أتذكر تلك الليلة التي التقيت فيها الحاج برهان، اصطحبني في جولة داخل الشقة الواسعة بالبناية العتيقة التي تطل على ميدان عابدين، طفنا أرجاء المكان حيث المطبخ الواسع ثم أربع غرف..
بدأت قصة حب غريبة بين الفيل العملاق والنملة الصغيرة. رغم الفوارق الكبيرة بين حجمهما وطبيعتهما، إلا أنهما كانا يكملان بعضهما البعض بشكل مثالي. كان فيلمون يحمي نملينا من المفترسات ويساعدها في جمع العسل..
كان الصغار يتسلون بالفرجة على ما يقدم في التلفزيون من برامج ومسلسلات وأفلام.. لكنه كان تلفزيون قديم بشاشة صغيرة، لهذا كانت أعينهم لا تكف عن البكاء لعدم قدرتهم على رؤية الأشياء التي يحبونها..
أرى في ما يراه اليقظان أن معظم المديرين في عالمنا العربي مصابين بداء غريب، يجعلهم أشبه بمصاصي الدماء، الذين يعتاشون على امتصاص الطاقة الإيجابية لدى موظفيهم، ومنحهم طاقة سلبية بلا حدود..
في إحدى الليالي الملاح، وبعدما ارتوا سوخو من الخمر وانتهى من اللعب والزمر.. قرر أن يمنع الطعام عن البشر، ويمنحه فقط للدواجن، وذلك وفقا لرؤية طويلة تكررت في مناماته النهارية..