رئيس التحرير
عصام كامل

آمنة نصير: النقاب شريعة يهودية بحتة.. والنساء في عهد الرسول لم يرتدينه

فيتو

  • تقدمت بمشروع ازدراء الأديان للبرلمان وتوقف بعدما وصل إلى اللجنة التشريعية
  • لا توجد مساحة لحرية الإنسان قدر ما توجد في الشريعة الإسلامية
  • نحن نجيد الأقفال الجسدية على المرأة وليس الأقفال السلوكية
  • الأم كانت تقول لأولادها في زمن عبد الناصر«لا تتحدثوا مع أحد الحيطان لها ودان»
  • عمي كان من ضحايا عبد الناصر.. أخذ منه مئات الفدادين
  • انفصلت عن زوجي قبل ربع قرن.. وفخورة أنه أبو أولادي
  • أقول للرئيس ربنا يعينه ويصبره على ما ابتلاه والغلاء أرهق الأسرة المصرية
  • عشت الحياة المسيحية بمعنى الكلمة في المدرسة الأمريكية
  • والدي رفض عملي في الإذاعة ووافق على انضمامي لهيئة «تدريس الأزهر»
  • الإسلام لم يفرض النقاب والسلفيون متشددون فيه أكثر من الصلاة
  • تحريم المسلسلات والأفلام والسينما تشدد ليس له لزوم
  • تقمص أدوار العشرة المبشرين في الأفلام والمسلسلات جائز وتجسيد الأنبياء «مرفوض»
  • الأزهر الشريف لم يقدم أي اجتهاد منذ ألف عام في قوانين المرأة


في واحدة من محافظات الصعيد كانت البداية.. محافظة أسيوط تحديدًا، طفلة صغيرة تنضم لعائلة كبيرة جذورها ضاربة في الأرض.. والعادات والتقاليد هي القانون، بحالة من الحنين تتذكر الدكتورة آمنة نصير، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر الشريف عضو مجلس النواب روعة البدايات، وتقول: نشأتي كانت فيها القيم والثقافة الصعيدية وبيت العائلة الكبير، نظرا لأن والدي رحمة الله عليه كان كبير عائلة آل نصير، وكان له 11 أخا ذكور و4 إناث، كانت أسرة ضخمة، وكان معروفًا أن عائلة نصير تحتل «الشق» الشرقي في محافظة أسيوط بصعيد مصر، نشأت في هذا البيت المملوء بالثقافة الصعيدية الصارمة والتقاليد الصعيدية، امتلأت نفسيا بوضع والدي وأمي رحمة الله عليها، حيث كانت سيدة العائلة شخصية وأداء، كانت سيدة صعيدية بكل قيمها، زوجة الحاج محمد نصير، أعظم مؤهل لها وهي من عائلة البكرية، كانت تعيش في نفس القرية، وتعود أصول عائلة أمي إلى مدينة الطائف في السعودية، ووالدي والعائلة جميعهم كانوا من أكبر تجار الصعيد في القطن والقمح، كانوا يرسلون القمح للقاهرة من خلال «بوغاز» في النيل.

قطار الذكريات لم يغادر حتى الآن محطة العائلة.. «رصيف البداية»، لتكمل «الدكتورة آمنة» بقولها: عائلتي أصحاب أملاك وتجار وأصحاب أراضٍ كثيرة، وكانوا من أهل الخير، عمي أحمد نصير رحمة الله عليه في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وضع في الحراسة وأخذت منه مئات الفدادين، وتعرض لظلم كبير، رغم أن عائلتي لم تجور على أحد، عبد الناصر استكثر أن يكون لدى عائلتي كل هذه الفدادين، فلم يكن يريد أن يزيد صاحب ملك على 200 فدان، وعمي كان لديه ما يقرب من 700 فدان، كان فيها ظلم كبير، على صاحب الملك، خاصة أن الأرض بددت بعدها، مشروع الإصلاح الزراعي في عهد عبد الناصر واكبه الظلم والفشل سويا، عمي كان من ضحايا عبد الناصر، أخذ منه مئات الفدادين.

