رئيس التحرير
عصام كامل

خطر القرصنة يهدد مؤسسات العالم «تقرير»

القرصنة - ارشيفية
القرصنة - ارشيفية

أصبحت عمليات القرصنة في الآونة الأخيرة واقعا ملموسا، بعد أن تعرضت كبرى الكيانات والشركات في العالم لهذا الشبح المجهول، الذي يفتك بفريسته بلا هوادة، ويلجأ قراصنة الإنترنت إلى إخفاء هوية الحاسوب الذي ستجري عبره عملية الاختراق الافتراضية حتى لا يسهل تعقبهم.


وتشير الهجمات الإلكترونية الأخيرة التي استهدفت آلاف الحواسيب حول العالم بشكل غير مسبوق، إلى تحول كبير في أمن المعلومات، خاصة مع التطور الذي وصل إليه القراصنة وقدرتهم على إظهار هوية الحاسوب في دولة أخرى لتضليل السلطات التي تتعقب القراصنة.

وتشكل الظاهرة مصدر قلق لشركات أمن المعلومات في دول عظمى مثل الولايات المتحدة الأيريكية والصين، وكذلك أوروبا.

ويمارس القراصنة نوع من الإرهاب الذي يضرب العالم في مقتل ومنطقة الشرق الأوسط بالأخص كونها منطقة مشتعلة ومنشغلة بالصراعات الداخلية ما يسهل استقطابها.

اختراق الوكالة القطرية
وشهدت الآونة الأخيرة عددا من الاختراقات أبرزها "عملية اختراق" وكالة الأنباء القطرية، ويفترض الأمريكيون أن مصدر هذا الاختراق يعود إلى قراصنة روس هم من "وضعوا تقارير إخبارية مفبركة"، ساهمت في الأزمة التي تطورت بين قطر وبلدان أخرى إلى قطع العلاقات، حسب ما علمته CNN من مسؤولين أمريكيين، اطلعوا على التحقيق.

مخاوف أمريكية
هذا التورط المفترض لقراصنة روس يزيد مخاوف الاستخبارات الأمريكية ووكالات إنقاذ القانون من أن تستمر روسيا في محاولة القيام بهجمات رقمية على حلفاء الولايات المتحدة، شبيهة بالهجمات التي استخدمت خلال الانتخابات الأمريكية الأخيرة.

ويرى مسئولون أمريكيون أن هناك أهدافا روسية وراء البحث عن التصدع بين الولايات المتحدة وحلفائها، إذ يشتبهون في قيام مجموعة من نشطاء الإنترنت الروس، عبر استخدام أخبار مفبركة، بمحاولة التشويش على الانتخابات في فرنسا وألمانيا ودول أخرى.

وكانت تقارير منسوبة لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني قد نُشرت في وكالة الأنباء القطرية مؤخرًا، قبل أن تخرج الدوحة لتنفي هذه التصريحات، متحدثة عن اختراق وكالة أنبائها، دون أن يساعد ذلك في تهدئة الأوضاع التي تطورت إلى إعلان عدة عدول قطع علاقاتها مع الدوحة.

حيل القراصنة

ينتحل القراصنة العديد من الحيل لتنفيذ مهامهم ومنها اانتحال صفة بريد إلكتروني لشركة معينة، ثم ترسل "إيميلات" إلى عملاء الشركة أو موظفيها من أجل تحديث الحسابات والأرقام السرية. قد لا يتنبه الكثيرون ويصدقون الرسالة وينفذون ما تريده بالضبط ويرسلون البيانات المطلوبة، وتكون النتيجة خسارة البريد وربما أموال ومعلومات حساسة.

لكن هذا ليس الأسلوب الوحيد الذي يتبعه القراصنة في تنفيذ هجماتهم، إذ يطورون باستمرار أدواتهم كما تطور دوائر أمن الشبكات الحكومية والخاصة أدواتها.

الجدار الناري
ولكل شركة أو مؤسسة شبكة إلكترونية للحماية تعرف بـ "الجدار الناري"، الذي يتحكم بدخول المعلومات الواردة والخارجة، وإذا ما استطاع القرصان تحديد ثغرة في هذا الجدار، يكون مثل اللص الذي يدخل بيتا فيسرق كل الملفات في الحاسوب ويولي هاربا.
الجريدة الرسمية