رئيس التحرير
عصام كامل

حزن زوجة سجين من متظاهري 25 أبريل يدفعها للتفكير في الانتحار

متظاهرو 25 أبريل
متظاهرو 25 أبريل - صورة ارشيفية

لم تكن تدرك هدير محمد تدرك أن أحلامها وزوجها محمود سامي ستنهار بمجرد سماعها قرار المحكمة بالحكم عليه بالسجن 5 سنوات، وغرامة 100 ألف جنيه، لخروجه للتظاهر، رافضًا اتفاقية تعيين الحدود بين مصر والسعودية، وضم جزيرتي تيران وصنافير للسعودية، ما دفعها للتفكير في الانتحار لفراقها لزوجها.


ولم تتمالك هدير نفسها وبدت مشاعرها غير المصدقة أن زوجها محمود سامي، الذي تكن له كل مشاعر الحب، دخل السجن، وفارقها لمدة 5 سنوات، وظهرت مشاعرها المختلطة بالحزن، الذي خيم على تدوينتها على صفحتها الرسمية بـ"فيس بوك".

وقالت هير: "كنت عارفة إن ده مش هيستمر، كنت عارفة إن القصة مش هتكمل.. محدش بياخد كل حاجة، يمكن ده مكانش نصيبي من الأول، يمكن عشان أنا مستحقش حد بالنقاء والطيبة والرقة دي ولا حب أسطوري شبه الأفلام، يمكن أنا خلصت في الست سنين اللي فاتوا كل نصيبي في الدنيا من السعادة وعشان كده هقضي الباقي في قهر وظلم..".

استطردت هدير تسرد مشاعرها تجاه زوجها الذي فارقها بدخوله السجن فقالت: "كنت كل يوم بسأل نفسي أنا عملت إيه كويس في حياتي عشان هو بالذات يبقى رزقي، دلوقتي بستغرب أنا أجرمت في إيه عشان أتحرم منه بكل القسوة والبشاعة دي".

وأضافت هدير:"مصيبتي إني بدور في فلكة حرفيًا، هو اللي كان فاضلي من الأحلام القديمة اللي بقت رماد، عمري ما فرحت قبل حبه، عمري ما خططت ولا حلمت ولا اتمنيت حاجة قبله، هو صاحبي، هو أهلي، محدش طبطب عليا قبله ولا حد سندني في حياتي غيره".

وتابعت: "أنا عملت كل حاجة عشان نبقى مع بعض.. وقفت قدام كل الناس وهزمت كل الظروف، وفي لحظة لقيت11 سنة من عمري في الأرض".

وحكت هدير: "أنا مش حاسة بأي ذنب أو تقصير، أنا عملت كل حاجة عشان أقتل شبح البعد، اتحايلت عليه نسافر، حذرته إني مش هسامحه لو بعد عني، عيطت واترجيت وزعقت وهددت وخطفته بالعربية في الشارع وحطيتله المنوم في العصير، وحلفتله إن الناس دي تستحق اختيارها ده، بس في الآخر النداهة انتصرت ووقفت تتشفى وتضحك على مشهد النهاية والناس اللي نزل عشانهم بينتقموا منه وبيسلموه لقدره".

وعن خوفها من تحول زوجها داخل السجن قالت: "الأسئلة كتير: ليه تديهولي لو هتاخده مني وتحسرني؟ هعمل إيه لما استناه ويطلعلي واحد تاني وأنا واحدة تانية ومش عارفين بعض؟ ليه بعد ما وصلت ليقين كامل إنه مفيش فايدة وقررت أركز في شغلي وأخطط لحياتي ولتكوين أسرة، أتاخد بالغصب للطريق اللي هربت منه وألاقيني بتحمل نتيجة اختيار مش بتاعي؟".

وعن تحملها لفترة السجن ورغبتها في الانتحار قالت هدير:"أجيب صبر منين لكل الوقت ده؟ وبعدهم هل هنقدر نستأنف أحلام اتهجرت سنين؟ هنخلف؟ هيلاقي شغل؟ هنهاجر؟ ليه محمد ناجي معاه جوه مش بره بيطبطب عليا في أكتر وقت أنا محتاجاه فيه؟ إيه الهدف من حياتي أصلًا؟ وليه أنا ماعنديش الشجاعة أنهيها؟ إزاي أنزل كل يوم الصبح أروح شغلي وأحافظ على اللي باقيلي وأنا مفيش فيا روح؟ إنت سايبني هنا ليه يارب؟!".

يذكر أن الدائرة (21 إرهاب) قضت، أمس السبت، بالسجن 5 سنوات وغرامة 100 ألف جنيه على 111 شابًا متهمًا بالتظاهر في 25 أبريل الماضي في محضري الدقي والعجوزة، اعتراضًا على اتفاقية تعيين الحدود بين مصر والسعودية، وضم جزيرتي تيران وصنافير للسعودية، ومن المحكوم عليهم محمود سامي زوج هدير محمد.
الجريدة الرسمية