رئيس التحرير
عصام كامل

رحلة محمود جنش من صبر "أيوب" إلى نكسة "وتر أكيلس"

فيتو

نبأ حزين تلقته الجماهير المصرية بإصابة حارس المنتخب الوطني ونادي الزمالك محمود عبد الرحيم جنش بقطع في وتر أكيلس خلال حصة تدريبية للفراعنة أمس الجمعة استعدادا لمباراة أوغندا المقبلة ضمن مباريات الجولة الثالثة من المجموعة الأولى بكأس أمم أفريقيا مصر 2019.


"جنش" الذي صبر طويلا من أجل أن ينال فرصة تمثيل بلاده لأول مرة في الكان سيغيب عن الملاعب فترة قد تصل إلى ثمانية أشهر، ما يعني أن كل شيء بالنسبة له هذا الموسم قد انتهى وربما الموسم المقبل أيضًا.


حارس الزمالك الأمين وصل إلى ذروة تألقه وقدم موسما استثنائيا، حتى اختير ضمن التشكيلة المثالية للكاف كأحسن حارس داخل قارة أفريقيا بعد تألقه اللافت في بطولة الكونفدرالية التي حققها الفريق الأبيض هذا العام، وكان جنش واحدا من نجوم البطولة وذاد عن مرمى الزمالك بكل ما يملك من شجاعة واستبسال، وتوقع كثيرون أن يكون هو الحارس الأساسي للفراعنة في الكان بناء على الأداء البطولي الذي قدمه.

الحارس صاحب الـ32 عاما عانى طويلا من أجل أن يحصل على فرصة كحارس أساسي للزمالك.. سنوات وجنش يجلس أسيرا على بنك الاحتياط، ينتظر فرصة واحدة فقط لينقض عليها من أجل أن يصبح الرجل الأول في ميت عقبة.


تزامن وجود جنش في الزمالك لفترة مع وجود أحمد الشناوي الذي كان يعيش مرحلة توهج جعلته خارج المنافسة، حتى جاءت مباراة الزمالك وسموحة في الدور قبل النهائي لبطولة كأس مصر عام 2015، ووجد الفريق الأبيض نفسه يحتكم لضربات الجزاء التي يجيد فيها محمود عبد الرحيم أكثر من أي حارس آخر في مصر.

أطلق الحكم صافرته معلنا انتهاء الوقت الإضافي، ليدفع البروفيسور البرتغالي جوسفالدو فيريرا وقتها بجنش من على دكة البدلاء بدلا من أحمد الشناوي، وإذا بجنش يتألق ويتصدى لركلتين، ويرسل فريقه إلى نهائي الكأس.

المباراة النهائية سيلتقي فيها الزمالك غريمه الأهلي، وفيريرا حائر هل يعتمد على حارسه الأساسي أحمد الشناوي، أم يكافئ جنش على ما قدمه، ويدفع به في مباراة الديربي.

لجأ البروفيسور البرتغالي للخيار الثاني على ما به من مغامرة، لكنه أراح ضميره ومنح جنش فرصة يستحقها، ودخل جنش أساسيا في مباراة الديربي، وكانت المكافأة الكبرى أن خرج بشباك الزمالك نظيفة، وتغلب الأبيض على الغريم بهدفين نظيفين سجلهما باسم مرسي، ليتوج الزمالك بطلا لثنائية الدوري والكأس لأول مرة منذ 28 عاما.


كانت تلك المباراة منعطفا في مشوار جنش مع الزمالك، ومن حينها يعتبره الجمهور بطل المواقف الصعبة، وتوالت مباريات أخرى ضد الأهلي والزمالك لا يخسر في وجود جنش، إذ فاز الزمالك في ثلاث مباريات الأولى كانت في الكأس، والثانية في كأس السوبر المصرى بالإمارات وانتهت لصالح أبناء ميت عقبة بضربات الجزاء وكان جنش هو عنوان تلك المباراة بعدما تصدى لركلتين ومنح كأس السوبر لفريقه للمرة الثالثة في تاريخه، تحت قيادة المدرب محمد حلمي وقتها.

مباراة ثالثة فاز بها الزمالك في وجود جنش وكانت مباراة الدور الثاني في بطولة الدوري الموسم الماضي، والتي فاز فيها الأبيض بهدفين مقابل هدف، أحرزهما كاسونجو كابونجو، وأيمن حفني، فيما أحرز للأهلي عبد الله السعيد من ركلة جزاء.

في الموسم الحالي مع المدرب السويسري كريستيان جروس، تألق جنش كما لم يتألق من قبل وكان أحد رجال بطولة الكونفدرالية التي دخلت خزينة النادي الأبيض لأول مرة بمسماها الجديد، وساهم جنش مع كل من طارق حامد، وعبد الله جمعة، وباقي الكتيبة في إعادة الزمالك إلى منصات التتويج القارية بعد غياب دام 16 عامًا.
الجريدة الرسمية