رئيس التحرير
عصام كامل

فضفضة البنات على مواقع التواصل تكشف أسرار الأسر المصرية.. سيدة تتبرع بكليتها لزوجها فيفضل الزواج عليها.. أب يجبر ابنته على الزواج دون إرادتها.. والشعور بالذنب يحاصر فتاة في كل تصرفاتها

فيتو

"ممكن أفضفض" كلمتان تحملان مئات السطور من الألم والوهن وحالات الخوف، جسدتها 3 قصص لسيدات وفتيات رفضن ذكر أسمائهن، لكنهن فضلن "الفضفضة" على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، علهن يجدن حلًا لمشكلة تنمر أزواجهن، أو يتشجعن لاتخاذ قرارات مصيرية قد تحدد ملامح مستقبلهن، وليختتمن "فضفضتهن" بالتذكير، ضمنًا أو تصريحًا، بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم "رفقًا بالقوارير".


المشكلات الثلاث تكشف أسرار الضعف والألم، الذي تعاني منه الفتيات والسيدات داخل البيوت المصرية، والذي يكاد يقضي على الأسرة المصرية بأكملها، إذا لم يتم وضع حلول جذرية لها.

زواج بالإكراه
البداية كانت مع سيدة أجبرت على الزواج بعد وفاة والدتها، وتخلي الأب عن تربيتها ليتزوج، فكانت مأساتها عظيمة في زوج لا يرحم وأب أناني لا يهمه إلا حياته.

بدأت السيدة في سرد مأساتها لإحدى صفحات المشكلات الاجتماعية بفيس بوك فقالت: "ممكن أفضفض معاكم لإني حرفيا منهارة.. ماما ماتت وأنا عندي ١٦ سنة، وأنا عندي ١٧ بابا خلاني اتجوز من واحد عنده ٢٩ علشان يتجوز ومأضايقهوش".

وأضافت: "أنا مكنتش أعرف يعني زواج.. حماتي بتتحكم فيا وجوزي عنيف معايا أنا وقتها مكنتش بعرف أتصرف وخلفت ولد وبنت.. جوزي جاله فشل كلوي وكان بيموت فعلًا ورغم معاملتهم معايا بس أنا بهبلي عملت تحاليل ولقيت إن أنا مناسبة أن أتبرع بكليتي ومتردتش لحظة مع إني كنت لسه والده بس مقدرتش أشوفه بيموت قدامي حقيقي مقدرتش".

وتابعت: "من سنتين كنت حامل وكنت بجيب الأولاد من المدرسة والحضانة عملت حادثة وابني مات وبنتي عايشة بس مكسرة ولسه بعالجها.. أنا سقطت وشلت الرحم.. جوزي جاي يقولي من ٥ شهور إن أمه عايزاه يتجوز ويجيبله عيال وهو لسه صغير وهو موافق وبيقول حقي".

وقالت: "طيب وأنا فين حقي؟! وأنا السبب لأني أضعف إنسانة في الكون.. طلبت الطلاق ومرضيش وأول مرة أستعين ببابا عشان يطلقني منه وقالي بالنص (مش بنتي أنا اللي تبقى مطلقة استحملي عشان بنتك وترضي جوزك).

وأضافت: "أنا ضحكت أوي وقتها.. ورجعت بيت جوزي.. بس حقيقي مش قادرة أنا عايزة أطلق منه أنا بكرهه وبكره بابا وبكره حماتي وبكرههم كلهم.. نفسي أربي بنتي بعيد عنهم نفسي أربيها صح واخليها قوية بس مش عارفة أبعد عنهم لأني ضعيفة جدًا".

وتابعت: "عندي ٢٨ سنة ومش عارفة أحل مشكلاتي مش عارفة أبقى قوية من جوايا.. جوايا كلام كتير جدًا نفسي أقوله بس مش عارفة.. رفقا بالقوارير ورفقا باليتامى أرجوكوا.. قولولي حل أو ادعو ليّ بس محدش يقول اصبري بالله عليكوا محدش يقول الكلمة دي".

الخوف من الأب
المأساة الثانية جسدتها حكاية فتاة آثرت الفضفضة لصفحة المشكلات المجتمعية بفيس بوك، تعبر فيها عن ضعفها وخوفها من سطوة والدها.

