رئيس التحرير
عصام كامل

مؤتمر وارسو.. مكاسب إسرائيلية في اجتماعات الغرف السرية

فيتو

تشعر دولة الاحتلال بارتياح كبير من عقد مؤتمر وارسو الدولي خاص بمناقشة قضايا الشرق الأوسط والمقرر افتتاحه اليوم الثلاثاء في العاصمة البولندية وارسو، وترى فيه فرصة سانحة لتحقيق عدد من الأهداف التي تخدم مصالح تل أبيب، في الوقت الذي رأى فيه الجانب الفلسطيني أن المؤتمر لا يخدم القضية الفلسطينية.


نقطة تحول
الإعلام الإسرائيلي سلط الضوء على المكاسب التي تجنيها إسرائيل من المؤتمر، وعلى رأسها اعتباره بمثابة إظهار قوة أمام إيران، وذكرت صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية، أن المؤتمر الذي تقوده الولايات المتحدة يبدو أنه يشكل نقطة تحول في إستراتيجية الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بما يخدم مصالح إسرائيل.

وأشار التقرير إلى أن الولايات المتحدة تمنح الدول التي تشعر بالقلق من التهديد الإيراني فرصة للتكاتف في مواجهة التحدي المشترك، لافتة إلى أن أن المؤتمر الدولي، الذي سيفتتح اليوم في وارسو بقيادة الولايات المتحدة، يمثل نقطة تحول في إستراتيجية الرئيس ترامب في الشرق الأوسط: بعد خطوات أحادية، مثل الانسحاب من الاتفاقية النووية مع إيران أو قرار سحب القوات من سوريا، ائتلاف واسع ضد التهديد الإيراني.

استعراض القوة
وبتعبير آخر يرى الإعلام الإسرائيلي أن البيت الأبيض يقترح الآن على جميع البلدان في المنطقة وخارجها التي تشعر بالقلق إزاء الصواريخ والقذائف النووية والخرط من إيران لتتكاتف وتواجه الخطر المشترك، ليس فقط في غرف سرية واجتماعات سرية، كما كانت حتى الآن، ولكن في محاولة لاستعراض القوة أمام طهران. منوهًا إلى أن طرق إيقاف إيران، بعيدًا عن العقوبات، ستكون محور المؤتمر الدولي على الرغم من الأسباب المفهومة التي ستنعقد تحت عنوان "الاستقرار والأمن في الشرق الأوسط".


الجلوس مع العرب
ومن بين المكاسب التي رصدها الإعلام الإسرائيلي أن إسرائيل، التي تشارك في المؤتمر، سوف تجد نفسها في واحدة من المناسبات النادرة التي تجلس فيها على طاولة واحدة مع القادة العرب في منتدى دولي مهمته الرئيسية، ليس الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

وكشفت التقارير العبرية أن حقيقة الجلوس مع العرب هي مهمة في حد ذاتها، وإن الاجتماع في بولندا سوف يسمح لإسرائيل ليس فقط بتنسيق المواقف وإبرام التحركات مع ممثلي العالم العربي السني في النضال ضد إيران، ولكن أيضا لفحص ما إذا كان من الممكن، وفي ظل أي ظروف، "الارتقاء" وكشف العلاقات السرية بين تل أبيب ودول الخليج وغيرها في مواجهة العدو المشترك.

صفقة القرن
وعلاوة على ذلك، فإنه من وجهة نظر إسرائيل فإن المؤتمر سيكون فرصة ممتازة لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو والوفد الإسرائيلي المرافق له لكي يكتشفوا في محادثات مغلقة وخلف الكواليس موقف بلدان الكتلة السنية من "صفقة القرن" للرئيس ترامب لحل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، وبحث هل يدعمون الخطة؟ هل سيضغطون على الرئيس أبو مازن لقبولها؟ هل يطلبون تغييرات؟، وتم الانتهاء من صفقة القرن ولكن سيتم تأجيل نشرها إلى ما بعد الانتخابات في إسرائيل، ومع ذلك، فإن اثنين من معديها الرئيسيين، جاريد كوشنر وجيسون جرينبلات، سيصلان إلى بولندا لنفس الغرض، وبعبارة أخرى، لمعرفة ما إذا كان الدعم العربي ممكنًا أم لا.

رفض روسي
وحسب الإعلام الإسرائيلي فإن الروس أعلنوا أنهم لن يأتوا، لأن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني لن يتم بحثه وسوف تكون إيران في المقدمة، كما إن ممثل الاتحاد الأوروبي، الذي يحاول بكل ما أوتى من قوة للحفاظ على الاتفاق النووي مع إيران، لن يأتي على الأرجح، والفلسطينيون الذين تمت دعوتهم، أعلنوا غيابهم خوفًا من التعرض للضغط لقبول "صفقة القرن"، موضحة أنه تمت دعوة أكثر من 40 ممثلًا لدول عربية ودول أخرى لحضور مؤتمر في بولندا، وسيكون أول اختبار لنجاح المؤتمر هو عدد المشاركين ومستواهم الذين سيصلون بالفعل، الاختبار الثاني سيكون قدرة المؤتمر على خلق إجماع صريح على الحاجة إلى كبح إيران.

على الجانب الأخر يشعر الفلسطينيون بعد ارتياح تجاه المؤتمر، وحثت السلطة الفلسطينية الدول العربية على مقاطعته، تحت رعاية الولايات المتحدة أو خفض مستوى تمثيلها فيه على الأقل.
الجريدة الرسمية