رئيس التحرير
عصام كامل

اللواء عباس سعفان : نفذنا بسلاح المدرعات بروفات للعبور على معديات شبيهة بمسرح عمليات أكتوبر

فيتو

  • المدرعات سلاح الفرسان الذي يحسم المعركة ويدافع عن الأرض
  • قمنا بعملية تمويه لـ "مرابض الدبابات" قبل العبور
  • دخلت الكلية الحربية للدفاع عن الوطن والمشاركة في استرداد سيناء

سلاح المدرعات هو أحد قوي الردع في الجيوش الكبيرة، وكانت الحروب التقليدية تستخدمه وجها لوجه، وفي أكتوبر 73 تمت أكبر معركة للدبابات في منطقة المزرعة الصينية بقيادة المقدم محمد حسين طنطاوي الذي تولي منصب وزير الدفاع فيما بعد، وكانت المدرعات هي العقبة الكبيرة في عملية العبور، بعد إنشاء الكباري بين الضفة الغربية والشرقية للقناة عقب الضربة الجوية الأولى، ولكن التدريب الشاق والمستمر طوال فترة الاستنزاف والإعداد للمعركة جعل الأمر سهلا ويسيرا وبعد عبور قوات المشاة التي حاربت بأسلحتها الخفيفة كان النصر الجديد، والذي زاد الجنود فرحة عبور المدافع والدبابات والمجنزرات إلى الضفة الشرقية ودخولها أرض سيناء لاستعادة الأرض.

بمناسبة الذكري 46 لانتصارات أكتوبر المجيدة على العدو الإسرائيلي كان لـ"فيتو" هذا اللقاء مع اللواء عباس سعفان، أحد أبطال سلاح المدرعات، وإلي نص الحوار:

* كيف كانت بداية التحاقك بالقوات المسلحة؟
أنا من مواليد مدينة السنبلاوين بمحافظة الدقهلية، في 11 سبتمبر 1947، وكنت طالبا بكلية التجارة بجامعة القاهرة، وذلك قبل التحاقى بالكلية الحربية، وعند إعلان القوات المسلحة عن فتح باب القبول لدفعة استثنائية بعد 5 يونيو 67، قدمت فورًا من أجل الانضمام للقوات المسلحة، وسبب دخولى للكلية الحربية هو الدفاع عن الوطن، والمشاركة في استرداد سيناء، من المحتل الإسرائيلي، بعد حرب يونيو 1967، دخلت الكلية الحربية في 23 يوليو من عام 1967، وتخرجت منها في 3 فبراير من عام 1969، تخصص سلاح المدرعات،حيث تم توزيعي على أحد اللواءات المدرعة.

* كيف كانت حرب الاستنزاف بالنسبة لسلاح المدرعات؟
كنا في هذه الفترة نقوم بالاعداد لحرب التحرير حيث يتم التدريب صباحا ومساء على ضرب النار، وكان كل 6 شهور يتم التوجه إلى منطقة غرب القناة قبل حرب أكتوبر وأثناء حرب الاستنزاف، لكي نتعرف على طبيعة العمليات الموجودة على أرض الواقع حتى نتقن اصطيادها فيما بعد عن قرب وكل مجموعة منا كان محددا لها منطقة نقوم باحتلالها فور عبورنا قناة السويس وكل مرة كنا كشباب نحلم ونتمي أن تكون هذه المرة جد ونعبر القناة لنقبل تراب سيناء.

* حدثنا عن الاستعداد لمعركة النصر؟
قبل الحرب بنحو 3 اعوام توجهنا إلى منطقة في الجيزة من أجل التدريب، وكان لأول مرة على مستوى الجمهورية، "لواء مدرع" يُنفذ مشروعا تدريبا تكتيكيا بضرب النار بالذخيرة الحية حضره الرئيس جمال عبد الناصر والرئيس الليبي الأسبق مُعمر القذافي، وذلك في شهر سبتمبر من عام 1970، وكان يتم تنفيذ عمليات العبور، قبل نصر أكتوبر 1973، في منطقة "برقاش"، على معديات مشابهه تماما لمسرح العمليات، وذلك من أجل العبور من غرب القناة إلى شرق القناة.

* ارو لنا مشاركتك في حرب السادس من أكتوبر؟
قبل شهر من حرب أكتوبر عام 1973، تم التحرك من منطقة الانتظار في الجيزة إلى منطقة السويس، ولم نكن نعلم حينها أنه سيكون هناك حرب، وفي بداية شهر أكتوبر تم رفع درجة حالة الاستعداد وكنا قبلها تتدرب مجموعة ثم تتقدم للامام على طول الجبهة وتعود بديلتها للتدريب وهذا الموضوع كان يحدث كل 6 شهور ولكن هذه المرة، قمنا بعملية تمويه لـ "مرابض الدبابات"، وفي يوم 6 أكتوبر الساعة 1.45 ظهرا تم إبلاغنا بعملية العبور فاعتلت الدبابات المصاطب وهي عبارة عن قاعدة خرسانية جزء منها مائل وجزء مرتفع يري الضفة الشرقية وقمنا بعمل اصطفاف.

وبعد الضربة الجوية وعبور المشاة وبناء الكباري تم تنفيذ عملية العبور بنجاح لأن المدرعات غير باقي القوات يصعب عبورها على الكباري المتحركة وعندما وصلت أول دبابة للشرق كانت فرحة المقاتلين لا توصف وكبدنا العدو الإسرائيلي خسائر فادحة وبدأت مع كتبيتي في الاشتباك مع العدو في منطقة جبل المر وتمت السيطرة عليها بالكامل وهزيمة العدو شر هزيمة وحاول العدو أكثر من مرة استردادها ولكننا واحتفظنا بالأرض حتى انتهت الحرب.

الجريدة الرسمية