رئيس التحرير
عصام كامل

«لوبي اللعب القذر».. الجماعة تنفق 4.8 ملايين دولار على تحسين صورتها في الإعلام الأمريكي والتقرب من «ترامب».. و«الشافعي» يتولى مهمة «تظبيط الاستراتيجيات».. ورجال

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

لا تمل جماعة الإخوان المسلمين، المصنفة إرهابية، وأذرعها المنتشرة في الولايات المتحدة الأمريكية، من البحث عن طرق لنفى الاتهامات التي تلاحقها منذ عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي، والبحث عن طرق سريعة لـ”تنظيف سمعتها”، مهما كلفها ذلك من جهود وأموال طائلة.


بين السطور عند الإخوان دائمًا ما يمكن أن يقال، الأمر الذي دعاها إلى تشكيل أكثر من جماعة ضغط “لوبي” في أمريكا، خاصة منذ فوز الرئيس دونالد ترامب، الذي جاء إلى البيت الأبيض وفى جعبته برنامج زمنى لتصنيف الجماعة ووضعها على قوائم الإرهاب، وهو ما نجحت فيه حتى الآن وليس ذلك فقط، بل مدت مخالبها بمساعدة بعض الجمعيات الحقوقية الأمريكية المدعومة قطريا، وبعض الصقور المقربة من البيت الأبيض للتدخل وتعليق المعونة لمصر، الأمر الذي يطرح السؤال: ما سبب قوة الإخوان في أمريكا؟

تشكيل للوبي
لم يمر تصريح السيناتور تيد كروز عن الجماعة في نوفمبر 2015، مرور الكرام، فبمجرد إعلان مشروع قانون يهدف لوضع الإخوان على قوائم الإرهاب، والتصريحات التصعيدية لإدارة ترامب التي واكبت ذلك، حتى سارعت الجماعة إلى تشكيل لوبى حديدي، لإدارة وإطلاق الحملات الإعلامية والاستعانة بجماعات الضغط والمكاتب القانونية المتخصصة التي توظف كبار السياسيين العاملين في المجال، لإحداث تغييرات جذرية تجاه القرارات السياسية التي يمكن أن تفجر الجماعة نهائيا.

تلا ذلك شراء صفحات بكبريات الصحف الأمريكية، وكذا استقطاب كبار الصحفيين والإعلاميين لخلق رأي عام مناهض لقرارات ترامب المتوقعة، فضلا عن تحسين صورتها في الغرب، لا سيما في الولايات المتحدة، ولم تقف الجماعة عند هذا الحد، لكنها أقدمت على تدشين معاهد الدراسات والبحوث الإستراتيجية وهى إحدى أدوات تشكيل الرأى العام العالمى حاليًا.

معاهد الجماعة
وتدور في فلك الإخوان مجموعة من المعاهد الإقليمية التابعة لبعض القوى الدولية المناصرة للجماعة، جميعها تعمل على صناعة صورة ذهنية إيجابية للإخوان، وكانت الدراسة التي أصدرها المعهد المصرى للدراسات السياسية والاستراتيجية التابع لجماعة الإخوان، الذي يديره ويشرف عليه من تركيا القيادى الإخوانى عمرو دراج حديث الصحف الأمريكية، ضربة استباقية لمزاعم إدارة ترامب الرامية إلى تصنيف الإخوان «جماعة إرهابية».

بجانب معاهد الدراسات وتجنيد كل الرموز المؤثرة داخل أمريكا، تمتلك الجماعة مجموعة من القيادات القادرة على فهم طبيعة العقلية الأمريكية، يأتى في مقدمتهم القيادى بدر الشافعى، الذي يشارك في المعهد التابع للإخوان، وهو صاحب الدراسة التي تم إصدارها تحت عنوان «سياسات ترامب بين السيسي والإخوان»، وتضمنت توصيات المتخصصين للإخوان أنفسهم في كيفيات التعامل مع أمريكا والحلول الكافية لمنع تصنيف الجماعة «إرهابية».

صفقة 4.8 ملايين دولار
كما سارعت الإخوان إلى توقيع عقد مع شركة أمريكية، قالت الصحف الأمريكية إنها كلفت خزينة الجماعة نحو 4.8 ملايين دولار، في سبيل مساعيها التي تهدف إلى إقامة علاقات قوية ووثيقة مع مسئولى إدارة ترامب، إضافة إلى تحسين صورتها بوسائل الإعلام الأمريكية، وتمكين قيادات الجماعة من تنظيم اجتماعات بشكل دائم مع المقربين من “ترامب”، وتقديم وثائق تثبت سوء الخصومة السياسية لها مع الحكومة المصرية، وهو ما يمكن قيادتها من الانتشار بحرية في كل مراكز صنع القرار، وإقامة علاقات مميزة مع وسائل الإعلام الأمريكية، ما يوفر لها منابر تمكنها من رد الهجوم الإعلامي المصرى والإقليمي عليها.

