رئيس التحرير
عصام كامل

جمع بين الإنشاد والقرآن والغناء.. قصة أول شيخ أزهري يمثل في السينما المصرية

الشيخ محمد الفيومي
الشيخ محمد الفيومي
تحل اليوم الخميس، ذكرى رحيل علم من أعلام الابتهال والإنشاد الديني في مصر، وهو الشيخ محمد الفيومي الذي ولد 25 مارس 1905 بمحافظة القاهرة في حي الجمالية وكان والده عالما كبيرا بالأزهر الشريف وأيضا كان يعمل مصححاً للغة العربية بالأزهر .





كان الشيخ المبتهل محمد الفيومي من الداعين إلى حب الوطن والتسامح والمحبة بين الناس، وهو ما جعل له رصيدا وافرا من المحبة في قلوب المصريين، وعلى الرغم من النشأة الدينية الأزهرية إلا أن ذلك لم يمنعه من المشاركة بالابتهالات والتواشيح الدينية في السينما المصرية.

فيلم عزيزة 
شارك "الفيومي"  في السينما المصرية في عصرها الذهبي واستعان به المخرجون الكبار في تصويره وهو يؤدي الإنشاد الديني مع بطانته الكبيرة والتي تشاركه وتردد وراءه إنشاده الديني بصوته وأدائه الجميل.

واشترك الشيخ والمبتهل والمنشد محمد الفيومي في فيلم (عزيزة) إنتاج 1954 بطولة فريد شوقي ونعيمة عاكف وعماد حمدي وسعيد أبو بكر وشكري سرحان ومنير الفنجري وزينات صدقي وطوسون معتمد ومحمد قنديل وزينب صدقي وإخراج حسين فوزي وقد عرض هذا الفيلم علي شاشة السينما المصرية يوم 1 نوفمبر 1954م


رصيف نمرة خمسة 
كما شارك الشيخ محمد الفيومي بالإنشاد والتواشيح الدينية  في فيلم (رصيف نمرة خمسة) إنتاج 1956 م بطولة الفنان فريد شوقي وهدي سلطان وزكي رستم ومحمود المليجي وفاخر فاخر والطوخي توفيق وعبد الغني النجدي ومحمد رضا وملك الجمل ونعيمه وصفي والطفل سليمان الجندي وإخراج المخرج الكبير نيازي مصطفي وعرض في علي شاشة السينما في يوم 13 فبراير 1956م ، وبذلك يصبح الشيخ محمد الفيومي أول أزهري يشارك في السينما المصرية.

دراسته في الأزهر 
التحق الشيخ  الفيومي بالأزهر وهو في سن العاشرة من عمره، وحفظ القرآن الكريم كاملا وتعلم أصول التجويد والترتيل  علي يد  الشيخ حسن الجريسى الأزهري ثم احترف قراءة القرآن الكريم في المساجد والمأتم وكان من الذين يعشقون ألحان الملحن داود حسنى فقد حفظ ألحانه وطقاطيقه وموشحاته.


يعد الشيخ "الفيومي" أول من جمع بين تجويد القرآن والإنشاد الديني والغناء. 

وفى إحدى أمسيات الإنشاد الديني التي كانت تقام كل أسبوع وفي كل شهر في بيته استمع إليه الملحن الكبير داود حسنى، ونصحه بالإنشاد الديني الذي رآه أنسب لصوته الجميل ، واستجاب الشيخ محمد الفيومي لهذه النصيحة الغالية من الملحن وسرعان ما لمع الشيخ محمد الفيومي كقارئ للقرآن الكريم ومنشد كبير للإنشاد الديني واكتسب تقدير كبار القراء والمنشدين والفنانين والناس أيضا واشتهر شهرة كبيرة.
 
 واشتهر الشيخ محمد الفيومي بالسيرة الطيبة بين الناس وكان صاحب خلق كريم، ما جعله محل حب وحفاوة لدى الجميع من الناس ، وكان بيته في القاهرة  محل تزاور من كل الناس ومن الفنانين والمبدعين والشعراء، وكان صوته الجميل ينافس كبار المنشدين والمطربين في القرن العشرين السابق وقد تربع على عرش الإنشاد والمديح الديني وأصبح من كبار المبتهلين والمنشدين بالإذاعة المصرية عام 1945

وفى عام 1970 كلف الموسيقار عبد الحليم نويرة، مؤسس فرقة الموسيقى العربية في مصر، الشيخ محمد الفيومي بالإشراف على تعليم وتحفيظ كثير من الطلاب الشباب في مصر هذا التراث  من التواشيح والإنشاد الديني وقد كان الشيخ الفيومي بجانب تبحره في علم الإنشاد والمديح الديني فقد كان علم في الأدب والشعر واللغة والثقافة والموسيقي والغناء بجانب علمه أيضا بالعلوم الدينية.

توفي الشيخ محمد الفيومي يوم 4 فبراير عام 1976  عن عمر يناهز 71 عاما .
الجريدة الرسمية