رئيس التحرير
عصام كامل

«ياسمين محمود».. حكاية أول طالبة من مدارس الدمج تلتحق بجامعة بني سويف

فيتو

«كنت بدعي ربنا والحمد لله استجاب دعائي ودخلت الجامعة».. بهذه الكلمات بدأت ياسمين محمود عبد الرحيم قصة تغلبها على إعاقتها «الحركية» ونجاحها في تحقيق حلمها وإلتحاقها بكلية الآداب بجامعة بني سويف، كأول طالبة تلتحق بالجامعة من مدارس الدمج، متحديةً ظروفها ولم تستسلم لإعاقتها حتى أنهت مراحل التعليم المختلفة بمدارس الدمج للمعاقين وتفوقت على نفسها حتى التحقت بكلية الآداب «قسم الفلسفة».


قالت «ياسمين»: «ولدت بإعاقة حركية وصعوبة في نطق بعض حروف الكلمات، وليس هناك مبرر لإعاقتي سوى ما فسره البعض أنه يرجع سببها لزواج الأقارب، حيث إن والدي ووالدتي أبناء عمومة، وذلك على الرغم من أن لى ثلاثة أشقاء من الذكور، جميعهم أصحاء، والحمد لله، وكان لى شقيقة تكبرني، توفاها الله تعالى، وكانت مصابة بنفس إعاقتي».

وأضافت: «لم أنظر لإعاقتى والتحقت بالمدرسة الابتدائية بقريتي سدمنت الجبل وبمساعدة والدى وأصدقائى حصلت على الشهادة الابتدائية، رغم مشقة الذهاب يوميا إلى المدرسة وكان يتم عقد امتحان خاص لى بمساعدة من هو أصغر مني في السن».

وواصلت: «التحقت بعد ذلك بمدرسة سدمنت الإعدادية وحصلت على مجموع 226 واجتزت الصف الأول والثانى الثانوى بنجاح إلا أنني تعثرت في الصف الثالث ولم أوفق وتم إلحاقى بمدارس الدمج الخاصة بذوى الإعاقة ولله الحمد حصلت على مجموع 77% أدبى وكنت أول طالبة تلتحق بالجامعة من مدارس الدمج».

وأردفت «ياسمين» قائلة: وقتها أحسست أن الله تعالى استجاب دعائي، بأن ألحقني بالجامعة، وحقق لى حلمي الذي انتظرته كثيرًا أن أصبح مثل زميلاتى في الدراسة وأصدقائي في القرية»، موضحة أنها اختارت كلية الآداب قسم الفلسفة لحبها للكلية، إضافة إلى وجود عدد كبير من صديقاتها بالكلية وهم من يساعدونها في الوصول يوميًا إلى مُدرج المحاضرات.

وعن برنامجها اليومي، منذ التحاقها بالجامعة، قالت «ياسمين»: «أستيقظ مبكرًا لصلاة الفجر، وأتحرك مبكرًا من قريتي متوجهة إلى كليتى لأنى أستخدم 4 مواصلات، منذ خروجي من منزلي، إلى أن أصل لكليتي بالجامعة، بمساعدة والدى وصديقاتى، ولكن دائما ما تواجهنى الصعوبات، حيث تكرر أن أسقط على الأرض وفى إحدى المرات فقدت هاتفي المحمول وأخرى كُسر مني، ولكن كل تلك الصعوبات لن تثنيني على تحقيق حلم حياتى بالحصول على الليسانس واستكمال دراساتي العليا والتعيين بالجامعة».

وأكدت «ياسمين» أنها اتخذت من والدها قدوة لها، لمسيرته الطيبة كرب أسرة، واخذت من الدكتورة أمنية محسن، مدير وحدة متحدي الإعاقة بالجامعة، كمثلً أعلى لها، لتشابهها في بعض ظروفها، خاصة وأنها تغلبت على إعاقتها الحركية وتفوقت علميًا وعُينت بالجامعة، فضلًا عن أنها لها فضلًا كبيرًا في مساعدتها في التحاقها بكلية الآداب.

وعن طبيعة تعامل أعضاء هيئة التدريس وزملائها لها، أكدت ياسمين أنها تتلقى معاملة حسنة من الجميع، وعلى رأسهم الدكتور جودة مبروك، عميد الكلية والدكتورة سهير، وكيلة الكلية لشئون التعليم والطلاب، لدورهم في تحويلها من نظام الإنتساب إلى النظامي، وكذلك الدكتور منصور حسن، رئيس الجامعة، الذي يقف بجانب الطلاب والطالبات من ذوي الإعاقة، وقراراته التي تصب في صالحهم منها إعفاء ذوي الإعاقة من المصروفات الجامعية وتوفير لجان امتحانات لذوى الإعاقة تناسب ظروفهم.

وعن أحلامها المستقبلية، أكدت «ياسمين» أنها تتمنى الحصول على الليسانس واستكمال دراساتها العليا والتعيين بالجامعة لتكون أول معيدة يتم تعيينها من مدارس الدمج، كما تمنيت أن تمارس حياتها مثل الأصحاء وتكوين أسرة.

واختتمت أمنياتها قائلة: «أتمنى محمد صلاح يفوز بجائزة أحسن لاعب في العالم».
الجريدة الرسمية