«زي النهاردة».. فكري أباظة يكتب: مصيفي المتواضع في كفر أبو شحاتة
في مثل هذا اليوم من عام 1956، كتب فكري أباظة مقالًا في مجلة المصور قال فيه: "أول مصيف عرفناه عندما تفتحت أعيننا على الدنيا هو قريتنا «كفر أبو شحاتة »، وما أجحدنا! وما أفدح نكراننا للجميل!".
وأضاف أن القرية، كفر أبو شحاتة، مسقط الرأس، ومورد العيش، والملجأ الأخير عند الاعتزال، كانت فيما مضى مصيفنا الأوحد، لم نكن نعرف الإسكندرية ولا رأس البر، ولا مرسى مطروح ولا نيس ولا باريس ولا إسكتلندا ولا كاليفورنيا، لكن الجحود والنكران يفدان عندما تفد الفلوس إلى الجيوب فيتعالى المتواضعون، ويصعد الهابطون، ونجحد القرية ولا نزورها إلا مرات، ولا نصطاف فيها ولو في العمر مرة، وهأنذا أتذكر الحدائق والحقول والخليج الجميل وبحر موسى الجميل في كفر أبو شحاتة.. ما أسعدها أعواما! وما أحنها ليالي وأياما!".
وتابع: "كان دارنا في كفر أبو شحاتة مركزًا اجتماعيًا في أيام الصيف، يداوى فيها المرضى من القرويين المساكين، تسعفهم بالدواء وتقيم لعرسانهم وعرائسهم فيها الأفراح والليالي الملاح، وتوزع منها على أطفالهم الملابس والهدايا، وقد ذهب كل هذا وولى وراح.. فوا أسفاه".