الحديث عن واقعة «تأميم أرض العائلة» كانت بداية ثانية للحديث عن «عصر عبد الناصر»، لتقول «الدكتورة آمنة»: عصر عبد الناصر كان فيه القوة وشد عصب الشعب المصري، أي عصر له إيجابياته وسلبياته، لا يوجد عصر يمكن أن نطلق عليه «المدينة الفاضلة»، أو «عصر ظلمات»، الدول والفترات تقاس وتحسب بعدالة بما لها وما عليها، لا يوجد حكم سواء ناصر أو السادات أو مبارك كله ظلمات، ولهذا أطالب المؤرخين كل من يتصدى لأي حقبة زمنية، أن يكون منصفا وموضوعيا، «عبد الناصر» كانت يده باطشة، ربما لأسباب أنها حماية لمصر وشعبها على حسب وجهة نظره حينها، لكنها في الحقيقة خلقت حالة من الخوف والرعب لدرجة أن الأم كانت تقول لأولادها، «لا تتحدث مع أحد الحيطان لها ودان»، فهي بالفعل كانت فترة على قدر ما زرع فيها، وقدر ما أقام حماية لمصر لكنها كانت فترة شديدة للغاية، في الممارسة على أرض الواقع وكان شديدا مع أعدائه في الداخل، حتى إنهم كثورة انقلبوا على بعضهم، كان هناك صراعات على السلطة واختلاف وجهات النظر وأيضا صراعات من الذي يبقى هو زعيم الحركة.

منحنى تاريخي اتخذه قطار الحوار، لكنه كان منحنى خاليًا من «روعة البدايات» حيث توقف قليلًا عند محطة «نكسة 67» التي قالت عنها «د. آمنة»: سبب النكسة أننا أغرقنا جيشنا في اليمن، وهي سياسة خاطئة أيضا من عبد الناصر، هو دائما كان ينظر إلى الخارج إلى أفريقيا وعالمنا العربي، النظرة المتزنة لا مانع منها، على حسب حجم مصر وقدرتها، لكن لا تؤثر على الوطن وقدرة الجيش، ودفعنا الثمن بنكسة 67 نتيجة إرهاق الجيش في اليمن، أتحدث في هذا الأمر بمنتهى الموضوعية والدقة، نظرا لكوني أستاذ فلسفة وأعرف معنى الكلمة جيدا.

تحركنا قليلًا سنوات للأمام، حيث «أيام السادات» التي قالت عنها «د. آمنة»: عصر السادات كان فيه ذكاء السادات وثقافته وفطنته، السادات تحلى بأمرين مهمين للغاية، ظهرت بها سياسته حتى في مد يده لإسرائيل، كان فيه الهدوء والثقافة والرغبة في أن يخرج من سخونة فترة عبد الناصر، فبدأ يعيد حساباته بشكل آخر ومختلف، وبالفعل انفتح كثيرا داخل الدولة رغم أن عبد الناصر أغلقها لدرجة الاختناق، لكن السادات فتحها لدرجة الانفلات، ولهذا أقول إن الحكم لا بد أن يتوازن ما بين الابتعاد عن خنق المجتمع والانفتاح الزائد.

عدنا مرة ثانية للحديث «العائلي» وتحديدًا «سنوات الصعيد»، لتقول «د. آمنة»: لي أخ أكبر مني مات في الثأر بالصعيد، أخي الأكبر على نصير كان هناك ثأر بين عائلة والدي وعائلة أخرى في القرية، الثأر في الصعيد لم يخفت أبدا، وأعتبر من مزايا هذا العصر خفوت الثأر، خاصة في أسيوط، نظرا لأنها كانت ساخنة للغاية، قتل أخي مع أحد أعمامي الذي قتل أيضا في عملية التناوب الثأري بين عائلتنا والعائلة الأخرى، كانت تسمى عائلة بيت بخيت، أمي حزنت كثيرا عليه وكانت دائما تذكره.

