رئيس التحرير
عصام كامل

أسامة علام: الابتهال أصعب أنواع الفنون.. والجيل الحالي قادر على الريادة


من بين العديد من الأصوات الشابة يقف أسامة علام، وأمامه المئات من المستمعين يغرد خارج السرب، مراهنًا على الحس الفني والروحي لديهم، يناجي ربه والكل يردد من خلفة " صلى الله على محمد صلى الله عليه وسلم" ليعيد للأذهان ابتهالات نصر الدين طوبار.


يقول أسامة علام، المبتهل والمنشد الشاب، إن بدايته كانت في كتاب القرية عندما كان صغيرًا حين تعلم على يد الشيخ " خميس فتوح" أساسيات القراءة الصحيحة للقران الكريم، بقريته محلة كيل بمركز أبو حمص بمحافظة البحيرة قبل أن تنتقل تلك الموهبة للإذاعة المدرسية ومنها للجامعة، عندما شارك فريق الإنشاد الديني في مسابقة إبداع والتي حصلوا فيها على المركز الأول على مستوى الجمهورية.

ويضيف أن الموسيقار إيهاب مبروك، كان له الفضل في تقديمه للجمهور بعد 3 أيام من انضمامه له، ولم يكن قد استمع إلا للشيوخ مصطفى إسماعيل ومحمد عمران وعلي محمود والنقشبدي وطوبار، وتابع :"طلب مني الغناء فغنيت لأم كلثوم وقتها، وكان وقتها مدربًا لفريق الجامعة وفريق الموسيقي العربية بفرع ثقافة البحيرة وتعلمت على يديه الكثير من المقامات الموسيقية وأصول الغناء الرصين وقدم مثلي كثير".

وقال "علام" إنه بعدها بعام تم تعيينه مدربًا لفريق الجامعة للإنشاد وحصلوا على كل المراكز التي تقدموا لها وبعدها تم اختياره ضمن فريق منتخب الانشاد الديني على مستوى الجمهورية وبعدها اختاره الدكتور انتصار عبد الفتاح مؤسس فرقة سماع للإنشاد والموسيقى الروحية ومؤسس مهرجان الطبول، وقام بتأسيس منتخب على مستوى الجمهورية كان في البداية 20 منشدًا ثم اصبح 5.

وأضاف :"اختارني بعدها للسفر لباريس وشاركت في حفلتين الأولى كانت في ثاني أكبر كنيسة في أوروبا وإسمها سان جيرمان لوكسيروا وكان حاضرًا الكثير من رموز الفن والسياسة وعلى رأسهم السفير أحمد أبو الغيط وزير الخارجية في ذلك الوقت والأديب الكبير سيد حجاب وحفلة أخرى في نانسي كما شاركت مع فرقة التعطيرة بحفلة بمهرجان جرش بالأردن".

وتابع :"أسسنا فرقة راحة الأرواح وحاليًا يتم الإعداد لفرقة البحيرة القومية للإنشاد الديني وستكون أولى الفرق للإنشاد بالبحيرة بالإضافة إلى فرقة خاصة أخرى اسمها التعطيرة وبها 6 منشدين ومبتهلين بالأوبرا والإذاعة وهي التي سافرت معها إلى الأردن للمشاركة في مهرجان جرش الدولي، ووجدنا ترحيبًا كبيرًا من الجمهور الأردني".

وأشار إلى أن الإنشاد طريقة غنائية أما الإبتهال فهو أشبه بقالب الموال في الموسيقي العربية، ويحتاج المبتهل إلى موهبة فطرية أقوي فالإبتهال أصعب أنواع الفنون.

ولفت إلى أن مصر لديها الكثير من المواهب لكنها تحتاج لتسليط الضوء عليها، وقال :" دول مثل سوريا والمغرب تقدمت علينا واهتموا بالفنون وقدموا الدعم لهم، ونحن مهبط ومنشأ الابتهال والإنشاد ونحن الذين صدرناه للعالم على يد الشيخ على محمود والشيخ طه الفشني ويوسف ندا وأحمد ندا وحتى المشايخ الأصليين الذين صمموا الموسيقي مثل الشيوخ سيد درويس وعبده الحامولي ويوسف المنيلاوي وزكريا أحمد بالإضافة إلى أم كلثوم وعبد الوهاب اللذان تعلما في الكتاب الديني اساسياته لكننا تراجعنا باهتمامنا بأنواع أخرى أقل جودة".

وأضاف: " في الوقت الحالي نجد الاهتمام بعدد من الأصوات التي تقدم لا شىء ويهتم بها الاعلام ويقدمها، حتى أصبح الممثلين يغنون، في الوقت الذي تقدم مثلًا محافظة البحيرة من يؤلف ويلحن لمشاري راشد وفي الإمارات وغيرها من الدول التي يقدم بها عدد كبير من شباب وفناني البحيرة، بالإضافة إلى مشاركاتهم في الاوبرات المختلفة، التي في هذا الوقت لديها الكثير من الفرق، ولا يوجد بأوبرا دمنهور فريق انشاد ديني أو موسيقي عربية، بالرغم من أن فرقة الموسيقي العربية بالبحيرة من أفضل الفرق على مستوى الجمهورية".

وعن مثله الأعلى في المبتهلين قال:" الشيخ محمد عمران لم يأخذ حقه إلا بعد مماته، في الوقت الذي حصل بعض المبتهلين الذين لم يكن لهم نفس القوة والصوت وأقل موهبة وإمكانيات على الشهرة الكبيرة ربما بالعلاقات وربما بموهبتهم إلا أنها أقل من عمران دون أدنى شك"، مؤكدًا أن من يدخل مجال الإنشاد الديني لا يفكر في الربح فهو يدخله بالحب، فهو ليس به شهره ولا أموال إلا بعد مرحلة معينة من الشهره يجني بها المال.

ويستطرد "علام" قائلا:"حسام صقر، مطرب سوليست أوبرا القاهرة في فرقة الإنشاد الديني، وهو أستاذي قدم لي في مسابقة إذاعة القران الكريم، وكانت المرة الأولى وكان وقتها لدى حفلة في سانت كاترين في الوادي المقدس مع فرقة رسالة السلام الدولية بمشاركة 20 دولة ولم أتمكن من الحضور وفي العام التالي كانت في نفس المكان ولكن سأتقدم هذا العام في الإذاعة بإذن الله".
الجريدة الرسمية