رفضت الفتاة الإفصاح عن اسمها مكتفية بسرد مأساتها فقالت: "السلام عليكم يا ريت تنزلو مشكلتى وبالله عليكم ما حد يتريق علىّ.. أنا شخصية ضعيفة جدًا تكاد تكون معدومة مفيش شخصية خالص أصغر القرارات مبعرفش أخدها شخصية سلبية جدا وبستسلم بسرعة".

وأضافت: "يعنى مثلا لو فيه حاجة تخصنى أنا مش موافقة عليها وجيت اتكلم مع بابا عشان أقوله لا مش عايزة كده مبيدينيش فرصة أتكلم وبيزعقلى وحتى لو لقانى صح يزعقلى".

وتابعت: "مثلا موضوع الكلية أنا خلصت ثانوى وقالى ملكيش تعليم عندى بعد الثانوية، عايزة تكملى يبقى في بيت جوزك وأنا بصراحة لما حد بيزعقلى بعيط وبسكت وبيحصل اللى هما عايزينه، مش مهم رأيي ودلوقتى أنا مخطوبة ومش موافقة على الشخص ده ولا مقتنعة أبدا ولا مرتاحة من ناحيته وكل ما اتكلم معاه وأحاول أفهم شخصيته أخاف منه اكتر ومرتاحلوش".

وقالت: "وأبويا كل ما أقوله مش موافقة ومش مرتاحة يزعقلى ويقولى لا غصب عنك واللى أنا شايفة صح ويقولى ملكيش أنك تختارى وغاصبنى ومبعرفش أتكلم مع أبويا وأنهى كلامى للآخر وأقنعه لازم يقاطعنى ويزعقلى".

وأضافت: "مبحبش حد يزعقلى فبعيط وبسكت وبيعمل اللى هو عايزه.. وبصراحة كرهت نفسى أوى وكرهت أن شخصيتى ضعيفة ومش عارفة أخد قرار أو اتكلم كلام متزن يقنعهم وأعرف أنفذ الهدف اللى في دماغى بدل ما بعيط وخلاص".

وقالت: "لو جيت اتكلم بابا يقولى انتى متخلفة ومش عارفة حاجة هما اللى بيمشوكى وانتى تابعة ليهم على أمى وأختى يعنى ويقعد يهيننى وبيكسرنى بكلامه.. وبصراحة تعبت من كتر ما بنام وأنا معيطة من كتر التفكير هفضل كده لحد إمتى مش عارفة أخد قرار واحد في حياتى".

وأضافت: "بالله عليكم ساعدونى إزاى أخلى شخصيتى مش ضعيفة وأثبت لنفسى إنى مش زى ما بيقولو وأبقى متزنة وأثبتلهم أنى ليا شخصية مش ضعيفة بدل ما كلهم بيلومونى ويكسرو فيا وكمان مبعرفش اتعامل مع الناس وبخاف جدا أخرج لوحدي برا البيت، بترعب عشان كدا مبخرجش خالص ممكن أقعد شهر ما أخرجش عادى".

الموت أفضل
أما المشكلة الثالثة لفتاة تعاني من الحساسية المفرطة، ما جعل الحزن يسيطر على حياتها كلها، ودفعها لرفض الحياة والتفكير الدائم في الموت.

ورفضت الفتاة ذكر اسمها لخوفها من أن تتأذى، وكل ما قامت به كتابة مشكلتها على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك "باختصار أنا بقيت حساسة جدا بشكل بيأذيني جدا ومش بيخليني أنام وبفتكر كل حد زعلته حتى لو كان هو السبب وزعلني اكتر وغلط فيا أقول لنفسي مكنش حصل حاجة لو سكتي وقتها.. وبدعي ربنا كتير إني أموت قبل أي حد من أهلي.. أنا بقيت على طول حزينة وقلبي واجعني وكمان بقيت بخاف وبتخض من أقل حاجة علما بأني بصلي الحمد لله وبقرأ قرآن بشكل يومي تقريبًا.. قولولي أعمل إيه عشان أرجع طبيعية ومن غير تريقة بالله العظيم عشان أنا مخنوقة ومش ناقصة".
الجريدة الرسمية