وعندما وصلنا إلى مرحلة التعليم، كشفت «د. آمنة» مفاجآت عدة، قائلة:، البداية عندما طلبت من عائلتي استكمال تعليمي، قدموا لي في مدرسة سُمعتها جيدة وعلى مستوى من العلم في أسيوط، وكانت تسمى المدرسة الأمريكية، وكانت أقوى مدرسة في الشرق الأوسط، تعلمت ابتدائي وإعدادي وثانوي هناك، كان عصرا ذهبيا بمعنى الكلمة، في حسن التعليم ودقته وأهميته، وقد تربيت في هذه المدرسة بالقسم داخلي، وهو ما خفف لدى من العادات الصعيدية الخشنة للغاية، فتوازنت ما بين خشونة الصعيد والتعليم الأمريكي.

وأكملت: لم يكن أحد يزورني في المدرسة الأمريكية في أسيوط إلا بموافقة والدي، وأيضا الخروج، الأمريكان كانوا مقدرين التقاليد الصعيدية، كنت أتحرك بجواب من والدي، عندما جئت إلى القاهرة كأني أسافر إلى كندا، كان الأمر صعبا، درست في الأمريكان الإنجيل مثلهم، 12 سنة درست الكثير، كتبت في المسيحية واليهودية والتبشير، كتبت في كل شيء بعدما تعلمته بكل صدق، عشت الحياة المسيحية بمعنى الكلمة في المدرسة الأمريكية.

وواصلت: بعد هذه المرحلة كنت أريد الحصول على موافقة والدي على دخول الجامعة، نظرا لأن الجامعات كانت مختلطة، فحتى أرضيه ويوافق على استكمال تعليمي في الجامعة اخترت كلية البنات في جامعة عين شمس، والتحقت بقسم الفلسفة والاجتماع، ورئيس القسم وقتها رفض دخولي قسم الفلسفة والاجتماع وعلم النفس في البداية، واقترح دخولي قسم الإنجليزي نظرا لأني خريجة المدرسة الأمريكية، إلى أن لجأت لعميدة الكلية ودخلت قسم الفلسفة، كنت الأولى على الدفعة على قسم الفلسفة طوال الأربع سنوات في الكلية، هناك أساتذة لي أصروا على اختياري الشق السلفي في رسالتي الماجستير، وكان وقتها هناك مناوشات بيننا وبين الفكر السلفي في الجزيرة العربية، وعكفت خلال عام «تمهيدي الماجستير» على القراءة وفوجئت أن الدراسة معضلة للغاية، خاصة الشخصية التي أدرسها، وهي ابن الجوزي، وقد عمل معي أساتذة أثناء التمهيدي نظرا لصعوبة الشخصية، وبعدها سجلت الماجستير.

بلغة ممزوجة بـ«ثقة وحنين» أكملت «د.آمنة» سردها سنوات التعليم الأكاديمي، وأضافت: بعدما حصلت على سنوات التمهيدي، كان هناك إعلان يطلب مذيعات فتقدمت واختبرت ونجحت، لكن رئيس الإذاعة في هذا الزمان كان يسمى الأستاذ الحديدي، قال لعميدة الكلية: إنهم اكتشفوا أن والدي من قرية موشا في الصعيد، وعندما اتصلت بوالدي حينها لأخبره أني نجحت في اختبار الإذاعة، انزعج للغاية، وأصر على عودتي للبلد مرة أخرى، فكان الخيار الآخر، هو الأزهر الشريف والتعيين فيه، فاتصلت مرة أخرى بوالدي فقال لي ندرس هذا الأمر، تسلمت عملي في الأزهر الشريف، حيث كانت السنة الأولى لتخرج دفعات من البنات من الأزهر عام 1966، كان الأزهر بنين فقط، فكانوا يريدوا مدرسين، وكان من حظي.

