رئيس التحرير
عصام كامل

تعاني ولا تعادي.. كيف يرى البابا تواضروس الكنيسة؟

البابا تواضروس
البابا تواضروس

تناول البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، في افتتاح سينمار المجمع المقدس، بدير الأنبا بيشوي، في وادي النطرون، بعضا من صفات الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وهو ما فتح الحديث عن رؤيته للكنيسة.


ويرى البابا تواضروس الكنيسة القبطية، «أم» بين كل كنائس العالم، حيث أنها قديمة متواصلة تاريخية، كما أنها لا تهتز فهي راسخة باعتبارها «كنيسة أم».

ويؤكد البابا أن الأرثوذكسية هي الكنيسة المسيحية في العالم لمدة خمسة قرون، كنيسة واحدة شرقا وغربا شمالا وجنوبا، ولكن يتخللها بعض الاختلاف من حيث الثقافات.

وشدد على أن الكنيسة القبطية تقبل التنوع، حيث أنه طريق الإبداع، فالكنيسة ليست قوالب جامدة، مشيرا إلى أنها تسير على نهج المسيح من حيث قبول التنوع، حيث تقبل المنبوذين والمثقفين والخطاة والأبرار دون التعامل مع فئة معينة بل مع كل النوعيات.

«في كل كنائس العالم لنا أشخاص وأحباء وأصدقاء وليس لنا أعداء قلبنا متسع للجميع»، هكذا يتعامل بابا الكنيسة القبطية مع الطوائف الآخري، ومن منطلق أن المسيحية لا تعترف بالجغرافيا، ولا تعرف لغة بعينها أو شعب معين، فالكنيسة الأرثوذكسية كما يقول البابا تواضروس «ليست مسئولة عن أخطاء الآخرين.. وليست ديانة لكنائس العالم».

يعترف البابا تواضروس، أن الكنيسة لديها بعض الأمراض منها الإسراف في التكرار، والفقر في الإبداع، لكنها تهتم بالبعد الرعوي، فهو أولى في كل القرارات.

لا تعترف الكنيسة القبطية، وفق «البابا تواضروس»، بمفهوم الترقية، موضحا أن الترقية في الكنيسة لأسفل وليست لأعلى، بمعنى أن الترقية الحقيقية تكمن في حياة الاتضاع وحياة غسل الأرجل.

ويرى البابا تواضروس أن جذور الكنيسة القبطية العميقة والعديدة جعلتها فيما بعد جامعة ورسولية، فالجذور كما يرويها البابا الأول منها يرجع إلى العهد القديم، متمثل في نبوءة النبي (أشعياء 19: 19) «فِي ذلِكَ الْيَوْمِ يَكُونُ مَذْبَحٌ لِلرَّبِّ فِي وَسَطِ أَرْضِ مِصْرَ، وَعَمُودٌ لِلرَّبِّ عِنْدَ تُخْمِهَا»، فمصر ذكرت مرات عديدة ومبكرا جدا في العقد القديم، ويرى البابا أن المذبح يشير إلى الإيمان المسيحي الذي جاء إلى وسط مصر، وعمود للرب كمنارة لنشر هذا الإيمان.

البابا يؤكد أن هروب العائلة المقدسة إلى أرض مصر، كان له أثر عميق في ثبات الكنيسة، خاصة أن المسيح يعتبر أول لاجئ يأتى إلى مصر، كما أن المجتمع المسيحى بمصر تأسس أولا بزيارة يسوع المسيح لها، أما الجذر الثالث للكنيسة القبطية الأرثوذكسية يتمثل في قدوم مارمرقس الإنجيلى والرسول إلى مصر.
الجريدة الرسمية