رئيس التحرير
عصام كامل

علي عبد العال: المقاتلون الأجانب يهددون استقرار الشرق الأوسط

فيتو

أكد الدكتور على عبدالعال رئيس مجلس النواب، أن المقاتلين الأجانب يهددون استقرار الشرق الأوسط، وطالب المجتمع الدولي بالتعاون لمكافحة الإرهاب.


جاء ذلك خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الإقليمي حول مكافحة الإرهاب، الذي تستضيفه مدينة الأقصر خلال الفترة من 26 إلى 28 فبراير الجاري 2019، بالتعاون بين مجلس النواب المصري والاتحاد البرلماني الدولي، والأمم المتحدة.

وحضر المؤتمر أمل عبد الله القبيسى، رئيس المجلس الوطنى الاتحادى لدولة الإمارات العربية المتحدة ورئيسة الفريق الاستشارى رفيع المستوى التابع للاتحاد البرلمانى الدولى المعنى بمكافحة الإرهاب والتطرف، ومارتن تشونجونج، أمين عام الاتحاد البرلمانى الدولي، وماورو ميديكو، المستشار الخاص لوكيل الأمين العام، مكتب الأمم المتحدة المعنى بمكافحة الإرهاب، وعدد من البرلمانيين والخبراء من الإمارات والأردن والكويت والبحرين والسعودية والعراق والمغرب والجزائر وقطر والسودان ولبنان وفلسطين وسوريا واليمن وبنجلاديش وجامعة الدول العربية والبرلمان العربي والبرلمان الأوروبي والجمعية البرلمانية للبحر الأبيض المتوسط.

وقال عبد العال، إن القضاء على الإرهاب لن يتحقق إلا من خلال التصدى للجذور الأيديولوجية التكفيرية المسببة لتلك الظاهرة، باعتبارها جوهر القضية، وهو ما يقتضى عدم الفصل بين نشر الفكر المتطرف وبين ارتكاب أعمال إرهابية مادية، فالواقع يؤكد أن الأمرين مترابطان، ومن غير المنطقى تجريم الفعل الإرهابى وغض الطرف عن المحرض.

وأضاف: "علمتنا التجربة المصرية أن التطرف يؤدى إلى الإرهاب حتمًا سواء كان هذا التطرف عنيفًا أو غير عنيف. إن موقف الدولة المصرية واضح من التطرف، وأدعو الجميع إلى الاستفادة من خلاصة تجربتنا. التطرف يؤدى إلى الإرهاب ولا مجال للتمييز بين الجماعات المتطرفة في هذا الشأن، كلهم سينتهون إلى ذات النتيجة وهى ممارسة الإرهاب."

وتابع:" لذلك فإن دحر خطر الإرهاب يستلزم إستراتيجية شاملة، لا تقتصر على الجوانب الأمنية والعسكرية فحسب؛ وإنما تمتد لتشمل العمل على دحض الأسس الفكرية التي يقوم عليها، وتعزيز قيم الديمقراطية، بالإضافة إلى تصويب الخطاب الدينى بما يعزز القيم السمحة للأديان ويرسخ قيم التعايش المشترك واحترام الآخر".

واستطرد، لا يمكن القضاء نهائيًا على الإرهاب واستئصال جذوره، إلا باتخاذ موقف دولى موحد تجاه جميع التنظيمات الإرهابية دون تمييز، وعدم اختزال المواجهة في تنظيم أو اثنين، فجميعها ينبثق عن موقف أيديولوجى متطرف واحد.

وأضاف أنه على الرغم من اختلاف مسميات التنظيمات الإرهابية أو أهدافها الإستراتيجية في كل دولة، فجميعها يُشكل شبكة متكاملة من المصالح المتبادلة تدعم بعضها بعضًا، معنويًا وماديًا، سواء بالتمويل أو التنسيق العسكري أو المعلوماتى، كما تجمعها مظلة فكرية واحدة وتنتمى جميعها لذات الأيديولوجية التكفيرية المتطرفة، وقال :" لاشك في أن أية دولة تسمح باستخدام منابرها الإعلامية والسياسية للترويج لتلك الأيديولوجيات المتطرفة تساهم بشكل رئيسى في تفشى خطر الإرهاب".

وقال:" اتبعت مصر في مواجهتها لخطر الإرهاب، إستراتيجية متعددة الأركان، جمعت فيها بين مواجهة أمنية حاسمة لمرتكبى العمليات الإرهابية دفع فيها رجال الجيش والشرطة من أبناء الوطن ثمنًا باهظا من دمائهم، وبين مواجهة فكرية قامت على الفكر الإسلامى الوسطى ونشر صحيح الدين بعيدًا عن المفاهيم المغلوطة والتفسيرات الخاطئة للنصوص الدينية التي يتبناها أتباع التيارات المتطرفة، بهدف كشف زيف ادعاءات هذه القوى والتيارات وضلال منطقها".

وتابع، إن ظاهرة المقاتلين الأجانب التي يركز عليها المؤتمر هذا في جلساته المختلفة، باتت أحد التهديدات الخطيرة المرتبطة بالصراعات الجارية في عدد من دول المنطقة، وفى مقدمتها سوريا، حتى بات هؤلاء المقاتلون لاعبا رئيسيا في الصراع، لما اكتسبوه من خبرات قتالية وتدريبات على استخدام الأسلحة.

وأوضح أنه مع الهزائم العسكرية التي تكبدها تنظيم داعش في العراق وسوريا، وفقدانه العديد من قواعده، وعودة بعض الكتل الرئيسية من المقاتلين الأجانب إلى أوطانهم أو تحركهم إلى ساحات أخرى، فإن الخطر ما زال قائمًا، خاصة في ظل المخاوف من انخراطهم في أعمال إرهابية داخل أوطانهم بعد عودتهم، أو تحولهم إلى خلايا نائمة بين ثنايا المجتمع، ‏يمكن لها أن تنشط في أي وقت، فضلًا عن دورهم في تجنيد مقاتلين آخرين وتكوين خلايا إرهابية جديدة.

ودعا عبد العال، الاتحاد البرلمانى الدولى بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة، لإصدار دليل إرشادى للبرلمانات، يتضمن نصائح وإرشادات ونماذج للممارسات الجيدة والتشريعات الناجزة والإجراءات الفعالة التي أثبتت نجاحها في أكثر من بلد، ســواءً في الوقــاية من الأعمــال الإرهابيــة قبل وقوعها، أو في التصدى لها حال وقوعهــا.
الجريدة الرسمية