وتابعت: حصلت على أكاديميتى من عين شمس، ومن حظى أن تتلمذت على يد أعظم فلاسفة القرن العشرين في عين شمس، كنت أنسب شخصية لتدريس الفلسفة في الأزهر الشريف، نظرا لكون جذورها يونانية، درست الفلسفة الحديثة والعصور الوسطى، الِملل والنحل، والفكر القبطى، كتبت الكثير من دراسات علمية في الأمور اليهودية، واعترض اليهود عليه كثيرا، عندما قلت إن هذا شعب لا يألف ولا يؤلف، ومنذ عام عندما قلت إن النقاب شريعة يهودية اعترضوا على هذا الأمر.

«النقاب اليهودي» نقل الحوار إلى منطقة ثانية، حيث تحدثنا مع «د.آمنة» عن النقاب وفرضيته في الإسلام، وقالت: النقاب هو بالفعل شريعة يهودية بحتة، واليهود كانوا يرتدون النقاب قبل طردهم من الجزيرة العربية، كانوا سكان الجزيرة قبل الإسلام، النساء في عهد الرسول لم يرتدوا النقاب، لدرجة أنهم كانوا من الممكن أن يضعوا الحمرة في وجوههم، لم يكن هناك التشدد الموجود الآن، التشدد على المرأة لم يعرف قدر ما هو موجود في اليهودية، الشريعة اليهودية تشددت على المرأة، وبقيت آثار هذا التشدد في الجزيرة العربية، كما أننا لم نجد النقاب في المغرب أو الشام أو العراق أو في مصر، لماذا في الجزيرة العربية؟.. لنشأته هناك مع اليهود أكثر مكان الجزيرة العربية لوجود القبائل العربية واليهودية قبل الإسلام.

وأكملت: السلفيون متشددون في النقاب أكثر من الصلاة، يتشددون في نقاب المرأة أكثر من تشددهم في الصلاة، وما يفعلونه ضد النص القرآنى، كيف يطالب القرآن بغض البصر والمرأة تضع النقاب عليه ولا ترى، والمتر الأسود الموجود على الوجه، فهل يغض الرجل عن المتر الأسود، الإسلام لم يفرض النقاب على المرأة، دعوة السلفيين للنقاب ضد النص القرآني، لماذا يمنع النقاب عند الحج، النقاب هو نتاج سطوة التقاليد والعرف والموروث، وأيضا تحريم الأفلام والمسلسلات والسينما تشدد ليس له لزوم، الفن حلاله حلال، وحرامه حرام، وظهور الشخصيات الدينية في الأفلام ليس حراما، لكن تجسيد الأنبياء مرفوض، نظرا لكونه اختيارا إلهيا يضعه حيثما يشاء، لكن العشرة المبشرين لا بأس من تقمص أدوارهم.

الأسرة.. نجاح آخر حققته «د. آمنة» في مسيرتها العريضة، وقالت عن تفاصيل أسرتها: ابنتى الكبرى الدكتورة ابتهال الدمرداش، أصغر أستاذ بجامعة عين شمس حصلت على الأستاذية في سن مبكرة، وكانت من الأوائل والمتقدمين للغاية في كلية الصيدلة في الجامعة، وحصلت على تقدير متفوق جدا في الثانوية العامة، وحاليًا كل يوم تحرز نجاحا في تخصصها، الثانية هي الدكتورة دعاء تعيش في أوروبا برفقة زوجها وأولادها في أيرلندا، حصلت على الماجستير في الحقوق، وتعمل حاليا على الدكتوراه في أيرلندا، الثالث المستشار محمد الدمرداش حصل على الدكتوراه في القانون، يعمل نائب رئيس مجلس الدولة ورئيس نادي الزهور، أما الرابعة فالدكتورة شيماء، حصلت على الماجستير من بريطانيا، وحصلت على الدكتوراه من آداب عين شمس، وتعمل «باحث أول» في مكتبة الإسكندرية، وزوجي السابق المستشار الدمرداش العقالى، انفصلنا منذ ما يقرب من ربع قرن، ولا توجد لدى مشكلات معه تماما رغم الانفصال، كما أنني فخورة أنه أب لأولادى، ولا أنسى الفضل بيننا أبدا، وله كل الاحترام والتقدير منى.

