رئيس التحرير
عصام كامل

من يتنازل أولا؟!

تصر إيران على عدم العودة لتنفيذ التزاماتها فى الاتفاق النووى إلا بعد أن تلتزم أمريكا وتنهى العقوبات التى فرضتها عليها فى عهد ترامب، بينما تصر أمريكا على أن تنفذ إيران كل التزاماتها أولا قبل العودة إلى الاتفاق النووى الذي انسحبت منه فى عهد ترامب.. فمن يتنازل أولا.. أمريكا أم إيران؟!


تنازل امريكا سوف ينال كثيرا من هيبتها العالمية ويضر برغبتها فى العودة إلى قيادة العالم.. أما تنازل ايران فانه سيضعف قدرتها على الحصول على شروط أفضل فى المفاوضات المنتظرة التى سوف تستهدف تنقيح الاتفاق النووي، فضلا عن أنه سوف يضعفها داخليا وأمام حلفائها الإقليميين.

ولذلك فإن الباب مفتوح الآن أمام بعض المقترحات التي تقدم حلا وسطا لهذه المشكلة، مثل العودة المتزامنة لأمريكا وإيران للاتفاق النووى غير أن ذلك الاقتراح لا يلقى قبولا أمريكيا وأوروبيا نظرا لرغبة واشنطن ومعها أوروبا فى توسيع نطاق الاتفاق النووى ليشمل الصواريخ الإيرانية ودورها الإقليمى وليضم دولا إقليمية أخرى مثل السعودية.. ولذلك طرح اقتراحا آخر يقضى بتجميد بعض وليس كل العقوبات الأمريكية لتعود إيران إلى تنفيذ التزاماتها فى الاتفاق النووى ولتقبل بالتفاوض مجددا على تعديل أو توسيع نطاق هذا الاتفاق.

كما أن الباب مفتوح أيضا للضغوط المتبادلة.. وهنا ملكت إيران المبادرة.. حيث نشطت إذاعتها فى المنطقة للقيام بعمليات هنا وهناك، فى لبنان والسعودية وأخيرا العراق بضرب كردستان العراق بالصواريخ.. أما امريكا فإنها لجات إلى توجيه التهديدات خاصة ما بتعلق بهجوم أربيل ولم تنفذ تهديداتها حتى الآن. لذلك الأغلب أن الازمة النووية الإيرانية سوف تطول ولن تجد حلا  سريعا. 
الجريدة الرسمية