رئيس التحرير
عصام كامل

الأبناء المزيفون.. سيدة تربي طفلا خطفته 13 عاما من أهله.. أخرى تحرم رضيعا 34 عاما من والدته للتمتع بحلم الأمومة.. وخبير قانوني: جريمة اختطاف إن أحسنت تربيته.. والعقوبة تصل للحبس 15 عاما

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

قصص تفوق خيال المؤلفين وكتاب الدراما، تصلح أن تكون فيلما سينمائيا أو مسلسلا دراميا، لأطفال اختطفوا من أهاليهم وعادوا إليهم بعد أعوام، حار المجتمع في تصنيف المتهمين، بعد أن احتفظوا بالطفل المخطوف واهتموا بإحسان تربيته، فما هو عقابهم في القانون، هذا ما تجيب عليه السطور التالية.


ورغم عدم وجود إحصائيات دقيقة بعدد حالات الأطفال المخطوفين في مصر، إلا أن أعدادهم الواقعية باتت تقدر بالآلاف سنويا ومع ازديادها عامًا بعد آخر، تنوعت أشكال الخطف وأسبابه.

طفل كفر صقر
أبرز وقائع الأبناء المزيفين، سيدة اختطفت طفلا رضيعا من أحضان أمه وعمره 8 أشهر، بعدما عرضت الخاطفة على الأم حمله لحين إنهاء إجراءات تطعيمه في كفر صقر بالشرقية، وظل الطفل معها لمدة 13 سنة، ربته خلالها وعلمته، وتم التعرف على الطفل عندما نشرت شقيقته صورة له على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، وروت تفاصيل اختطافه منذ 13 عاما، فتواصل مع والدة الطفل أحد أقارب زوج الخاطفة، ودلها على طفل يشبه طفلها، وبعد أن تأكدت أسرة الطفل من الأمر قدمت بلاغا ضد المتهمة.

وأكد الطفل المختطف أن والدته التي يقيم معها لم تبخل عليه بشيء وتحضر له الملابس التي يطلبها منها، وعندما طلب منها شراء جهاز كمبيوتر أحضرته له في ساعات، وإذا تعرضت الأم للحبس سيطلب أن يحبس معها، تعاطفت المحكمة مع المتهمة وتعاملت معها بالرحمة، لكونها حافظت على الطفل ولم تدفعه للتسول بل أحسنت تربيته، كما أن الأم الأساسية للطفل أهملت بأن تركته لسيدة لا تعرفها وحكمت بحبسها لمدة عامين.

إسلام
والأغرب قصة «إسلام» الذي تعرض منذ ولادته للخطف على يد «عزيزة» الشهيرة بـ«ابنة إبليس البكرية»، خاطفة الرضع الذكور في الثمانينيات من القرن العشرين، لكنها لم تخطفه لتبيعه، وإنما قررت أن تتخذه ولدا لها، فقد كانت عقيمة، وخبأت هذا السر في أعماقها البعيدة ولم تكشفه لإسلام لمدة 34 عاما.

جاءت اللحظة التي شكلت البداية لكشف «سر العمر»، ففى إحدى الحملات الشرطية للقبض على «عزيزة» بتهمة خطف الأطفال، ألقت بنفسها من الشرفة لتلقى حتفها آخذة معها «السر» إلى حيث العالم الآخر، وهنا علم إسلام الحقيقة، وظل يبحث عن أهله بعد فراق قهرى دام 34 عامًا.

انتشرت صور كثيرة لإسلام في البرامج والفيديوهات عبر جميع الوسائل الإعلامية في يناير الماضي، تعرف إخوته عليه، خاصة أنه لديه أخ توءم، وتحكي أمه قائلة: "شعرت بشعور غريب عندما رأيت صورة إسلام في موبايل ابنى مرزوق، وبعد أن تحدثت معى إحدى قريباتنا وهى طبيبة، مؤكدة لى ضرورة عمل تحليل DNA مع إسلام، لأن الشبه كبير للغاية بين إسلام وأبنائي، وبالفعل اتصل ابنى بإسلام، وأجرينا التحليل فوجدنا النتيجة إيجابية".

عبد الله بالشرقية
الواقعة الثالثة، كانت لطفل آخر يدعى "عبد الله" في محافظة الشرقية، كانت بداية قصته عندما فكرت سيدة تقطن بمدينة منيا القمح التابعة لمحافظة الشرقية في يناير عام 2016، أن تشتري طفلا بديلا لطفلها الذي أجهض؛ خوفًا على حياتها مع زوجها خاصة أنها الزوجة الثانية، فذهبت لتجار البشر واشترت منهم الطفل عبد الله بثمن بخس 2800 جنيه، وعباية و2 كيلو لحمة، وعلى الفور تركت منزل أهلها بعد أن اشترت الطفل وذهبت لبيتها، وقالت لزوجها هذا طفلنا فاستغرب الزوج؛ لأنه كان علم مسبقا منها بأن طفله أُجهض، فحاولت إقناعه لكنه لم يستوعب، خاصةً أن الطفل كان بعمر أكبر عن أي طفل مولود، فطلب عمل تحليل، ولكن لعدم استطاعته بتحمل تكلفة التحليل رضي بالأمر الواقع.

بعد أن انتشرت صور عبد الله بالميديا المرئية والمكتوبة، شاهدها زوج السيدة التي اشترت الطفل، وتواصل مع والد الطفل وقام بتصويره وإرسال صورته، فتعرف الأب عليه، واتفقوا على أن يستلموا الطفل مقابل أنهم يتنازلوا عن القضية، وتم الاتفاق وعاد عبد الله إلى أهله.

النظرة القانونية
وعن مصير ذلك النوع من القضايا في نظر القانون، يقول "شادي طلعت" مدير اتحاد المحامين للدراسات القانونية، أن تلك الوقائع تعتبر جريمة اختطاف يعاقب عليها القانون، حتى وإن أحسن الخاطف معاملة المخطوف، مشيرا إلى أنه في حالة النظر إليها بعين الرأفة ستفتح المجال لتكرار مثل هذه الجرائم.

وأضاف: القانون في هذه الحالة يعاقب فيها الخاطف بالحبس مدة تصل إلى 15 عاما، مشيرا إلى أنه لا بد من وجود ردع لكل من تسول له نفسه خطف طفل إيا كان السبب، فلا ينبغي أن تتعامل معهم المحكمة بعين الرأفة.

واختتم قائلا: العقوبة على الحرمان من الأهل أكثر، وقد يترتب على ذلك الحرمان من أشياء أخرى لها علاقة بالعيش في بيئة اجتماعية جيدة للطفل المخطوف.
الجريدة الرسمية