الانفصال فتح طريقًا للحديث عن «قوانين المرأة في مصر» غير أن «د.آمنة» أبدت انزعاجها، بعدما أكدت أنها ترى أن المرأة لا تزال في قيود أزهرية لا يريدون أن يضعوا قليلا من الاجتهاد لبعض حقوق المرأة، على قدر ما المدرسة التونسية تحررت من بعض القيود، وقالت: لا يزال الأزهر متمسكا بهذه القيود على المرأة تمسكا صارما، وما زال حتى الآن حريصا على هذه القيود، له الحق في بعضها، وكنت أود أن يكون لهم بعض الإشعاعات الاجتهادية لحقوق المرأة المعاصرة، بناءً على توصية الرسول صلى الله عليه وسلم عندما يقول يبعث الله على رأس كل مائة سنة من يجدد لها أمر دينها، الأزهر منذ ألف عام لا يقدم أي اجتهاد، ربما بعض المشايخ في مواقف قديمة، أذكر عندما كنت عميدا لكلية الدراسات الإسلامية في جامعة الإسكندرية، قلت جملة عام 1999 «يا علماء جامعة الأزهر هل نحن قادرون على ألا نقتلع من جذورنا ولا نغترب عن مستجدات عصرنا، هل نحن قادرون على العبور عليه»، ولم يرد عليّ أحد حينها.

وحول ما يثار عن أن قوانين المرأة في تونس متأثرة بالثقافة الغربية، تغلب عليها الثقافة الفرنسية، قالت «د.آمنة»: لا أوافق على نقد أي دولة، تونس لديها علماء لا يقلون أهمية عن مصر ولديهم أقسام تخصصات تتفوق كثيرا، لذلك لهم ما انتهوا إليه من اجتهادات، لست ضدها أبدا ولا أحب أن أقلدها، هذا شعب لديه من التاريخ والاجتهادات ما انتهوا إليه متأثرين ببعض الثقافة الغربية، لكن لا أرحب بها لدينا.

ذهبنا إلى البرلمان وتجربتها «تحت القبة» لتقول «د. آمنة»: حصلت على العضوية عن دائرة أسيوط، عندما كنا نجوب في الانتخابات، كان هناك ترحاب كبير بى، نجحت باكتساح كبير في الانتخابات، اللقاء مع الأهالي كان طيبا، أزور أهل دائرتى 3 أو 4 مرات في العام، ليس لى دور في ائتلاف دعم مصر، وأكاد أكون بعيدة تماما عن الائتلاف، عضو في الائتلاف فقط، لا أرى لى مساحة في الدعم، يتم تقديمي له باسمي الثقافى وكأستاذة في الجامعة، ولا شك أن الائتلاف تراجع بالفعل بعد وفاة سامح سيف اليزل، الموت أخذ «اليزل» مبكرا، لكنى كنت أشعر أن لديه طموحا، لكن الموت لم يمهله.

وتابعت: قبل الدخول للبرلمان كان حلمي أن يكون لى بصمة في إصلاح التعليم،و لدى رصيد كبير في إصلاح التعليم، وعندما خضت انتخابات رئاسة لجان البرلمان، فوجئت أن الصراع يفوق أي تخصص تماما، من يومها عاهدت نفسي ألا أدخل هذا العمل تماما بعد تجربة لجنة التعليم، وأدرت ظهرى للأمر تماما، وفيما يخص حزب النور لا أرى له أداء داخل البرلمان، هي مجموعة منغلقة تماما على نفسها داخل المجلس.

واستكملت: تقدمت بمشروع ازدراء الأديان للمجلس، وتوقف بعدما وصل إلى اللجنة التشريعية، رغم اقتناعي به، لا توجد مساحة لحرية الإنسان قدر ما توجد في الشريعة الإسلامية، الأمر الثاني ختان الإناث ليس له وجود في الإسلام، اتبعناها من دول حوض النيل، عادة موروثة في هذه الدول ودخلت علينا، أي شىء يضع قفل على الأنثى نحن معه، نحن نجيد الأقفال الجسدية على المرأة وليس الأقفال السلوكية.

