزال، شعرت بقوته.. ونظرت إلى السقف، وانتظرت سقوط برلنتى عبدالحميد في حجرى!، ولكن للأسف لم تفعل".
الجريدة الرسمية