يعيش شباب اليوم في سماوات مفتوحة ومعلومات تتدفق عليهم بلا حساب، ووسائط اتصال فائقة التطور تغرقهم بما لذ وطاب وبما يغوي ويفسد من دعوات ومشاهد إباحية تحول بينهم وبين القدوة الحسنة..
مجتمع الأخلاق هو مجتمع سعيد؛ وتظهر روعة الأخلاق فيما اشتملت عليه من توفيق عجيب بين المطالب المختلفة للفرد من جهة؛ والجماعة من جهة أخرى..
كيف يكون التعايش آمناً بين البشر لولا وجود ضمير حي يتحلى بالرحمة والصدق.. وكيف يكون التعامل بين الناس في العمل لولا وجود فضيلة الإخلاص والأمانة ..
رأيي أن بداية الإصلاح من إعادة تنوير العقل، وشحذه بالأفكار السليمة وإطلاقه على طريق التفكير السليم للحكم على الأمور بصورة موضوعية متوازنة..
السعادة كل السعادة في مكارم الأخلاق.. فإذا ساءت الأخلاق فسدت القيم وضعفت العزائم وكثرت الجرائم.. ولا مناص والحال هكذا أن تتمسك المجتمعات بضرورة مراجعة الذات والوقوف مع النفس لتعديل الأخطاء..
فلماذا غابت عنا هذه أخلاق نبينا ولماذا غفلنا عن سيرته العطرة ولم نتأسى به في حسن المعاملة؟.. ولماذا نرى في المساجد شيئاً وفي الأسواق والمعاملات شيئاً مغايراً تماماً؟
ترسبت في النفوس عبر سنوات طويلة من الفساد والتجريف مجموعة قيم سلبية خلقية رديئة وهو ما نشهده يومياً في معاملات يسودها غش ونفاق ومراوغة وانتهازية وأنانية..
ما أحوجنا في هذه الأيام التي طال فيها البلاء وساءت فيها الأخلاق وكثرت الحروب والصراعات والأوبئة أن نستلهم أخلاق النبي الكريم؛ فقد كان قرآناً يمشي على الأرض..
سيرى من يخطب فينا كل يوم أن الأمر بيده وأن الجنة بين كفيه وأن النار بإشارة منه.. سيرى أن القابضين على الأمر إنما تصوروا أنهم منزلون من السماء وأنهم منزهون عن الخطأ..
استعارة بعض المشاهد في الأفلام القديمة أو ترديد بعض الأقوال المأثورة لن يؤثر بعمق في النسق الاخلاقى للمجتمع الذى نريد إعادة صياغته مجددا ليقوم على مجموعة القيم الإيجابية..
جوهر الإصلاح ينبغي أن يبدأ بإصلاح النفس والوجدان والأخلاق وتربية صحيحة للضمير.. فإنما الأمم الأخلاق ما بقيت, ولا خير في علم يخلو صاحبه من مكارم الخلق..
مافيش حاجه بتفضل على حالها.. كل شئ يتبدل.. حتى الأخلاق والأذواق ورائحة الأطعمة لم تعد كما كانت والسبب غير معروف.. وسيظل غير معروف طالما ظل كل منا يرى أنه على صواب وباقى خلق الله مش عايزين يسيبوه فى حاله. مناخوليا اجتماعية أخلاقية رياضية فنية إعلامية سوشيلية فيسبوكية تويترية يوتيوبية تتجسد أكثر ما
فى دمنهور مثلا, مدينتى الإقليمية , أعرف أحد المتنطعين الذين لا يجد فرصة للخروج من عباءة الدين إلا وإعتنقها, ويجاهر بكل بذاءة يمكن إقترافها حتى يجد الثناء من غير المؤمنين بالأديان..
ألسنا كلنا مطالبين بغرس التسامح في نفوس صغارنا في البيت والمدرسة والجامعة ودور العبادة والأندية وغيرها من التجمعات والمؤسسات المعنية بصناعة الفكر والضمير والوجدان؟!
تعلمنا ان الرياضة تدفع إلى السمو وتعلم الذوق الرفيع ويكفى الجملة الشهيرة التي يقولها المنتصر أقصد الفائز للمغلوب وليس المهزوم: هارد لك ويقول المغلوب للفائز: مبروك وجود لك.