رئيس التحرير
عصام كامل

شومان: الأزهر لا يملك عصا سحرية لتصحيح ما تراكم في عقول الناس

الدكتور عباس شومان،
الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الشريف

قال الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الشريف: إن ما يواجهه العالم اليوم من تحديات، وما يوصم به الإسلام من تهم وافتراءات، نتيجة ما يرتكبه بعض المنتمين إليه، من جرائم لا يقرها دين صحيح، ولا يقبلها عقل سليم، ولا تستسيغها فطرة سوية.


فضلًا عما يروج له بعض أصحاب المصالح والأهواء- مسلمين وغيرهم- من ادعاءات أثارت كثيرًا من الفتن، التي هددت أمن المجتمعات، وزعزعت استقرارها، وجعلت الناس يتخبطون في ظلمات كقطع الليل المظلم؛ كل ذلك جعل حديث الناس اليوم لا ينفك حول دور الأزهر الشريف في تجديد الخطاب الديني، باعتباره المرجعية الإسلامية المعتبرة محليًا وعالميًا.

وأضاف «شومان»، خلال كلمته في مؤتمر «دور المؤسسات الدينية الرسمية في تعزيز السلام وثقافة الحوار» الذي يعقد حاليًا في دولة لبنان: إن هذا الموضوع بات هو الشغل الشاغل للمتخصصين وغير المتخصصين على حد سواء، فلا تكاد تخلو وسيلة إعلامية أو صحفية أو مجلس من المجالس من الحديث في هذا الأمر، دون إدراك لماهية التجديد ووسائله، ودون وعي بأدوات المجدد ومؤهلاته، ودون معرفة بالثابت الذي لا يقبل التجديد والتغيير، الذي هو محل التجديد ومحوره، وهو كثير جدًا، إذا ما قورن بالثابت الذي لا يقبل التجديد في شريعتنا الإسلامية.

وأشار إلى أن أكثر الناس يظن أن أمر تجديد الخطاب الديني هذا، يمكن أن يتم بين عشية وضحاها، أو بضغطة زر، وكأن الأزهر الشريف يملك عصا سحرية؛ لتغيير ما علق في أذهان الناس وتراكم في عقولهم، على مدار عقود من الزمان، أريد للأزهر فيها أن يتقوقع، وسمح لغيره من المتشددين وأصحاب المصالح الحزبية الضيقة، ممن نجني أشواك ما غرسوه في عقول الناس اليوم- أن يشاركوه المنابر وساحات الدعوة، بل أفسح لهم المجال إفساحًا، لمصالح محدودة أو اعتبارات وقتية.

أكد أن الحقيقة التي لا مراء فيها أن الأزهر الشريف يؤمن إيمانًا لا لبس فيه ولا غموض بمسألة التجديد في الفكر الإسلامي، مراعاة للزمان والمكان وأحوال الناس، وما يستجد في حياتهم، ولا عجب في ذلك؛ فقد استمرت مسيرة التجديد في الفكر الإسلامي، ابتداء من عصر النبوة، مرورًا بزمن الصحابة والتابعين وتابعيهم إلى العصر الحديث، وتستمر هذه المسيرة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها؛ فهذه سنة الله في الكون، وهي قاعدة مسلمة في نصوص صريحة، وحقيقة تاريخية ثابتة، وضرورة تقتضيها مستجدات العصر، وهو ما جعل الإسلام الدين الصالح لكل زمان ومكان.
الجريدة الرسمية