رئيس التحرير
عصام كامل

الحكومة غير قادرة على تنظيم موسم الحج.. الشركات تقع في فخ «السماسرة».. عمرو صدقي: تعدد الجهات المنظمة أبرز أسباب ارتفاع الأسعار.. والمواطنون البسطاء ضحية «الوسطاء»

فيتو

 «يا ريتني كنت وياكم.. وأروح للهدى وأزوره.. وأبوس من شوقي شباكه.. وقلبي يتملي بنوره.. وأحج وأطوف سبع مرات.. وألبِّي وأشوف منى وعرفات.. وأقول ربي كتبهالي.. يا رايحين للنبي الغالي».


 كلمات أبو السعود الإبياري التي تغنت بها الراحلة ليلى مراد، دائمًا ما تكون حاضرة عند الحديث عن اقتراب موسم الحج، تتعلق الأمنيات بها، وتعلو الآمال لزيارة البيت الحرام، والصلاة في المسجد النبوى، ورؤية الكعبة الشريفة.

 الواقع المصري الذي يقدم لنا هذه الأغنية، هو ذاته الذي يكشف لنا أن الحج تحول إلى ما يمكن وصفه بـ"السبوبة" التي تنتظرها بعض الشركات السياحية، وعدد لا بأس به من السماسرة الذين يتاجرون بالأمر، ويرفعون أسعاره ليصبح إقامة ركن من أركان الدين مهمة صعبة جدًا، إن لم تكن مستحيلة على الغالبية المصرية.

استغلال السماسرة
عمرو صدقي، نائب رئيس غرفة شركات السياحة السابق، عضو لجنة السياحة بمجلس النواب، علق على الأمر بقوله: تعدد الجهات المنظمة للحج يفتت الحصة ويضعف القوة التفاوضية في حجز الطيران والفنادق بمكة والمدينة والمخيمات بالمشاعر المقدسة بمنى وعرفات.

 "صدقي" أوضح أيضًا أن المواطنين البسطاء لا يعلمون شيئًا عن الأسعار المعلنة من قبل الجهات المنظمة ويقوم السماسرة باستغلال الأمر ورفع أسعار رحلة الحج، مقابل تولي إنهاء جميع إجراءات السفر والإقامة مع الشركات السياحية التي تكتشف بعد ذلك أنهم كانوا ضحية لـ"سماسرة" كسبوا من ورائهم آلاف الجنيهات بدعوى أنهم أقارب الحجاج الذين قدمت لهم الشركة الخدمة بالأسعار الحقيقية.

 عضو لجنة السياحة بالبرلمان، كشف أيضًا، في سياق حديثه، أنه في غالبية الدول الإسلامية تتولى الحكومات كل الإجراءات الخاصة بالحج والعمرة وتقوم باستئجار فنادق بمكة والمدينة طوال العام وتحصل عليها بأسعار منخفضة جدًا مقارنة بما تحصل عليه الجهات الثلاث في مصر، مشيرًا في الوقت ذاته إلى أن هناك دولًا تدعم الحج مثل ماليزيا من خلال ما يسمى بـ"الحالة"، وهي إدارة خاصة بالحج تقوم بتحصيل مبلغ بسيط من رواتب العاملين تحت مسمى «الحج»، وتنفقه على رحلات الحج مثلما يحدث في العلاج في مؤسسات الدولة.

 عمرو صدقي أنهى حديثه بالمطالبة بأن يكون تنظيم الحج في مصر تحت إشراف جهة واحدة تتولى جميع الإجراءات الخاصة بالرحلة وكذلك بالنسبة للعمرة، مشيرًا في الوقت ذاته إلى أنه حال تطبيق هذا الأمر ستشهد الأسعار انخفاضًا بنسبة لا تقل عن 40% عن الأسعار الحالية.

 ارتفاع أسعار الحج السياحي
 وفي ذات السياق قال إيهاب عبد العال، رئيس اللجنة الاقتصادية بغرفة شركات السياحة، رئيس كبرى الشركات المتخصصة في السياحة الدينية: ارتفاع أسعار الحج السياحي يرجع إلى الخدمات المتميزة التي يقوم الحجاج بطلبها من الشركات المنظمة، ولا تستطيع جهة أخرى تقديمها، فالحج السياحي المصري هو من أفضل أنواع الحج في العالم بشهادة السلطات السعودية ورؤساء بعثات الحج بجميع الدول الإسلامية، ومع ذلك فإن الأسعار المرتفعة عن الجهات الأخرى المنظمة للحج المصري لا تتعدى نسبة 3% من حصة الحج السياحي.

 "عبد العال" أوضح أيضًا أن الحج البري والاقتصادي الذي تنظمه الشركات السياحية أقل سعرًا من الذي تنظمه وزارتا "الداخلية والتضامن"، مشيرًا في الوقت ذاته إلى أن الدولة حال تركها مهمة تنظيم الحج كاملة لشركات السياحة كما ينص القانون على ذلك لقامت الشركات بتنظيم الحج بأسعار أقل بنسبة كبيرة من أسعار الجهات الأخرى سواء في مصر أو بقية الدول الإسلامية.

إحكام الرقابة
كما أكد رئيس اللجنة الاقتصادية بغرفة شركات السياحة أن الحل يكمن في إسناد تنظيم الحج لغرفة شركات السياحة تحت إشراف الدولة ممثلة في وزارة السياحة، وأكمل بقوله: في هذه الحالة ستقوم الغرفة بما تمتلكه من خبرات سابقة في إدارة الأمر باستئجار فنادق بمكة والمدينة طوال العام للحج والعمرة وإنشاء شركة طيران خاصة بالسياحة الدينية وتحصل الشركات على المساكن وتذاكر الطيران التي تريدها من الغرفة، وبالتالي تكون الأسعار محددة ومعروفة، ويتم احتساب هامش ربح للشركات بما لا يتعدى 15%، وبالتالي يتم إحكام الرقابة وتقديم أسعار تكون هي الأقل في العالم الإسلامي.

 وأوضح "عبدالعال" أنه حال تطبيق هذا المقترح من المتوقع أن يتم كسر احتكار شركات الطيران لتذاكر الحج والعمرة والمغالاة الشديدة في أسعاره مقارنة بالرحلات العادية، مشيرًا إلى أن تذكرة المدينة المنورة في موسم الحج من القاهرة التي تستغرق ساعة و40 دقيقة تباع بسعر تذكرة السفر إلى الولايات المتحدة الأمريكية التي تستغرق مسافتها 8 ساعات!
الجريدة الرسمية