رئيس التحرير
عصام كامل

عودة زمن «لجان المواهب بالإذاعة».. نادية مبروك تنهي خلافات لجنة القراء وإعادة تشكيل الاستماع للدفع بمطربين جدد.. الخلافات بين القيادات أبرز العوائق.. ونجاح تجربة المواهب الدينية البداية

 نادية مبروك
نادية مبروك


«المواهب تخرج من ماسبيرو».. لسنوات طويلة ظل مبنى الإذاعة والتليفزيون الحاضن الرئيسي والأهم للمواهب المصرية الشابة والجديدة، يعمل على اكتشافها ومن ثم تقديمها للجمهور، غير أن الأزمات التي طالت المبنى العتيق ساهمت في تراجع المهمة تلك وانتهائها في بعض الأوقات.


«الميزانية لا تكفي».. السبب الرئيسي الذي تم الدفع به لتبرير تراجع دور «ماسبيرو» فيما يتعلق باكتشاف المواهب، لا سيما بعد ثورة ٢٥ يناير ٢٠١١، غير أن الأوضاع بدأت تشهد تغيرًا فيما يتعلق بالملف، وتحديدًا منذ عام بعدما بدأت الإذاعة المصرية، تحت قيادة الإعلامية نادية مبروك، في إعادة إحياء لجان «اكتشاف المواهب»، حيث قررت رئيسة الإذاعة تفعيل دور لجنة «القُراء» لاكتشاف المواهب في تلاوة القرآن الكريم، والإنشاد الدينى.

المواهب الدينية
إحياء «لجنة اكتشاف المواهب الدينية» تمت بقوة واضحة، كشفتها الجولات المتعددة بالمحطات الإقليمية في محافظات الجمهورية وتنظيم اختبارات لكل الراغبين، لاختيار أفضل العناصر من بينهم وثم اعتمادهم في الإذاعة مقرئين أو منشدين جدد مع البدء في تسجيل مقاطع لهم وبثها على موجات شبكة القرآن الكريم والمحطات الأخرى، إلى جانب الاستعانة بالوجوه الشابة في شعائر صلوات «الجمعة والفجر»، وكسر احتكار المشايخ «كبار السن» لهذه المهام، والتي تحولوا بفضلها إلى نجوم يتقاضون آلاف الجنيهات، إلى جانب تسببها في اتجاههم لرفع أجورهم إلى أرقام فلكية.

عقبات
«لجنة القراء».. طريق عودتها لم يكن ممهدًا كما يظن البعض، فحسب مصادر تحدثت إليها «فيتو»، فإنها واجهت أزمات عدة، أبرزها تفويض نادية مبروك رئيسة الإذاعة لحسن سليمان رئيس شبكة القرآن الكريم برئاسة اللجنة ودخول الأخير في خلافات مع عبد العزيز عمران رئيس الإدارة المركزية للبرامج الدينية بشاشات التليفزيون حول طريقة الإدارة، وتأجيل انعقاد اللجنة أكثر من مرة لارتباط رئيس «القرآن الكريم» بأعمال أخرى كانت تستوجب سفره خارج البلاد.

إلى جانب أزمة «التفويض»، ووفقا لما أشارت إليه المصادر، فإن اللجنة واجهت أيضا أزمة تراجعها عن اعتماد نتيجة أحد القراء بعد إعلان نجاحه وكشط اسمه من المحضر الرسمي لأعمال اللجنة، ما دفع القارئ للجوء إلى النيابة العامة لاسترداد حقه، قبل أن يتم حل الأمر وديًا بعد تدخل رئيسة الإذاعة.

الحل الوحيد
التدخل السريع لإعادة اللجنة إلى مسارها الصحيح، كان الحل الوحيد أمام نادية مبروك رئيسة الإذاعة، التي كانت أكثر حرصا على عمل اللجنة، ففور وصول أنباء إليها تشير إلى وجود خلافات بين أعضاء اللجنة، قررت الاجتماع بـ«سليمان» وتوجيهه إلى معالجة الأخطاء تلك، لا سيما وأن الإذاعة في أمس الحاجة إلى ضخ دماء جديدة في شرايين «التلاوة».

وأشارت المصادر إلى أن رئيسة الإذاعة، رفضت مؤخرا إهداء من إحدى الدول العربية لقراءة كاملة للمصحف الشريف لإذاعتها، لخشيتها أن يتم الترويج لتلك التلاوات غير المتعارف عليها داخل مصر، ما قد يسبب أزمة وانتقادات للإذاعة من قبل المتابعين لمحطة القرآن الكريم.

لجنة «الاستماع والموسيقى» لم تكن هي الأخرى بعيدة عن أزمات «التجميد»، حيث تعطل عملها سنوات عدة، وبحسب المصادر ذاتها، فإن رئيسة الإذاعة تستعد لإصدار قرار بإعادة تشكيلها والإعلان عن تنظيم اختبارات للراغبين في الغناء والتلحين والتأليف وغيره من الفنون الموسيقية، على أن تتبنى الإذاعة المواهب التي تختارها اللجنة.

تجدر الإشارة إلى أن برامج ولجان المواهب، كان لها عامل مؤثر ودور رئيسي في اكتشاف عدد كبير من نجوم الساحة الفنية في مصر، سواء مطربين أو مشاهير بدءوا حياتهم في الإذاعة قبل أن ينطلقوا إلى عالم النجومية، وعلي سبيل المثال لا الحصر، المطرب الشهير تامر حسني الذي خرج من رحم مبنى الإذاعة والتليفزيون، والنجم محمد حماقي والمطرب الشاب حسام حبيب، والمطربة المعتزلة شيماء سعيد، والفنان خالد أبو النجا والفنانة بسمة اللذان كانت بدايتهما على طريق النجومية كمذيعين قبل أن يتحولوا نجوما للسينما والتليفزيون.

"نقلا عن العدد الورقي..."

الجريدة الرسمية