رئيس التحرير
عصام كامل

«انتحار الأطفال» تدق ناقوس الخطر.. «صبي» يشنق نفسه بالبحيرة خوفا من والده.. صعوبة الامتحان وراء إنهاء «آخر» حياته في الشرقية.. خبراء نفسيون: الهروب من العقاب أبرز الأسباب

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

يشهد المجتمع المصري ظاهرة خطيرة خلال العقد الأخير من الألفية الثالثة، تتمثل في ارتفاع معدلات الانتحار عند الأطفال، فبات من الطبيعي أن نتابع أخبار المنتحرين عبر صفحات الحوادث يوميا، لكن الجديد والمثير للقلق أن يزحف غول الانتحار إلى عالم الطفولة وينال من أرواحهم البريئة، التي لم تثقل لتوها بأعباء اقتصادية واجتماعية عادةً ما تكون سبب قرار بالغ أن ينهي حياته بنفسه.


الخوف من عقاب الأهل

في واقعة ربما تدق ناقوس الخطر للمعنيين والأسر على حد سواء، انتشرت ظاهرة انتحار الأطفال مع اختلاف الوسائل والمسببات، حيث شهدت قرية القهوقية التابعة لمركز الرحمانية بالبحيرة، صباح اليوم الأحد، حادثا مؤسفا، إذ شنق طالب بالصف الثانى الإعدادى نفسه في مروحة السقف بعد مشاجرة مع شقيقته خشية من عقاب والدته.
تلقى اللواء علاء الدين شوقى مدير أمن البحيرة، إخطارا من العقيد محمد فرحات مأمور مركز الرحمانية، يفيد بإخطاره من الأهالي بالعثور على جثة الطالب "م. ح. ا" ( 13 سنة - طالب) بالصف الثانى الإعدادى، مقيما بقرية القهوقية دائرة المركز مشنوقًا ومعلقا بمروحة السقف.

الموت شنقًا

وفي حادث مشابه، شهدت مدينة طهطا بمحافظة بسوهاج في صيف 2015، واقعة شنق طفل في الصف الخامس الابتدائي نفسه بحبل غسيل، للتخلص من حياته، بعد تسلله إلى أعلى أسطح المنزل، خوفًا من عقاب والده له بعد تشاجره مع طفل من أبناء الجيران.

صعوبة الامتحان
وفي يوليو 2014، تخلص طالب بالصف الثاني الإعدادي، بمركز أنشاص بالشرقية من حياته شنقًا داخل غرفته؛ بسبب صعوبة الامتحان وخوفًا من معاقبة والديه، وتم التحفظ على جثته، تحت تصرف النيابة، وتبين من تحريات المباحث أن الطالب قام بشنق نفسه، لصعوبة الامتحان وخوفًا من عقاب والديه، في حالة الرسوب.

التهديدات محل الجد
وفي هذا الصدد، تقول الدكتورة إيمان جابر، رئيس قطاع الطفولة والمراهقة للصحة النفسية بمستشفى العباسية، إن كثيرا من الأطفال الذين ينتحرون يهددون بذلك مسبقا، ويجب على الأسرة أن تأخذ تهديداتهم على محل الجد، مشيرة إلى أن مرحلة المراهقة هي أكثر فترة تزيد فيها مشاعر القلق والاكتئاب، ويتسم فيها المراهقون بالاندفاع، وتنفيذ أي فكرة تخطر على بالهم، في حين يكون الوازع الديني والتفكير المنطقي رادعا للفئات العمرية الكبرى التي تفكر في الإقدام على الانتحار.

العرض على طبيب
وتنصح إيمان جابر، الأسر بعرض الطفل الذي تظهر عليه أي بوادر للاكتئاب أو الانعزال أو يهدد بالانتحار، على طبيب نفسي، لأن التجاهل ربما يدفعه لمحاولة انتحار مميتة، لافتة إلى ضرورة مراقبة الأسر ما يشاهده الأطفال في التليفزيون، والحوار الدائم مع الطفل لمعرفة ما يفكر فيه، وتصويب السلوكيات الخاطئة، التي يقلد فيها ما يراه في التليفزيون دون وعي.

الإصابة بالهلع
وقال الدكتور أحمد الباسوسي، أستاذ الطب النفسي، إن التركيب النفسي للطفل مختلف عن الكبار، وإن قرار الانتحار سواءً من العقاب أو الخوف من الوالدين، يرتبط بحالة من الاكتئاب والهلع تصيبا الطفل قبل أن يُقبِل على الانتحار، ولابد للوالدين أن يدركوا ذلك قبل أن يصل الطفل لهذه الحالة.

البناء النفسي
وأشار "الباسوسي" إلى أن الخوف دائمًا يرتبط بالبناء النفسي، وأن الأسرة عليها عامل كبير جدًا في تكوين البناء النفسي؛ نظرا للمعاملات التي يتلقاها الطفل من والديه بأن يكون الأب أو الأم دائمًا يهدداه بالضرب والعقاب، فيسبب ذلك نوعًا من الإحباط والخوف والعقاب بالمدرسة أيضًا، فيحاول الطفل أن يلقي بنفسه، في أي مكان؛ خوفًا من المدرس أو الوالدين.
الجريدة الرسمية