رئيس التحرير
عصام كامل

السلمى: من لا يغضب للقدس ليس فيه ذرة من كرامة للعروبة

الجلسة الطارئة للبرلمان
الجلسة الطارئة للبرلمان العربي

قال الدكتور مشعل بن فهم السلمي، أن قرار الإدارة الأمريكية بشان نقل سفارة واشنطن للقدس واعتبارها عاصمة للكيان الصهيونى يُعد سابقة خطيرة في منظومة العلاقات الدولية، حيث أنه يمثل تهديدًا للأمن والسلم الدوليين، وانتهاكًا خطيرًا لقرارات الشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن الدولي التي تعتبر القدس مدينة محتلة، واعتداءًا سافرًا على حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها مدينة القدس، واستفزازًا صارخًا لمشاعر العرب والمسلمين وأحرار العالم.


جاء ذلك في كلمته أمام الجلسة الطارئة للبرلمان العربي بشأن تداعيات قرار الرئيس الأمريكي بالاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال إسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها، بحضور الدكتور رياض المالكي وزير خارجية دولة فلسطين ممثل الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ومعالي أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية بلال قاسم، نائب رئيس الجمعية البرلمانية للبحر الأبيض المتوسط، على أن اجتماعهم اليوم باسم الشعب العربي، من أجل قضية العرب الأولى فلسطين، في ظرفٍ بالغ الدقة والخطورة، لمناقشة تداعيات القرار الذي إتخذه الرئيس الأمريكي بالاعتراف بالقدس عاصمة للقوة القائمة بالاحتلال، ونقل السفارة الأمريكية إليها.

وقال رئيس البرلمان العربي لقد دعونا إلى هذه الجلسة الطارئة للبرلمان العربي، ممثل الشعب العربي الكبير، الناطق باسمه، والمدافع عن قضاياه، والمعبر عن آماله، إنطلاقًا من واجبنا الديني والوطني والقومي، وتُحملًا لمسؤليتَنا في التعبير عن موقف الشعب العربي العظيم، الذي يحمل للقدس محبةً صادقة، وإيمانًا راسخًا، ورفضًا قاطعًا للتخلي عنها، واستعدادًا للتضحية في سبيلها، وإن الشعب العربي غاضب أشد الغضب، ومستاء أشد الاستياء، فمن لا يغضب للقدس ليس فيه ذرة من كرامة للعروبة، لذا فأن صرختنا التي نطلقها اليوم، من هنا، من مقر جامعة الدول العربية، نريدها أن تدوي في أركان العالم نصرةً لمدينة القدس.

وشدد الدكتور مشعل السلمي على أن الاعتراف بالقدس عاصمة للقوة القائمة بالاحتلال، هو أمر مرفوض، وخطوةٌ للقضاء على الحل السلمي للقضية الفلسطينية، وضربٌ لكل المقررات والاتفاقيات العربية والدولية، وهو ما يدعونا للتأكيد على إن القدس لنا أبناء هذه المنطقة عربًا ومسلمين ومسيحيين ليست مجرد قطعة أرض على خريطة العالم، بل لها رمزيتها ومكانتها الدينية والتاريخية والثقافية العميقة، وليست محلًا للتنازل أو المقايضة، فهي عاصمة أبدية للدولة الفلسطينية والشعب الفلسطيني، ولذلك فإني أدعو إلى وضع خطة تحرك عربية لإقامة دولة فلسطينية عاصمتها مدينة القدس الشرقية، وأعلن تسمية دور الانعقاد الحالي للبرلمان العربي (القدس عاصمة أبدية لدولة فلسطين).

وحمل رئيس البرلمان العربي الولايات المتحدة الأمريكية مسئولية تبعات هذا القرار اللا مسئول، وما ستؤول إليه الأوضاع في المنطقة وعلى المستويين الإقليمي والدولي، وما يشكله من تهديد للأمن والسلم الدوليين.

كما وجه الدكتور مشعل السلمي تحية إجلال وإكبار للشعب الفلسطيني الصامد على أرض فلسطين، ونثمن صمودهم وتضحياتهم أمام سياسات القتل والتدمير والتهجير الممنهجة التي تمارسها قوة الاحتلال الغاشمة، مطالبا جميع أبناء الشعب الفلسطيني التوحد خلف قيادتهم الفلسطينية، ونبذ الخلافات والنزاعات، والتمسّك بخيار الصمود في مواجهة القوة الغاشمة للاحتلال.

ودعا الأمة العربية والإسلامية حكامًا ومحكومين أفرادًا ومؤسسات لدعم صمود الشعب الفلسطيني في الحفاظ على مدينة القدس وتمسكه بأرضه، وتقديم كل ما يستطيعون للأشقاء الفلسطينين، والمساهمة في صندوق القدس دعمًا للشعب الفلسطيني الأبي، مثمنا عاليًا مواقف الدول والشعوب الأفريقية والأوروبية والآسيوية والأمريكية اللاتينية رفضهم لقرار الإدارة الأمريكية، ودعمهم لحقوق الشعب الفلسطيني، ومساندتهم لقيام دولة فلسطينية عاصمتها مدينة القدس الشرقية.

كما دعا رئيس البرلمان العربي الأمم المتحدة لقيادة عملية السلام كطرف محايد ونزيه، وتطبيق القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة الخاصة بحل الدولتين، وتحمل مسؤولياتها الكاملة في حماية القدس وصون مقدساتها، وإفشال أية تحركات فردية أو أحادية، بعد أن خرجت الولايات المتحدة الأمريكية عن حيادها ونزاهتها كوسيط لعملية السلام وكشفت عن انحيازها بصورة علنية للقوة القائمة بالاحتلال.

وفي نهاية كلمته توجه الدكتور مشعل السلمي إلى أعضاء البرلمان العربي، مثمنًا عاليًا إستشعارهم لخطورة الموقف وتلبيتهم لحضور الجلسة الطارئة للبرلمان العربي، ودعم صمود إخوانهم المرابطين في مدينة القدس وباقي الأراضي الفلسطينية، داعيا الله أن يشكل اجتماعهم هذا نقلة نوعية للتضامن العربي مع صمود الشعب الفلسطيني، لتمكينه من انتزاع حقوقه الوطنية المشروعة في بناء دولته الوطنية المستقلة وعاصمتها مدينة القدس، موضحا عرضه لمشروع خطة عمل تحرك البرلمان العربي للتصدي لقرار الإدارة الأمريكية للمناقشة والدعوة لقيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها مدينة القدس الشرقية وسأل الله أن يعز وينصر أمتنا العربية، وحيا القدس العاصمة الأبدية لدولة فلسطين.
الجريدة الرسمية