رئيس التحرير
عصام كامل

الأكوابونيك والهيدروبونك.. الزراعات الحديثة تغزو الريف بالبحيرة (صور)

فيتو

من الأكوابونيك إلى الهيدروبونيك وانتهاءً بالزراعات التكاملية، انتشرت بمختلف المناطق الصحراوية في مصر، أنواع من الزراعة الحديثة التي تقوم على استخدام مساحات صغيرة توفر في المياه، لإنتاج المزروعات الخضراء والأسماك معًا في دورة تكاملية مغلقة، بالإضافة إلى زيادة إنتاجية الفدان، سواء من المزروعات أو الأسماك أو كلاهما معًا والتي باتت جزءًا لا يتجزأ من أنواع الزراعات والتي تصلح للأماكن الصحراوية أو قليلة المياه وللدول التي تعاني ضعفًا في الإنتاج الزراعي أو السمكي.


ويقول المهندس وجيه خوجه، أحد رواد الزراعات الحديثة: "الأكوابونيك مشروع يجمع ما بين الاستزراع السمكي والزراعة بدون تربة ويمكننا اعتباره هو نظام بيئي بسيط ومغلق".

وأضاف أن مصطلح الأكوابونيك Aquaponics نشأ عن طريق الدمج بين مصطلحي Hydroponics ويعني الزراعة المائية ويتم الزراعة على المياه دون تربة أو تربية الأحياء المائيه كالأسماك Aquacultur، حيث يتم تخليص مياه مزارع الأسماك من الأمونيا والمتبقيات بتمريرها أسفل الزراعات في حوض زراعة الخضراوات التي تقوم بدور فلتر مُنقٍّ طبيعي لها، فتقوم بامتصاص الأمونيا والفضلات وتعود مرة أخرى لحوض رزاعة الأسماك، مما يساعد في تسميد الزراعة واستغلال المياه مرة أخرى في تربية الأسماك دون الحاجة إلى كميات إضافية من المياه.

ويوضح "خوجة" أنه بدأ العمل على الزراعات الحديثة عمومًا منذ خمس سنوات، بعدها شاهد عددًا من الأفلام الأجنبية حول المشروع، سواء الأكوابونيك أو الهيدروبونيك، وعندما أراد أن ينقل تلك الأنماط لمصر لم يجد من يعمل بهذا المجال في مصر أو من يوفر المشورة والخبر لها، فقام بالتواصل مع خبراء هذا المجال في الخارج وقام بالحصول على دورات في هذا المجال قبل أن يبدأ رحلة الإنتاج في مصر.

ويضيف "خوجة" أن الأكوابونيك زراعة تكاملية بين النبات والأسماك معا في دورة مغلقة، معتمدين على مخلفات الأسماك في تغذية النبات ومعتمدين على تغذية الأسماك من مغذيات النبات التي تضاف للماء من كالسيوم وبوتاسيوم ونيتروجين، وتساعد على استغلال أصغر المساحات للحصول على إنتاج أعلى ذي عائد مادى كبير لأنه "أورجانيك" والمنتج النهائي منه سواء أسماك أو الخضراوات صحية وخالية من الكيماويات تم تغذيتها طبيعيا كما يساعد على التوفير في استهلاك المياه حيث أن المياه في الاكوابونيك ثابته طوال مدة دورة التربية.

ويتابع "خوجة" أن الدول بعضها لديه مزرعة وأراض خصبة مثل مصر والسودان والهند والصين وغيرها وهناك بلاد لديها وفرة في الأسماك وهناك بلدان ليس بها الزراعة فلجأت للهيدروبونيك وهي زراعة مائية وبلاد ليس بها أسماك فلجأت للزراعة بالأكوابونيك لأن الثانية تسمح بزراعة الأسماك وتغذية النبات بالماء المستخرج من السمك والزراعة تقلل نسب الأمونيا وتعيد الدورة للأسماك في دائرة مغلقة.

