بالمستندات.. «الأجهزة المضروبة.. كارثة جديدة في قراءة العدادات»: كهرباء مصر الوسطى تهدر مليون و٣٥٧ ألفا في الصفقة.. الكشافون يؤكدون عدم صلاحية الأجهزة للاستخدام.. ورئيس الشركة آخر من يعلم

ما زال مسلسل الإهمال يواصل حلقاته داخل أروقة شركات التوزيع التابعة لوزارة الكهرباء وسط الغياب المستمر للرقابة وتجاهل محاسبة المقصرين.

المتابع الجيد يدرك أن شركات التوزيع خلال الآونة الأخيرة باتت منبع الكثير من المشكلات، وأصبحت تمثل عائقا أمام المشاركين في تأدية الخدمات لهم، وتارة تصدر قراءات عشوائية بعدادات المشتركين، وتارة تصدر فواتير للمشتركين بأرقام مبالغ فيها.

كارثة جديدة تكشف عنها "فيتو" بالمستندات في شركة مصر الوسطى لتوزيع الكهرباء، والتي تدخل في نطاقها "بني سويف والمنيا والفيوم وأسيوط والوادي الجديد، وتتلخص الكارثة في صفقة الأجهزة المضروبة التي تستخدم في قراءة العدادات للمشتركين.

تفاصيل الصفقة
بداية القصة كانت بإصدار شركة مصر الوسطى لتوزيع الكهرباء أمر توريد أجهزة قراءات العدادات من شركة دلتا النيل للأنظمة الإلكترونية بتاريخ ١٤/ ٣/ ٢٠١٣ من خلال مناقصة عامة جلسة ٧/ ١/ ٢٠١٣.

وأعلنت الشركة في ذلك الحين طبقا للمناقصة والموضحة بالعقود، عن حاجتها لأجهزة قراءة عدادات المشتركين بنحو ٤٠٠ جهاز، وتبين من العقود، أن الصفقة بلغت تكلفتها الإجمالية نحو مليون و٣٥٧ ألف جنيه، وبلغت قيمة الجهاز الواحد ٣٣٥٩ جنيها، وكانت محددة بشروط، وتضمنت ضمان ٤ سنوات من تاريخ الاستلام منها ثلاث سنوات شاملة قطع الغيار بموجب خطاب بنكي يحتجز خلال هذه الفترة والعام الرابع غير شامل قطع غيار بموجب شهادة ضمان إضافة إلى عقد صيانة مدته ٤ سنوات.

ووفقا للعقود فإن الأجهزة التي اشترتها من شركة أمريكية المنشأ، ومن تصنيع شركة honeywell في الصين وتايوان، ويتمتع الجهاز بخاصية gps،gsm، ويستخدم في تسجيل قراءة عدادات المشتركين، ونقلها مباشرة إلى شبكة النظم والمعلومات.

الكارثة
وفجرت مصادر بالشركة مفاجأة تضمنت أنه بعد شراء هذه الأجهزة في عام ٢٠١٣، خزن مدير عام إدارة النظم والمعلومات هذه الأجهزة بمخازن التسليم بالمنيا، وتركها فترة كبيرة وصلت إلى ٤ أعوام.

وتضيف المصادر أنه بعد ترك الأجهزة لفترات طويلة بالمخازن وانتهاء فترة الضمان الـ٤ سنوات، عادت الشركة مرة أخرى، واستخدمتها لاحتياج الكشافين لها لقراءة العدادات، ومن هنا كانت المفاجأة؛ حيث تبين أن الأجهزة غير صالحة للاستخدام ولم يعد لها فائدة.

عدم صلاحية
وكشفت صور الخطابات المرسلة من موظفين وكشافين بالشركة إلى إدارة النظم والمعلومات، الكارثة والتي تحمل في طياتها أن أجهزة قراءة العدادات غير صالحة وغير قادرة على التفريغ والتحميل.

رد الشركة
وإعمالا بحق الرد أجرت "فيتو" مكالمة هاتفية مع المهندس مدحت فودة رئيس شركة مصر الوسطى لتوزيع الكهرباء للرد على ذلك؛ حيث أوضح أنه لا يعلم شيئا عن هذه الكارثة، مؤكدا أنه حينما يتم شراء أجهزة سواء كانت لقراءة العدادات أو حتى شراء العدادات يتم جردها من خلال الجهاز المركزي للمحاسبات، ويتم التأكد من صلاحيتها.

وأضاف أنه سيتم التحقق من هذه الكارثة فورا، مشيرا إلى أن الأجهزة في الوقت الحالي صالحة للاستخدام.