رئيس التحرير
عصام كامل

«الكتاب العرب» يخصص 19 أبريل من كل عام لمجابهة الإرهاب

 الشاعر حبيب الصايغ
الشاعر حبيب الصايغ

أعلنت الأمانة العامة للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، برئاسة الشاعر حبيب الصايغ تخصيص يوم 19 أبريل من كل عام يومًا للثقافة العربية، تنظم خلاله ندوات وأمسيات وفعاليات ثقافية مختلفة في كل اتحادات الكتاب في الوطن العربى تهدف إلى شيوع أفكار التنوير، وتبصير المواطن العربى بالجرائم الإرهابية التي ترتكبها تلك التنظيمات، وعلى رأسها تنظيم داعش.


كما أعلن الاتحاد العام تبنيه للبيان المرسل من اتحاد أدباء وكتاب العراق بشأن الجرائم التي ترتكبها الجماعات التكفيرية المتسترة وراء شعارات الدين، وهو منها بريء خلال بيان له صدر منذ قليل.

جاء فيه: "إن الثقافة العربية تواجه خلال السنوات الأخيرة تحديات كبيرة، تتمثل أبرزها في استفحال وصعود الاتجاهات التكفيرية والإرهابية والأصولية، التي تتخذ من الإسلام مظلة لتمرير مشروعاتها وخططها السياسية المتوحشة التي أساءت لصورة العرب والمسلمين أمام العالم المتحضر، ودمرت الكثير من منجزات الثقافة العربية التنويرية وهى تشيع روح التسامح والتنوير والحداثة ومفاهيم الديمقراطية وحقوق الإنسان، فضلًا عن أعمال التدمير والتخريب التي مارستها ضد المجتمعات العربية المختلفة في سوريا والعراق وليبيا ومصر وتونس والجزائر ولبنان واليمن وغيرها، مما أدى إلى تدمير البنى التحتية والثقافية والصروح التاريخية والدينية والأثرية، وإلغاء حرية التعبير والاختلاف والتفكير لصالح رؤية واحدة ظلامية تشرعن العنف والتوحش والتطرف وتعيد العالمين العربى والإسلامى إلى عصور الظلام والتخلف والعبودية.

وتابع البيان: "ولذا تلقى على كواهل الأدباء والكتاب والمفكرين والمثقفين العرب، في هذه المرحلة، مسئوليات فكرية وأخلاقية وعملية جسيمة تتمثل في مواجهة هذا الانحراف الفكرى الخطير بوصفه خرقًا في بنية العقل العربى يتطلب تفكيك أصوله الفكرية والمعرفية وإشاعة ثقافة تنويرية وإصلاحية قادرة على إنقاذ الفرد والمجتمع العربيين من السقوط في شباك هذه الأنظمة ذات العقلية الميثولوجية المتطرفة، المنافية لكل ما هو إنسانى وحضارى وعقلي، والتأسيس لثقافة التسامح والحرية والاختلاف والتنوير التي تسهم في بناء مجتمعات عربية مدنية بعيدا عن هيمنة المغالين والمتطرفين من كهـان التوحش وفقهاء الظلام".

وأضاف البيان: "عانى المجتمع العراقى كما هو معروف من جرائم التوحش والعنف التي مارستها المنظمات الإرهابية والتكفيرية مثل القاعدة وداعش وغير ذلك من المسميات الدموية، ومعروفة للعالم جرائم التوحش والإبادة والتدمير التي ارتكبها تنظيم داعش منذ احتلال الموصل وحتى اليوم، ومنها سياسة الإبادة العنصرية والقتل على الهوية والتهجير وسبي النساء والأطفال وتدمير المعالم الحضارية والأثرية والدينية والجوامع والكنائس ودور العبادة لمختلف مكونات الشعب العراقي، وربما تشير المجزرة الأخيرة التي ارتكبتها عصابات داعش في (الكرادة الشرقية) ببغداد إلى واحدة من الجرائم البشعة الجبانة التي يندى لها جبين التاريخ، فقد ذهب ضحيتها أكثر من ثلاثمائة شهيد ومائتي جريح جلّهم من الأطفال والنساء والشباب ممن جاءوا للتسوق من الأسواق التجارية لاستقبال عيد الفطر المبارك".

وقد أثارت هذه الجريمة النكراء إدانات واسعة من جميع أنحاء العالم كان آخرها الموقف الرشيد للأزهر الشريف الذي أدان هذه الهجمات الإرهابية ووصفها بأنها تتنافى مع تعاليم الإسلام وكل الأديان السماوية والمبادئ الإنسانية، وطالب الاتحاد العام لكتاب وأدباء العرب، الأدباء والكتاب والمفكرين والفنانين والإعلاميين واتحاداتهم ونقاباتهم وجمعياتهم وأسرهم وروابطهم المختلفة بإدانة هذه الجرائم المتوحشة التي ترتكبها كل يوم عصابات داعش في العراق وفى بقية البلدان العربية والإسلامية في العالم، وإبداء مواقف التضامن مع الضحايا وأسرهم، وتحمل المسئولية الثقافية والأخلاقية للنضال بلا هوادة ضد كافة مظاهر التطرف والعنف وضد كافة أشكال الشحن الطائفى والمذهبى والتكفيري، ورفض الانخراط في الدعوات المشبوهة التي تروِّج لها بعض المراكز السياسية والإعلامية لإيجاد تبريرات وذرائع سياسية وإيديولوجية تشرعن العنف والإرهاب والتكفير تحت ذرائع مختلفة.

وأشار الاتحاد إلى أنه لم يعد الصمت ممكنا، وعلى المثقف العربى أن يقول وبصوت عال: "لا للعنف، لا للتطرف، لا للإرهاب"، وأن يقف موقفًا شجاعًا ومسئولا لاجتثاث الجذور الفكرية والثقافية للعنف والإرهاب والتكفير تمهيدًا لإعادة الانسجام والتوازن داخل الحياة الثقافية العربية التي تتطلع لإعلاء قيم الحرية والديمقراطية والتسامح والحداثة وحق الاختلاف واحترام الرأي الآخر.
الجريدة الرسمية