بجانب الرؤى المتطورة التي تتبعها الإخوان، هناك بعض الشخصيات التي تحدث ضجيجًا دون تأثير في دوائر صنع القرار مثل الإعلامية آيات العرابي، الحاصلة على الجنسية الأمريكية، التي تحاول الادعاء بالوصول إلى مراكز صنع القرار داخل البيت الأبيض، لكنها حتى الآن ليس لها دور واضح، ولا تستطيع التحرك بمفردها أو حتى ضمن صفوف الإخوان، بينما يساند ويشرف على عمل اللوبى الأمريكى «مكتب لندن» صانع ومهندس العلاقات مع أوروبا والغرب بأكمله.

مساعدة أوباما
ورغم وجود قيادات لها باع كبير مثل إبراهيم منير، إلا أن المشرف على تراتيب النفوذ الإخواني بأمريكا من داخل عاصمة الضباب هو القيادي محمد سودان، الذي تربطه علاقات وثيقة بإدارة باراك أوباما، الرئيس السابق للولايات المتحدة الأمريكية، أحد أشد المناصرين للجماعة، وهناك دلائل قوية على مساعدة أوباما في توقيع عقد الشركة الأمريكية مع الجماعة.

مخربون مصريون
ولأن العلاقات الثنائية بين الدول لا تتغير من لا شيء، يسعى بجد اللاعبون فيها لتخريبها بالتركيز على ما تدعى الولايات المتحدة الالتزام به (الديموقراطية واحترام حقوق الإنسان)، مثلما فعلت الناشطة المصرية الأمريكية “آية حجازي” - بعد الإفراج عنها بتهمة استغلال أطفال الشوارع- بمقال لها نُشر على صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية قبل يوم من تجميد المساعدات لمصر، حيث زعمت أنه تم سجنها بسبب دفاعها عن حقوق الإنسان، وإجبارها وزوجها على اتهام بعضهما البعض بالجاسوسية.

وفي نهاية مقالها التحريضي ضد مصر، طالبت “آية” الولايات المتحدة المساعدة بعدة طرق منها عدم تقديم واشنطن مساعدات ودعم لحقوق الإنسان إلى الحكومة المصرية، إلا عندما يحترم النظام حقوق الإنسان ولا يقمعها، واستتخدام نفوذها للنهوض بحقوق الإنسان في اللقاءات العلنية أو الخاصة، كما فعلت في قضيتها، مدعيةً أن أحلام العديد من الشباب المصريين في خطر.

أبناء القيادات
ومن أبرز اللاعبين أيضًا في العلاقات “المصرية – الأمريكية” نجل القيادى بجماعة الإخوان الإرهابية “محمد صلاح سلطان” والذي غادر إلى واشنطن هو الآخر فور الإفراج عنه، ودخل البيت الأبيض يوم 17 يناير الماضي، وأخذ يدافع باستماتة عن “حجازي”، ويداوم على المشاركة في مؤتمرات تجمع المسلمين بالولايات المتحدة والظهور في الشبكات الأمريكية مثل “إن بى سي” لمهاجمة مصر.

وسبقت “داليا مجاهد” ابنة القيادى في الجماعة الإرهابية، مستشارة الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما في المجلس الاستشارى للأديان كل هؤلاء باللعب على وتر حقوق الإنسان للتحريض ضد مصر في البيت الأبيض بالادعاء عام 2014 أن الشرطة المصرية تتعامل بعنف والتهديد باندلاع ثورة دموية بعد انهيار حكم الإخوان.

سامح عيد القيادى السابق بجماعة الإخوان، يرى أن لوبى الجماعة في الخارج مسئول بدرجة عن تجميد وتخفيض المعونة، ولكنه لا يمكن أن يكون محركا لقرارات الإدارة الأمريكية مهما امتلك من أدوات القوة بحسب رأيه.

ويؤكد عيد في تصريح خاص لـ«فيتو» أن مؤسسات صنع القرار في الولايات المتحدة ليست هينة، حتى يتم استمالتها من الجماعة بما يضمن توجيه قرار أكبر دولة في العالم لصالحها، لافتا إلى أن قانون الجمعيات الأخير، ضمن أهم الملاحظات الغربية على الملف الحقوقى المصري، وليست كل الملاحظات على مصر متعلقة بالإخوان.

"نقلا عن العدد الورقي"..
الجريدة الرسمية