تنوعت أشكال التعبير بلغة الجسد لدى السائق ما بين الزغد والخبط والرزع والطبطبة على الكتف، التي لولا الملامة والخوف من كلام الناس لكانت سطورا في محضر رسمي بقسم بولاق أبوالعلا..
لا أعرف لماذا كنت مفتونا بأغنية «داري العيون داريها»، ففي هذا السن الصغير كنت أحفظها عن ظهر قلب ويمكنني تسميعها، كما يسمع العيل فينا جدول الضرب على نفس واحد..
حامد، شيخ القرية، تخطى الخمسين بسنوات خمس، بشرته نحاسية، تحسبه من بعيد أسمر، وحين تقترب منه، يتبين لك بياض وجهه الغارق في حمرة نحاسية، سمين، في غير ترهل، ممشوق. نظرته حادة، لم يضبط يوما وهو يتبسم..
بنات لبنان فاتنات يتألقن كنجمات لامعات في ليل حالك فيخطفن الأنظار أينما كن، فهن على الدوام ساحرات يهتممن بجمالهن وأناقتهن، وهو ما يجعلهن حلما لكل شاب عربي..
الأمهات ساحرات، يجدن إخفاء الألم بين طيات الهواء، يقطبن جروح القلوب بلا خيوط، يرسمن البسمة على الوجوه المتعبة بلا فرشاة ولا ألوان، يجففن بحيرات الحزن بلا شمس..
توقعت أن ينطلق السائق في طريقه لينقلنا من الطوابق فيصل إلى التحرير عبر الدائري ثم المحور.. وبينما نحن نستعد للم الأجرة، نادى أحد الواقفين في الشارع: «ياسطى الجردل ع الأرض»..
في الواقع اللي كله قواقع وفي الحقيقة الواضحة كبقعة زيت على جلابية بيضا ألبسها كل ثلاثاء من أجل صلاة الجمعة، فإن الست أم أحمد سوابق، حيث سبق لها وأن تهربت من تسديد قرض بثلاثة آلاف جنيه..
تكمن فلسفة السؤال في أنه كاشف بدرجة كبيرة لمكنونات شخصيتك، فمسألة أن يكون بإمكانك الاختيار منذ الطفولة ترسخ فكرة أعظم وهي أنك في حياتك ستتعرض للكثير من المواقف التي يجب عليك أن تختار فيها بين أمرين..
الحب شعور مراوغ، فقد تعتقد أنك تحب فلانا ثم تكتشف بعد سنوات أن الأمر لم يكن حبا، ربما كان مجرد إعجاب أو احتياج واعتياد. تمييز الكراهية سهل كتمييز المرأة للون الأحمر على شفتي صديقتها..
ربما تقرأ أنت هذه السطور وتظنها جزءا من عمل أدبي، غير أنك ذات صباح ستدرك أنني كنت صدقا أكتب عن نفسي، حين تفتح عينيك على خبر صغير في إحدى الزوايا يقول: انتحار رجل في ظروف غامضة..
تحول فيودور ميخايلوفيتش دوستويفسكي من أحد أعظم كتاب الرواية والقصة القصيرة في روسيا والعالم كله إلى بائع حكم مواعظ بالتجزئة.. يعني قطاعي مش حتى جملة..
في الحب الصادق المتبادل يلعب الطرفان دورين في آن واحد، فهو يحتويها وهي تحتويه في اللحظة ذاتها، ليصبح كل منهما محتوي ومحتوى بالنسبة للآخر..
مفيهوش عيب.. تعني أنه شخص مناسب، ومناسب قد تكون ملائمة لاختيار شريك في مشروع أو تجارة ما، اختيار دكتور يعالجنا، سباك، نجار، كهربائي.. لكن في الحب ليس هناك ما يسمى مناسب..
اقتربت سفينة إنقاذ، فهرعوا إليها، ما عدا هو.. ظل يقاوم ويسبح حتى وصل إلى قارب خشبي قديم. هم ذهبوا داخل السفينة إلى الشاطيء، وبقي هو على القارب بلا مجداف..
يمكنك أن تسافر إلى آخر الدنيا في لمح البشر أو أن تجعل الشخصيات تطير في الهواء بغير جناحين.. أنت وحدك السيد تُسير القصة كيفما تشاء إلى النهاية التي تريدها أو يمكنك أن تبقيها ممتدة إلى أن يفنى الكون.