رئيس التحرير
عصام كامل

إقامة الأفراح بـ«قلعة قايتباي» يثير الجدل.. أسامة الصياد: أمر طبيعي والحفلة بـ25 ألف جنيه.. إدارة منطقة آثار الإسكندرية تنفي وجود آثار سلبية.. وسيد حميدة: ليست مهيئة لهذه الأغراض

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

حفلات أفراح وأصوات صاخبة، وضجة وعبث هذا مصير الآثار المصرية في الوقت الراهن، في ظل حماية وزارة الآثار لهذ الأمر، بل وتدرس تعميم التجربة، على باقي الأماكن الأثرية، حيث شهدت قلعة قايتباي الأثرية بالإسكندرية، لأول مرة في تاريخها، إقامة حفل زفاف لعروسين، علما بأن العروس هي إحدى موظفات وزارة الآثار، وهي التي تقدمت بمقترح تخصيص ساحة القلعة الداخلية لإقامة الحفلات وعرضت فكرتها على الوزارة حتى وافقت.


هذا الحدث تسبب في جدل واسع بين المواطنين، حيث اعترض البعض على تحويل أثر هام إلى قاعة أفراح تقلل من قيمته التاريخية، فيما وصفه القائمون على إدارة القلعة بأنها فكرة لدعم عملية تنشيط السياحة الداخلية من خلال إقامة الأنشطة الاجتماعية مع الحفاظ على الأثر.

أمر طبيعي

وفي هذا السياق قال أسامة الصياد، مدير عام قلعة قايتباي بالإسكندرية: إن إقامة حفلات الأفراح في القلعة أمر طبيعي، وعادي جدا، وشهدت العديد من حفلات الأوبرا قبل الثورة، موضحًا أن وزير الآثار السابق الدكتور ممدوح الدماطي، هو صاحب قرار إقامة الأفراح الشعبية في صحن القلعة، والقرار صادر من عام مضى، مؤكدًا أن الشروط الأمنية تم اتباعها للحفاظ على الآثار خلال حفلات الأفراح.


وأضاف في مداخلة هاتفية لبرنامج «العاشرة مساء»، تقديم الإعلامي وائل الإبراشي، المذاع على فضائية «دريم»، أن حفلات الأفراح التي تقام في القلعة لزيادة مواردها، مؤكدًا أن الحفل يبدأ في الساعة الثامنة مساء وينتهي في الساعة الثانية عشرة صباحا، وتصل تكلفته لـ 25 ألف جنيه.

قانوني

ومن ناحيته أكد رئيس قطاع الآثار الإسلامية السيد حلمي، أن إقامة الأفراح وعقود القران داخل الأماكن الأثرية، شيء قانوني، ولابد له من موافقة وزير الآثار أو الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، كما يتم توقيع صاحب الطلب على إقرار بالالتزام بعدم السماح بدخول الخمور للحفل، أو الشيشية، أو أي مواقد للغاز، وإحضار مغنيين، أو راقصات، أو ألعاب نارية، والمحافظة على قدسية المكان، مشيرًا إلى أن الآثار تدرس تعميم تجربة "قايتباي للأفراح" على جميع المناطق الأثرية المفتوحة في مصر

تأثير الحفلات

وعن إمكانية تأثير حفلات الأفراح على الأثر، نفت إدارة منطقة آثار الإسكندرية وجود أي تأثير سلبي لإقامة حفلات زفاف داخل قلعة قايتباي.

عدم احترام قدسية الأثر

بينما يقول سيد حميدة أستاذ علم الترميم بكلية الآثار جامعة القاهرة: إن هذا الأمر يعد إهانة للأثر، حيث إنه يتم التعامل مع الأثر بشكل غير لائق، فالأثر له مواصفاته الخاصة التي يجب التعامل معها بحذر، في إشارة إلى أن تأثير حفلات الأفراح على المكان الأثري تتحدد على حسب عدد الأفراد، وهل المكان المخصص يتحمل هذا الحمل أم لا؟.

وأشار أستاذ علم الترميم بكلية الآثار جامعة القاهرة إلى أن الآثار المصرية ليست مهيئة لهذ الكم من الأحمال، كما أن للأثر قدسيته لابد من احترامها، واستخدامه يجب أن يكون كما يتوافق مع طبيعته، مشيرًا إلى أنه لا يتم اختبار السلوك البشري قبل تجهيز الحفلات للأفراح، والتي ربما تسئ للتعامل مع الأثر، فمن المحتمل تكسير أشياء ثمينة لا تقدر بثمن ولا يمكن ترميمها.


الجريدة الرسمية