وأشار إلى أن الأكوابونيك والهيدروبونك والزراعات التكاملية تهدف بالأساس لتعظيم الاستفادة سواء من الماء أو التربية وعندما وجد أصحاب مزارع الأسماك المكثفة زيادة الأمونيا في المياه بدءوا في التفكير في كيفية التخلص من الأمونيا والتي تعتبر مهمة جدًا للنبات ففكر من يعملون بنظام الهيدروبونيك باستخدامها في النباتات ومن هنا ظهر الأكوابونيك الذي يستغل المياه للتغذية النبات والأسماك في دورة مغلقة بينهما يتم التغذية متبادلة.

وأوضح أن الأكوابونيك في مصر غير ناجحة للأسف إلى حد ما لأن الخضراوات تنتج بشكل كبير في مصر وتكلفته رخيصة رغم أن الأكوابونيك أجود كما أن الإنتاج في مصر من الأسماك وفير فمصر رقم 3 على مستوى العالم في إنتاج البلطي ورقم 1 على مستوى العالم في إنتاج البوري ورقم 7 على مستوى العالم في إنتاج الأسماك عمومًا.

وأضاف أن الأكوابوينك ناجح جدًا لو كان إنتاج الاكوابونيك للتصدير لأن الإنتاج منه "أورجانيك" ومعظم عقود التصدير تحتاج نوعيات بعينها بإمكان الأكوابونيك تقديمها سواء إذا كانت خضراوات أو أسماك فكلامهما خالية من مختلف الملوثات، بالإضافة إلى الفنادق والمطاعم التي تحتاج نوعيات بعينها لا يتم زراعتها في مصر بإمكان الأكوابونيك زراعتها لأنها تعتمد على الصوب وبإمكانها الزراعة على مدار العام.

أما عن الإنتاج فأكد "خوجة" أن متر مكعب من الأسماك يزرع في الطبيعي من 500 جرام إلى 750 جرامًا كل دورة، والدورة الطبيعية تحتاج ما يقارب عام، أما في الأكوابونيك والزراعة المكثفة تزرع من 5 إلى 6 أشهر بما يعادل دورتين في العام وينتج نحو المتر المكعب من 15 إلى 20 كيلو بما يعادل 40 ضعف الزراعة في الأحواض العادية في الدورة الواحدة ولو هناك عناية جيدة قد تصل إلى 50 كيلو جرامًا في المتر المكعب في الدورة الواحدة بما يعادل قد تصل إلى 100 كيلو سنويًا لكن هناك اشتراطات كثيرة بما يعادل 200 ضعف الزراعة في المياه العادية.

أما في الخضراوات فأكد أن هناك نوعيات ناجحة بنسبة 100% وهذه النوعيات هي الورقية فقط أما غيرها من الثمريات الفلفل والباذنجان والطماطم أو الجذريات الجزر والبطاطس والبطاطا فتحتاج بعض المكملات للنجاح من بعض المركبات أو الأسمدة، ومعظم الشركات الكبرى حول العالم تعتمد في زراعة الأوابونيك على الورقيات سواء خس أو كابوتشي أو جرجير وما إلى ذلك.

وقال: "المتر المربع الواحد من الورقيات ولنأخذ مثيلًا الخس ينتج 16 حبة خس في الدورة الواحدة في الأكوابونيك بينما في العادي ينتج من 6 إلى 8 على أقصى تقدير فالأكوابونيك ينتج ضعف إنتاج الأرض العادية بالإضافة إلى كونه قادر على الإنتاج على مدار العام".

وعن نصيحته للشباب قال "خوجة" إن هناك زراعة حديثة أخرى وهي الزراعة التكاملية والتي يتم من خلالها تحضين زريعة السمك وهي تشتمل السمك والزراعة أيضًا ونحن لنا عدد من النماذج المنتجة في الريف الأوروبي ونجح من خلالها بوضع السمك في أحواض ويتم الزراعة بالتنقيط بالماء الناتج عن السمك والذي يحتوي على الأسمدة الغنية جدًا.

وقال: "بهذا نهرب من مصاريف زراعة الاكوابونيك وبدأت التطبيق في مختلف الأماكن التي تعتمد على زراعة التنقيط، وبدلًا من ترك الماء في الخزان دون استفادة يتم الاستفادة منها والفدان ينتج 4 أطنان في الدورة الواحدة بما يعادل 8 أطنان في العام بإجمالي متوسط أرباح يصل إلى ما يقارب 40 ألف جنيه في العام من تلك الأحواض فقط".
الجريدة الرسمية