وعما يتداوله البعض حول «تراجع أخلاق المصريين» ردت: الشعب المصري، حلو الكلمة لا يصدر منه العداء حتى في أشد المراحل دائما يترك الحمول على الله، لكني الآن أجد أن الشعب أصبح لديه اللغة الخشنة في أي اختلاف حتى في داخل الأسرة تجد الخشونة، الصوت العالى والتنابذ بالكلام، لم يعد الشعب المصرى منذ أعوام بعيدة عاصرتها، عمرى 76 عاما، عشت في مرحلة عظيمة في حياة مصر والأسرة المصرية، لكن جمال الأسرة الذي تربيت عليه وثقافة الشارع الذي عشت فيه أري أنها توارت كثيرًا. 

واستطردت: للأسف.. خلطنا الثورة بالسلوك الشخصي والمجتمعي والأخلاقي، تخيلنا أن كل شيء مباح، بعد الثورة، لا يوجد خطورة على الإنسان أكثر من أن يرى كل شيء مباح، لا يوجد ضوابط ولا قيود، الإنسان بطبيعته يحتاج لهذه الضوابط، اختلال الضوابط في الأسرة انعكس على الشارع، أيضا اختلال التعليم في المدرسة انعكس على التلميذ، وهو أيضا ما أوجد خللا في الجهاز الإداري، فالتطور والنهوض يأتى من رجال العلم، وعلينا النهضة بالتعليم نظرا لكونه المفتاح السحرى لنقاء كل عيوبنا، هناك خلل في العملية التعليمية نتيجة الدروس الخصوصية، وأصبح المعلم لا يعلم في الفصل، لهذا أقول إننا لا بد أن نعيد حساباتنا في إعادة تشكيل منظومة الشعب المصرى الثقافية والأخلاقية والتعامل مع البعض.

تجديد الخطاب الديني كان حاضرا في دقائق الحوار الأخيرة، وكان لا يمكن إنهاء الحديث دون معرفة رأيها في الأمر، وقالت:«أصبحت فوبيا، المصطلح أصبح مستهلكا لكننا أقول كيف نعيد حيوية الإسلام بمصادره وجذوره، ربما غير مؤهلين لتجديد الخطاب الدينى، وزارة الأوقاف وإذاعة القرآن الكريم يقدمون الإسلام بحيويته للناس المعاصرة، لكنهم لا يقتربون من القضايا التي تحتاج للاجتهاد، الخطيب في المسجد أو المذيع يقدمون الإسلام بما هو متاح وما هو مستجد، لكن هناك قضايا يبتعدون عنها، تحدثت عن الزواج العرفي الذي ينقصه الشرع والإعلان والإشهار، بعض الشيوخ يبررون الزواج العرفى للشباب، ويمنحه الجرأة على استلاب البنت من الأهل، أنا ضد المغالاة في الزواج زوجت أولادى ولم أغال على أحد، وأعطيت بسخاء، وقيمت أولادى بحسن العشرة وليس بالمال، أطالب الأسر ألا تغالى وتضع العراقيل أمام الشباب.

أخيرًا.. وجهت «د. آمنة» رسالة مفتوحة إلى رئيس الجمهورية قالت فيها: «أقول للرئيس ربنا يعينه ويصبره على ما ابتلاه، أتمنى أن يمنحه الله مزيدا من الصبر والخير، نظرا لأن الغلاء أرهق الأسرة المصرية، وأدعو أن يغدق الله علينا بالمزيد، وأن يمنح هذا الشعب الكثير، لكننا في حاجة للصبر والشكر والرضا، عصر السيسي أفضل من العصور السابقة، فنحن لسنا في سطوة عبد الناصر، ولسنا في إرخاء الأمور كما في السادات، وليس في حالة اختفاء عن المشكلات كما كان في عهد مبارك».


الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"
الجريدة الرسمية