رئيس التحرير
عصام كامل

الانتخابات الجزائرية في أعين الصحافة الدولية.. بن فليس يرغب بالعودة.. انقسامات داخل النخبة الحاكمة.. وتساؤلات حول المرحلة القادمة


اهتمت الصحافة الأجنبية بالانتخابات الجزائرية ملقية الضوء على الحرب الكلامية بين بوتفليقة وبن فليس المرشحين الرئاسيين للانتخابات وجاءت تعليقات الصحافة الفرنسية والأمريكية والألمانية وحتى بين وسائل الإعلام العربية مختلفة فيما بينها.


والبداية مع الصحافة الفرنسية حيث قالت جريدة لوبوان الفرنسية إن بن فليس قد لا يكون "أرنبا" كما تعتقد الأوساط الجزائرية واستدلت بذلك بما أسمته "الحشود" البشرية التي حضرت جميع تجمعاته طيلة أيام الحملة الانتخابية مقابل تسجيلها للرفض الشعبي الواضح والمتزايد للرئيس المنتهية ولايته بوتفليقة معتبرة أن فوز بن فليس المنافس الرئيسي لبوتفليقة ليس بعيد المنال بالرغم من لجوء الرئيس وحملته إلى التهجم الشرس على منافسه واتهامه بالإرهاب.

ووقفت الصحيفة عند افتتاحية مجلة الجيش وذكرت أن "العسكر" عازم على الرد بكل قوة على العنف الذي يلوح في الأفق في حال فوز الرئيس بوتفليقة خاصة مع الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي المتوتر والصراعات العرقية بمنطقة غرداية بالإضافة إلى الاحتجاجات المستمرة في الجنوب كما في الشمال وظهور حركات مناوئة للنظام مثل حركة "بركات" و"رفض"، وهي الظروف التي وصفتها الصحيفة بـ"الشفرة الحادة" التي قد تقطع كل من يلمسها.

أما صحيفة "لوموند" الفرنسية فوقفت عند التوتر الذي شهدته الحملة الانتخابية خاصة خلال أيامها الأخيرة وذكرت تحذير مدير الحملة الانتخابية للرئيس المترشح عبد المالك سلال من القاعة البيضاوية للمترشح على بن فليس من تهديد ولاة الجمهورية ورؤساء الدوائر وكذلك رئيس الجمهورية أمام وزير الشئون الخارجية الإسباني والمبعوث الأممي المشترك إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي واتهامه لبن فليس بممارسة الإرهاب على المباشر.

وبالانتقال للصحافة العربية الناطقة بالإنجليزية خصصت الجزيرة "إنجليزية" حيزًا كبيرًا على موقعها الإلكتروني للسيرة الذاتية للمترشحين الستة لرئاسيات 17 أبريل وتحدثت عن الجدل غير المسبوق حول هذا الموعد الدستوري فيما أجرت حوارًا مع علي بن فليس تحت عنوان "رغبة بن فليس في العودة في الجزائر" والذي أبرز فيه بن فليس عزمه على عدم السكوت في حال السطو على إرادة الشعب من خلال تزوير الانتخابات وتركيزه على ما اعتبره "أرمادة" من المراقبين "60 ألفا" الذين عينهم لمراقبة صناديق الاقتراع لصالحه ليلاً ونهارًا.

من جانبها، اهتمت الصحافة الأمريكية أيضا الانتخابات الجزائرية حيث أشارت صحيفة "نيويورك تايمز" إلى الرغبة في التغيير التي لمستها لدى الشارع الجزائري خاصة بعد ترشح الرئيس لعهدة رابعة بالرغم من متاعبه الصحية وظهور انقسام داخل النخبة الحاكمة والتضامن غير المتوقع بين أحزاب المعارضة والعلمانية والإسلامية على حد سواء.

أما الصحافة الألمانية فتناولت صحيفة دويتشي فيله تطلعات جزائريين يقيمون في ألمانيا حول الرئاسيات وما ينتظرون منها. ونقلت تساؤلات الجزائريين ما إذا كان سيفوز بوتفليقة بالانتخابات لولاية رابعة رغم التشكيك في قدرته على ممارسة الحكم وهل يفي بوعوده الخاصة بالمزيد من الإصلاحات أم أن رئيسا جديدا سيتولى قيادة البلاد؟
الجريدة الرسمية